تونس: اعتقال عنصر تكفيري هدد أمنيين وعسكريين بالقتل

TT

تونس: اعتقال عنصر تكفيري هدد أمنيين وعسكريين بالقتل

ألقت قوات الأمن التونسية المختصة بمكافحة الإرهاب، القبض على عنصر تكفيري في منطقة سبيطلة من ولاية (محافظة) سيدي بوزيد (وسط تونس)، وأكدت أنه تعمد توجيه رسائل تهديد بالقتل لعناصر من الأمن وقوات الجيش التونسي، ووصفهم بـ«الطاغوت»، علاوة على تهديده مدنيين تونسيين يعتبر أنهم ضد الشريعة الإسلامية، وأنهم من داعمي النظام المدني.
وأشارت التحريات الأمنية الأولية إلى أن المشتبه به قد تعمد إلقاء رسائل التهديد بالقتل في بهو منازل العناصر الأمنية والعسكرية والمدنية المستهدفة، وقد أحالته أجهزة الأمن التونسية، أمس، إلى القطب القضائي لمكافحة الإرهاب بالعاصمة التونسية لاستكمال الأبحاث الأمنية والقضائية، والكشف عن علاقاته بالمجموعات الإرهابية التي تنشط في جبال سيدي بوزيد والقصرين المجاورة (وسط غربي تونس).
يذكر أن مدينة سبيطلة قد شهدت يوم 3 أغسطس (آب) 2014 عملية إرهابية استهدفت ثكنة عسكرية، وأدى الهجوم إلى مقتل عسكري وإصابة مدني إصابات بليغة، وذلك إثر تبادل إطلاق النار بين المجموعة الإرهابية والعسكري الذي كان مكلفاً بالحراسة.
وتواجه أجهزة الأمن والجيش التونسيين مجموعات كبيرة من الخلايا الإرهابية النائمة بعدد من المدن والأحياء الشعبية التونسية، فعلاوة على التحاق نحو ثلاثة ألاف تونسي بالتنظيمات الإرهابية في بؤر التوتر، حسب أرقام حكومية رسمية، فإن عدد الخلايا الإرهابية النائمة يتراوح، وفق خبراء في مجالي الأمن ومكافحة الجماعات الإرهابية، بين 300 و400 خلية إرهابية موزعة على عدة مناطق في تونس. ومن خلال اعترافات الكثير من العناصر التكفيرية التي تم القبض عليها في مداهمات سابقة، فإن الخلايا الإرهابية النائمة، تبدي تعاطفاً كبيراً مع الأفكار المتطرفة التي روج لها تنظيم «أنصار الشريعة» المحظور في تونس منذ سنة 2013، الذي يتزعمه الإرهابي التونسي سيف الله بن حسين المعروف باسم «أبو عياض»، وغالباً ما تكشف أجهزة الأمن في كل مرة عن دعم تلك الخلايا النائمة بالمال والغذاء، للعناصر الإرهابية المنتمية إلى كل من كتيبة «عقبة ابن نافع» التابعة لتنظيم «القاعدة في بلاد المغرب»، وإلى خلية «أجناد الخلافة» المبايعة لتنظيم «داعش» الإرهابي.



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.