«الليكود» يطالب بالتحقيق مع غانتس في قضية فساد

تقرير خاص لمراقب الدولة انتقد وضع الجبهة الداخلية في إسرائيل

عمال ينهون تعليق لافتة انتخابية لحزب الليكود يتوسطها رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو أمس (رويترز)
عمال ينهون تعليق لافتة انتخابية لحزب الليكود يتوسطها رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو أمس (رويترز)
TT

«الليكود» يطالب بالتحقيق مع غانتس في قضية فساد

عمال ينهون تعليق لافتة انتخابية لحزب الليكود يتوسطها رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو أمس (رويترز)
عمال ينهون تعليق لافتة انتخابية لحزب الليكود يتوسطها رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو أمس (رويترز)

توجه قادة حزب الليكود الحاكم، بقيادة بنيامين نتنياهو، إلى الشرطة الإسرائيلية بطلب فتح تحقيق مع منافسه الانتخابي الأول، رئيس حزب الجنرالات، بيني غانتس، بشبهات فساد. وقالوا خلال مؤتمر صحافي طارئ، إن ما كشفه مراقب الدولة عن سلوك غير سوي له، عندما كان رجل أعمال.
وقال الوزير أوفير أكونيس، إن ما ورد في تقرير مراقب الدولة عن غانتس خطير للغاية، ويكشف عن تآمر فاسد بينه وبين قائد الشرطة السابق، روني الشيخ، بهدف الحصول على 50 مليون شيقل (الدولار يساوي 3.6 شيقل) من الأموال العامة عن طريق الاحتيال. وأضاف: «يحاربون ويحاكمون نتنياهو على بضعة ألوف من الشواقل، بينما يتسترون على فساد بقيمة 50 مليون شيقل».
وكان مراقب الدولة في إسرائيل، القاضي يوسف شبيرا، قد أصدر تقريراً خاصاً عن وضع الجبهة الداخلية في إسرائيل، فوجه فيه اتهامات لأجهزة الدفاع المدني بأنها غير جاهزة كما يجب لمواجهة حالة طوارئ، حرب أو هزة أرضية. ودخل في تفاصيل الفشل في المضمار، مؤكداً أن هناك نقصاً في الآليات، وهناك آليات قديمة مهترئة لم تعد تصلح لعصرنا، وأنه في حال الطوارئ الشديدة، ستكون إسرائيل مقبلة على كارثة، وسيموت أناس كثيرون بسبب هذا الإهمال.
وفي التفاصيل، كشف المراقب عن خلل كبير في جهاز الشرطة وطريقة علاجها لاحتياجاتها ومشترياتها، وبهذه الطريقة وصل إلى غانتس. فحسب التقرير، عملت الشرطة خلافاً للإجراءات، وبعدم مساواة في الفرص (من خلال المناقصات). وواحد من الأمثلة على ذلك تم مع شركة بيني غانتس لخدمات السايبر، المعروفة باسم «البعد الخامس». فقد أقيمت هذه الشركة بعدما خلع غانتس بزته العسكرية وتسرح من الجيش. وقد توجه غانتس، كرئيس مجلس إدارة إلى رئاسة أركان الشرطة، وعرض مشروعاً بقيمة 50 مليون شيقل، وخلال العرض قدم تفاصيل مضللة، لإقناعهم بالحصول على العطاء من دون مناقصة، قائلاً إن مثل هذه الصفقات تنطوي على كثير من الأسرار التي لا يجوز كشفها.
وبحسب المراقب، فإن الشركة ادعت أمام الشرطة أنها قائمة منذ 4 سنوات، علماً بأنها تأسست قبل ذلك بسنتين فقط عام 2014. كما ادعت أنها تملك منتجاً بكميات تجارية جاهزة ولم يكن الأمر صحيحاً. وادعت أيضاً أن من بين زبائنها 5 مؤسسات أمنية وهو ليس صحيحاً أيضاً. وتبين أن الشرطة حولت للشركة مبلغ 4 ملايين شيقل لغرض تجريبي، وفي نهاية المطاف لم تخرج الصفقة إلى حيز التنفيذ. كما طلبت الشرطة الدفع بمشروع لإدخال برنامج للشركة بتكلفة 50 مليون شيقل من دون مناقصة، من خلال استخدام معلومات لدى الشرطة، رغم أن الشركة لم تكن لديها تجربة سابقة.
يشار إلى أن شركة غانتس تأسست عام 2014، وترأسها القائم بأعمال رئيس الموساد سابقاً، وعضو حزب «كحول لفان»، اليوم، رام بن براك. وأغلقت الشركة عام 2018، وفصل جميع موظفيها. وكانت قد عملت على تطوير منظومات ذكاء اصطناعي لغرض تحليل معلومات استخبارية ومعطيات مرتبطة بعمل أجهزة إنفاذ سلطة القانون، مثل الشرطة. وبحسب مراقب الدولة، اقترحت الشركة عام 2016 بيع الشرطة المنظومة التكنولوجية التي تعمل على تطويرها. وفي حينه أصدر المفتش العام للشرطة، روني الشيخ، تعليمات لدائرة التكنولوجيا في الشرطة لفحص مدى ملاءمتها. ويضيف أن عملية الفحص تمت من دون مقابل، ومن دون مصادقة لجنة المناقصات في الشرطة. وقال التقرير إن الشيخ نفسه هو الذي دفع باتجاه المشروع، وتقرر توسيعه لدرجة توصيفه بـ«المشروع الضخم» في حال نجاحه. وتمت مناقشة الأمر في أغسطس (آب) من عام 2018، بحضور الشيخ وكبار المسؤولين في الشرطة وغانتس والمدير العام للشركة.
وكتب المراقب أنه وجد 18 طلبية تثير شبهات بارتكاب عمل جنائي في الشرطة، وتم إبلاغ المستشار القضائي للحكومة بذلك، وبدوره أصدر الأخير تعليمات بنقلها لقسم التحقيقات مع أفراد الشرطة، دون أن ترد تفاصيل بشأنها.
وعقبت الشرطة على التقرير بالقول إنها تجري عمليات رقابة بشكل منتظم، وتبنت من خلالها جزءاً كبيراً من ملاحظات مراقب الدولة قبل نشرها. أما وزارة الأمن الداخلي، بقيادة الوزير جلعاد أردان، المقرب من نتنياهو، فقد عقبت بالقول إنها تنظر بخطورة إلى نتائج التقرير الذي يعكس إخفاقات خطيرة تصل حد الشبهات الجنائية.
من جهته، عقب حزب غانتس بالقول إن «التقرير يتركز حول المناقصات والإعفاءات منها، أما بالنسبة لعمل رئيس الحزب فلم يشُبْه أي خلل». وأضاف أنه «للأسف يمنع مراقب الدولة من التحقيق في القضية الأمنية الخطيرة التي تحوم فوق رأس رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو»، في إشارة إلى «قضية الغواصات».
وأما حزب «الليكود» فقد توجه، في أعقاب نشر التقرير، إلى المستشار القضائي للحكومة، أفيحاي مندلبليت، بطلب فتح تحقيق جنائي فوري ضد غانتس.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.