التدابير الأمنّية تنقل زخم «السترات الصفراء» إلى خارج باريس

محتجّون في باريس (إ. ب. أ)
محتجّون في باريس (إ. ب. أ)
TT

التدابير الأمنّية تنقل زخم «السترات الصفراء» إلى خارج باريس

محتجّون في باريس (إ. ب. أ)
محتجّون في باريس (إ. ب. أ)

عاد محتجّو "السترات الصفراء" إلى الشارع اليوم (السبت)، للمرة العشرين خلال أكثر من أربعة أشهر، على الرغم من قرارات تقييد التظاهر خشية وقوع مواجهات جديدة. وتزامن الحراك في فصله العشرين مع دعوة أطلقتها المصارف الفرنسية لوقف أعمال العنف التي سبق أن استهدفت المئات من فروعها.
بدورها، كررت الشرطة قرارها منع التظاهر في جادة الشانزليزيه في باريس بعد أعمال العنف التي شهدتها هذه الجادة الشهيرة في 16 مارس (آذار)، كما قررت الأمر نفسه بشأن منطقة تشمل قصر الاليزيه الرئاسي والجمعية الوطنية (البرلمان).
وقالت الشرطة في بيان إنها تبلّغت بتظاهرتين وأربعة تجمعات في باريس، من دون أن تحدد أماكنها. وعند الظهر كان نحو 300 متظاهر قد تجمعوا أمام محطة سكك الحديد "غار دو لست" في باريس. وراح العشرات من محتجي "السترات الصفراء" يهتفون ضد الرئيس إيمانويل ماكرون.
وقبل أسابيع من الانتخابات الأوروبية، علق كثر بطاقاتهم الانتخابية على ستراتهم بعدما مزقوها. وتوجه المتظاهرون بعد ذلك الى ساحة تروكاديرو.
وتوقّعت الشرطة أن يشهد التحرك زخماً في أعداد المتظاهرين خارج باريس مع الخشية من وقوع اضطرابات في مدن أخرى بسبب الترتيبات الأمنية المشددة المتّخذة في العاصمة.
وبالفعل شهدت مدينة أفينيون الجنوبية مواجهة بين المحتجين والشرطة التي استعملت الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين في وسط المدينة.
وفي مقالة نشرتها صحيفة "لوموند" اليوم، دعت المصارف الفرنسية إلى وقف أعمال العنف التي سبق أن استهدفت مئات من فروعها على هامش أيام التعبئة خلال تظاهرات "السترات الصفراء". وقال الأعضاء الستة في اللجنة التنفيذية للاتحاد المصرفي الفرنسي، المنظمة المهنية التي تضم كل المصارف في فرنسا: "آن الاوان للجميع لكي يدينوا الاعمال التي ترتكب بحق المصارف (...). نطالب بتوفير الشروط لكي يتمكن زملاؤنا وكذلك التجار من ممارسة أعمالهم بكل أمان وهدوء بما فيه فائدة زبائنهم".
وتعرضت أكثر من 760 مؤسسة مصرفية لأعمال عنف منذ بدء حركة الاحتجاج على سياسة ماكرون الاجتماعية.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».