الصومال: مصرع 15 شخصاً في هجوم بسيارة مفخخة

استهدف مطعماً يقع بشارع مزدحم في العاصمة مقديشو

خراب ودمار في موقع التفجير في العاصمة مقديشو أمس (رويترز)
خراب ودمار في موقع التفجير في العاصمة مقديشو أمس (رويترز)
TT

الصومال: مصرع 15 شخصاً في هجوم بسيارة مفخخة

خراب ودمار في موقع التفجير في العاصمة مقديشو أمس (رويترز)
خراب ودمار في موقع التفجير في العاصمة مقديشو أمس (رويترز)

قُتل 15 شخصاً على الأقل، أمس (الخميس)، في هجوم بسيارة مفخخة، في العاصمة الصومالية مقديشو، يعتقد أنه من تنفيذ حركة الشباب المرتبطة بتنظيم «القاعدة» الإرهابي. كما أوقع الهجوم 22 جريحاً إصاباتهم متفاوتة الخطورة، ما يرجح إمكانية ارتفاع الحصيلة.
وأكدت مصادر أمنية صومالية وقوع الهجوم، وقالت إن منفذيه استخدموا سيارة محملة بالمتفجرات، تم تفجيرها أمام مطعم «فيلسان» الشعبي، الذي يقع على شارع مكة المكرمة، غير بعيد من فنادق فخمة وكثير من الأسواق الواقعة على كورنيش مقديشو، ولم يعرف إن كان قد تم تفجير السيارة عن بعد، أم أنه كان على متنها انتحاري.
ونقلت وكالة «رويترز» عن قائد الشرطة الصومالية عبد نور علي، قوله إن الهجوم وقع وقت تناول الغداء، وفي منطقة مزدحمة، إذ توجد فيها مطاعم وفنادق. وقال شهود عيان إن الهجوم تسبب في ارتفاع سحابة دخان كثيفة، كما خلف تدمير مطعمين وكثير من السيارات التي كانت مركونة على قارعة الطريق.
وتحدّث عناصر أمن وشهود عيان عن تناثر الجثث على الأرض، وقال أحد الشهود إن المشهد كان يسوده «الدمار التام». وقال عبد الله عثمان، وهو مواطن صومالي كان قريباً من موقع الهجوم، إن «سيارة مفخخة انفجرت في مطعم مجاور للشارع» متحدثاً عن «كارثة حقيقية».
وارتفعت السيارات عن الأرض إثر التفجير الذي سبب أضراراً أيضاً في مبانٍ قريبة. وقال شهود عيان إن كثيراً من السيارات والدراجات النارية قد تحطّمت بفعل التفجير، وأضاف عثمان: «رأيت 16 شخصاً يجري حملهم من موقع التفجير، أكثر من 10 منهم كانوا قد فارقوا الحياة أصلاً». وقالت سعاد أحمد التي كانت أيضاً في الموقع لدى وقوع التفجير: «لا أعرف إذا كانوا مصابين أم قتلى؛ لكنني تمكنت من رؤية عدد من الأشخاص الممددين في الشارع، بعضهم بلا حراك».
وأظهرت لقطات صورها شهود عيان ونشروها على مواقع التواصل الاجتماعي، دماءً على الأرض، وأشخاصاً يتجمعون في الشارع بعد الهجوم، بينما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير بعد ساعات من وقوعه.
وتشير أصابع الاتهام إلى حركة الشباب المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، والتي سبق أن استهدفت الفندق نفسه الواقع في منطقة تجارية مزدحمة.
وهذا التفجير هو الأخير من سلسلة تفجيرات تضرب العاصمة الصومالية، التي تستهدفها حركة الشباب. وقال آدن عبد القادر، وهو مسؤول في جهاز الأمن الحكومي، إن التفجير القوي «ناجم على ما يبدو عن تفجير سيارة محملة بالمتفجرات»، وهو أسلوب متبع بكثرة من طرف حركة الشباب الصومالية.
وخسرت الحركة كثيراً من معاقلها، بعدما سيطرت على العاصمة في عام 2011، غير أن المقاتلين يحافظون على سيطرتهم على مناطق ريفية شاسعة من البلاد، مع مواصلة تمرّدهم المسلح ضد السلطات. وكثفت الحركة مؤخراً من هجماتها في العاصمة مقديشو، كان آخرها انفجارين استهدفا مجمعاً وزارياً قبل أيام، تبعه إطلاق نار، أودى بحياة 15 شخصاً من ضمنهم نائب وزير.
وتعهد المتشددون في حركة الشباب الصومالية بإسقاط الحكومة المركزية في مقديشو، التي تحظى بدعم دولي قوي، يتجسد في انتشار 20 ألف عسكري من الاتحاد الأفريقي، مهمتها مساندة الحكومة في حربها على الإرهاب، والحد من هجمات حركة الشباب المتشددة.


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.