كيف يربح الحوثيون من معاناة اليمنيين مع غاز الطهي؟

يمنية تبدو عليها علامات الملل تنتظر دورها لتعبئة اسطوانة غاز (غيتي)
يمنية تبدو عليها علامات الملل تنتظر دورها لتعبئة اسطوانة غاز (غيتي)
TT

كيف يربح الحوثيون من معاناة اليمنيين مع غاز الطهي؟

يمنية تبدو عليها علامات الملل تنتظر دورها لتعبئة اسطوانة غاز (غيتي)
يمنية تبدو عليها علامات الملل تنتظر دورها لتعبئة اسطوانة غاز (غيتي)

لجأ المواطن اليمني سعيد.خ (70 عاماً)، إلى قطع فروع الأشجار اليابسة، ليزود منزله بالحطب، لتتمكن زوجته من طبخ وجبة الغداء لأسرته المكونة من 9 أفراد، بعد عجزه عن شراء أسطوانة غاز بـ8 آلاف ريال من السوق السوداء (الدولار يساوي نحو 550 ريالاً).
كثيرون غير سعيد، أجبرهم فساد الحوثيين في محافظة إب ومديرياتها، على الذهاب لقطع الأشجار؛ لأن الحطب بديل مناسب لعدم قدرتهم على توفير الغاز.
وتؤكد عزيزة الفازعي، وهي مواطنة في العقد السادس من العمر، أنه بعد ارتفاع سعر أسطوانة الغاز المنزلي إلى 8 آلاف ريال، عجز زوجها وأولادها عن توفير هذا المبلغ باستمرار، ما جعلها برفقة كثير من نساء مدينة العدين في إب، تخرج للجبال لقطع فروع الأشجار.
وتشهد محافظة إب (200 كيلومتر جنوب صنعاء) الخاضعة لسيطرة الحوثيين، شحاً في غاز الطهي، إذ يرجع سكان السبب إلى تلاعب مراكز بيع أسطوانات الغاز، التي تعمل على احتكارها وبيعها في الأسواق السوداء، إلى جانب غياب الرقابة المستمرة.
ويقول محمود الرفاعي، وهو أحد سكان إب، إن السلطة التنفيذية في المحافظة أغلقت جميع المحطات التجارية التي تبيع الغاز المنزلي منذ عدة أشهر، ما أدى إلى انتعاش السوق السوداء، في مركز المحافظة ومراكز المديريات بشكل كبير. ويضيف: «نحن في مدينة العدين كل شهر تصرف أسطوانة غاز واحدة لكل أسرة، مهما كان عدد أفرادها، بسعر 3500 ريال يمني (السعر الرسمي المحدد من سلطات الحوثيين) الأمر الذي أجبر بعض السكان وملاك المطاعم والسيارات التي تعمل بالغاز، على الشراء من السوق السوداء التي يصل سعر الأسطوانة الواحدة فيها إلى نحو 8 آلاف ريال». وأوضح أن غالبية المواطنين لا يستطيعون شراءها، في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي رافقها ارتفاع في أسعار المواد الغذائية واستمرار انهيار العملة الوطنية. ويضيف الرفاعي: «أنا أعلم مثل غيري أن الغاز موجود، ولكن يباع في السوق السوداء وبأسعار مرتفعة»، مبدياً استعداده وقت الضرورة إلى دفع أي مبلغ للحصول على أسطوانة الغاز، حتى ولو كانت العبوة ناقصة كما هي عادة أصحاب محلات البيع. ويتساءل الرفاعي: «من الذي يموّن الأسواق السوداء بمادة الغاز، وأين تذهب مقطورات الغاز التي تصل يومياً من مأرب إلى مركز المحافظة؟!».
ويؤكد أحمد محسن، أحد المهتمين بالمجال الاقتصادي في المنطقة، أن الأزمة مفتعلة من قبل مالكي المحطات بالمحافظة، الذين ينتمي أغلبهم لجماعة الحوثيين، بهدف التحكم في السوق وفرض أسعار جديدة، الهدف منها التضييق على المواطنين وجني أموال طائلة، من خلال فتح كثير من الأسواق السوداء في مختلف المديريات، على حساب المواطن المسكين.
وفي 20 مديرية تابعة لمحافظة إب، يختلف الأمر عما هو عليه في مركز المدينة، وإن كانت النتيجة واحدة، فأزمة الغاز هناك يبدو أنها مزمنة، كما يصفها البعض في المخادر والحزم ومذيخرة وحبيش ويريم والسياني والشعر والنادرة، وغيرها. أما عملية الغش في العبوات التي تقل عن وزنها المحدد بما يساوي الربع، فقد أخذت طابعاً شبه رسمي، وعلى مرأى ومسمع من الجميع.
ويقول عبد الله الحبيشي، أحد سكان المنطقة: «الغاز أصبح محصوراً على بضعة تجار، لا يسمح لغيرهم بالدخول إليه أو الاقتراب منه مهما بدت الأسباب مقنعة، الأمر الذي سهل عملية الاحتكار للسوق بهذه المديريات وقراها، وعزلها، وإملاء الشروط على الوكلاء المصرح لهم، ما تسبب في إحداث الاختناقات، واختفاء مادة الغاز بين الحين والآخر».
ووفقاً لمعلومات رسمية، يزود فرع الشركة اليمنية للغاز مدينة إب (مركز المحافظة) يومياً بكمية ما بين 8 - 10 آلاف أسطوانة، بسعر 1700 ريال عبر الوكلاء، ليقوموا بالتوزيع وفق قاعدة بيانات معتمدة من المحافظة والمديريات، بقيمة 2000 ريال للمواطنين. كما تصل المحافظة يومياً 7 قاطرات، منها 3 قاطرات حصة المحافظة المعتمدة من صافر، وتقدم للوكيل بسعر 1700 ريال، ليقوم بتقديمها للمواطنين بسعر 2000 ريال، و4 قاطرات غاز تجارية تخصصها الشركة بالتوافق مع التجار للمناطق الريفية، لتباع تحت إشراف الشركة بسعر 2830 ريالاً للأسطوانة.
وأكد سكان أن ميليشيات الحوثي هي التي تفتعل أزمة الغاز المنزلي في المحافظة ومديرياتها، لبيعها في السوق السوداء بأسعار تزيد عن 300 في المائة عن السعر الرسمي. وشكا أحد السكان من أنه يعيش ظروفاً معيشية صعبة، لافتاً إلى أن أجره اليومي البسيط لا يكفيه لتلبية احتياجاته الأساسية، وأن أزمة الغاز المنزلي أضافت معاناة جديدة إلى حياته المتعبة. وقال: «إن الجماعة الحوثية افتعلت كثيراً من الأزمات المعيشية في السابق، وتفتعلها الآن، وبينها أزمة الغاز المنزلي، لأجل استغلال حاجة الناس، وبيع هذه المواد بأسعار مضاعفة لتستفيد من الفارق عن السعر الرسمي، رغم أنه يزيد كثيراً عن سعر الكلفة، وسعر السوق السوداء». وبين أن جماعة الحوثي هي التي عطلت شركة الغاز الحكومية، بعد فترة قصيرة من اقتحامها صنعاء، وفتحت الباب أمام القطاع التجاري الخاص، لتوريد مادة الغاز من حقول صافر في محافظة مأرب الخاضعة للحكومة الشرعية إلى مناطقها، وأوصلت سعر الأسطوانة الواحدة في بعض الأحيان إلى 13 ألف ريال، بعد أن كان سعر الأسطوانة سعة 25 لتراً بـ1500 ريال قبل انقلابها على الحكومة، من خلال فرض رسوم على ناقلات التجار في منافذ جمركية استحدثتها، فضلاً عن فرض إتاوات في حواجز التفتيش الأمنية على الطرقات.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)
الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم العربي قادة حوثيون في مطابع الكتاب المدرسي في صنعاء (إعلام حوثي)

الحوثيون يفرضون مقرراً دراسياً يُضفي القداسة على زعيمهم

تواصل الجماعة الحوثية إجراء تغييرات في المناهج التعليمية، بإضافة مواد تُمجِّد زعيمها ومؤسسها، بالتزامن مع اتهامات للغرب والمنظمات الدولية بالتآمر لتدمير التعليم

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي استعراض الجماعة الحوثية لقدراتها العسكرية في العاصمة صنعاء والتي تتضمن أسلحة نوعية (رويترز)

تقرير أُممي يتّهم الحوثيين بالتنسيق مع إرهابيين وجني عشرات الملايين بالقرصنة

تقرير جديد لفريق الخبراء الأُمميّين المعنيّ باليمن يكشف عن تعاون الحوثيين مع تنظيم «القاعدة»، و«حركة الشباب» الصومالية، وابتزاز وكالات الشحن الدولية.

وضاح الجليل (عدن)

مقديشو لتضييق الخناق دولياً على «أرض الصومال»

جانب من عملية التصويت بمركز اقتراع خلال الانتخابات الرئاسية بإقليم أرض الصومال لعام 2024 (أ.ف.ب)
جانب من عملية التصويت بمركز اقتراع خلال الانتخابات الرئاسية بإقليم أرض الصومال لعام 2024 (أ.ف.ب)
TT

مقديشو لتضييق الخناق دولياً على «أرض الصومال»

جانب من عملية التصويت بمركز اقتراع خلال الانتخابات الرئاسية بإقليم أرض الصومال لعام 2024 (أ.ف.ب)
جانب من عملية التصويت بمركز اقتراع خلال الانتخابات الرئاسية بإقليم أرض الصومال لعام 2024 (أ.ف.ب)

وصلت سلسلة إجراءات اتخذتها مقديشو تجاه رفض أي تدخُّل بشأن سيادتها على إقليم «أرض الصومال» الانفصالي، إلى محطة استدعاء السفير الدنماركي ستين أندرسن، عقب مشاركته في متابعة انتخابات الإقليم الرئاسية، والتي أُجريت قبل أيام، وسط ترقب إثيوبي تداعيات الاقتراع، خصوصاً مع نتائج أولية تشير إلى فوز مرشح المعارضة عبد الرحمن عبد الله.

الاستدعاء الدبلوماسي الصومالي، وفق خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، يُعد امتداداً لسلسلة إجراءات تبنّتها مقديشو، منذ بداية العام، عقب رفضها توقيع إثيوبيا اتفاقاً مبدئياً مع إقليم «أرض الصومال»؛ بهدف «تأكيد سيادتها وتضييق الخناق دولياً عليه»، مع توقعات بإمكانية استئناف المفاوضات للذهاب إلى حلول قد تكون سبباً في سحب البساط من تحت أقدام أديس أبابا، وخفض التصعيد بمنطقة القرن الأفريقي.

واستدعت وزارة الخارجية الصومالية السفير الدنماركي ستين أندرسن؛ على خلفية «انتهاكه سيادة وحدة البلاد»، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية بالبلاد، الأحد، عن وزير الخارجية أحمد معلم فقي، عقب «توجّهه ضمن بعض السفراء لدى البلاد إلى مدينة هرجيسا للمشاركة في الانتخابات التي جرت مؤخراً دون أن يعلنوا، في خطابهم، عن الدولة التي جرى تعيينهم سفراء لها، واخترقوا البروتوكول الدبلوماسي»، مؤكداً أن «موقف الحكومة واضح تجاه الانتخابات في أرض الصومال، التي تعد جزءاً لا يتجزأ من البلاد».

وحذّر وزير الخارجية الصومالي «بعض السفراء لدى البلاد بكتابة مقال يتعارض مع وحدة وسيادة البلاد عند الإعلان عن نتائج الانتخابات في أرض الصومال، والتي تعد شأناً داخلياً».

الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود (رويترز)

خطوط حمراء

ولم تكن تلك الخطوة الأولى ضمن الخطوط الحمراء التي رسمتها مقديشو في رفضها المساس بسيادتها، حيث وقَّع الرئيس حسن شيخ محمود قانوناً يُلغي اتفاقاً مبدئياً وقّعته إثيوبيا، في يناير (كانون الثاني) 2024، مع إقليم «أرض الصومال»، والذي تحصل بموجبه أديس أبابا على مَنفذ بحري يتضمّن ميناء تجارياً وقاعدة عسكرية في منطقة بربرة، لمدة 50 عاماً، مقابل اعتراف إثيوبيا بـ«أرض الصومال» دولةً مستقلة.

وتوجهت مقديشو إلى الجامعة العربية، وحصلت على دعم إضافي باجتماع طارئ ذهب، في يناير (كانون الثاني) 2024، إلى أن المذكرة باطلة. وتلا إصرار إثيوبيا على موقفها توقيع بروتوكول تعاون عسكري بين القاهرة المتوترة علاقاتها مع أديس أبابا، ومقديشو في أغسطس (آب) الماضي، وسط قلق إثيوبي، ومدّ مصر الصومال بأسلحة ومُعدات لمواجهة «الشباب» الإرهابية، وصولاً إلى إعلان وزير الدفاع الصومالي، عبد القادر محمد نور، في 9 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، رسمياً، استبعاد القوات الإثيوبية من البعثة الأفريقية لحفظ السلام، المقررة بدءاً من 2025 حتى 2029. وأرجع ذلك إلى «انتهاكها الصارخ سيادة واستقلال الصومال».

وباعتقاد المحلل السياسي الصومالي، عبد الولي جامع بري، فإن «قرار استدعاء السفير قد يُفهم بأنه تحرك دبلوماسي، في جزء من استراتيجية الصومال لتضييق الخناق على أرض الصومال، قبل العودة إلى أي مفاوضات مرتقبة، إذ تسعى الحكومة إلى تعزيز موقفها في مواجهة أي محاولات لانفصال أو استقلال أرض الصومال، مما قد يؤثر على استقرار المنطقة».

ويَعد المحلل الصومالي «قرار استدعاء سفير الدنمارك أيضاً خطوة تُظهر رغبة الحكومة في الحفاظ على سيادتها، ورفض أي تدخلات خارجية»، لافتاً إلى أن «تحرك بعض السفراء قد يُفسَّر بأنه في إطار ضغوط على الحكومة الصومالية لإحداث تغييرات معينة، أو قد يكون مجرد مراقبة روتينية للانتخابات والأوضاع السياسية، أو محاولة لتوسيع النفوذ الخارجي في منطقة تُعد ذات أهمية استراتيجية».

في المقابل، يرى الخبير في الشؤون الأفريقية، عبد المنعم أبو إدريس، أن «تحركات السفراء الغربيين، احتفاء بالممارسة الديمقراطية التي تجري هناك لعدة دورات، وليست للتأثير على مقديشو»، موضحة أن «الدولة الغربية التي لديها تأثير كبير هي الولايات المتحدة، من خلال حلفها التاريخي مع إثيوبيا وتعاونهما في مكافحة الإرهاب».

أمل في استئناف المفاوضات

ورغم تلك الإجراءات فإن الصومال لم تقطع شعرة معاوية في التوصل لحلول. وأعرب وزير الخارجية أحمد معلم فقي، في كلمته، عن «أمله في استئناف المفاوضات مع إدارة أرض الصومال»، مؤكداً أن «الحكومة عازمة على إيجاد الحلول للشؤون الداخلية»، دون توضيح ماهية تلك الحلول.

وجاءت تلك الآمال الصومالية الرسمية، قبل أيام من إعلان نتائج الانتخابات في أرض الصومال المقررة في 21 نوفمبر الحالي، والتي تنافس فيها 3 مرشحين؛ بينهم الرئيس الحالي للإقليم موسى بيحي عبدي، والمعارض عبد الرحمن عبد الله، ومرشح حزب «العدالة والتنمية» فيصل ورابي، وجميعهم داعمون لمذكرة التفاهم، وتختلف رؤيتهم حول كيفية إدارة الأزمة مع الصومال. وتشير نتائج أولية إلى «تقدم كبير» للمعارض عبد الرحمن عبد الله، وفق وسائل إعلام صومالية.

وفي المقابل، استمرت إثيوبيا على موقفها الداعم لإقليم «أرض الصومال» الانفصالي، وهنأته وزارة الخارجية الإثيوبية، الجمعة، على «النجاح في إجراء انتخابات سلمية وديمقراطية تعكس نضج الحكم». وسبقها، الخميس، تأكيد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية نبيات غيتاتشو أن «أديس أبابا ستواصل عملياتها الحاسمة لإضعاف حركة (الشباب الإرهابية)؛ بهدف ضمان عدم تشكيلها تهديداً للأمن القومي الإثيوبي»؛ في إشارة لعدم الخروج من مقديشو.

ولا يعتقد الخبير في الشؤون الأفريقية عبد المنعم أبو إدريس أن «يكون لنتيجة الانتخابات في أرض الصومال تأثير على علاقة مقديشو مع الإقليم، خاصة أن المرشح عبد الرحمن عبد الله لم يُظهر معارضة لمذكرة التفاهم مع إثيوبيا». ويستدرك: «لكن يمكن أن تعود المفاوضات بين مقديشو وأرض الصومال في حال كان هناك طرح لشكل فيدرالي يعطي الأقاليم المختلفة في الصومال الكبير قدراً من الاستقلالية».

ويعتقد المحلل السياسي الصومالي عبد الولي جامع بري أن «تقارب مقديشو مع أرض الصومال قد يثير قلق أديس أبابا، وإذا كانت هناك رغبة في تعزيز العلاقات بين مقديشو وأرض الصومال، فقد تسعى إثيوبيا إلى عرقلة هذا المسار، ومن المحتمل أن تتدخل لإعادة تأكيد نفوذها في المنطقة، خاصةً في إطار مذكرة التفاهم القائمة».

ويؤكد أن «أي حل محتمل في هذه الأزمة سيكون له تأثير كبير على الأوضاع في القرن الأفريقي، واستقرار مقديشو وأرض الصومال، ويمكن أن يُفضي إلى تعزيز التعاون الإقليمي، بينما أي تصعيد قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات الإنسانية والسياسية في المنطقة».