حالة تأهب قصوى في محافظات عراقية لمواجهة السيول

توزيع حصص غذائية على المحتاجين في السليمانية (رويترز)
توزيع حصص غذائية على المحتاجين في السليمانية (رويترز)
TT

حالة تأهب قصوى في محافظات عراقية لمواجهة السيول

توزيع حصص غذائية على المحتاجين في السليمانية (رويترز)
توزيع حصص غذائية على المحتاجين في السليمانية (رويترز)

أعلنت محافظات عراقية في وسط وجنوب البلاد، حالة التأهب القصوى لمواجهة موجة الأمطار الغزيرة والسيول القادمة من إيران. وأكدت لجنة الزراعة والمياه النيابية، أمس، أن «كمية الأمطار الساقطة والسيول القادمة من بعض دول الجوار لم تمر بها البلاد منذ عقود».
وعلى رغم نفي وزير الموارد المائية جمال العادلي، أول من أمس، وجود أي مخاطر تهدد العاصمة بغداد وبقية المدن العراقية بسبب موجة الأمطار والسيول المتواصلة منذ أسبوع، ويتوقع انتهاءها منتصف الأسبوع المقبل، فإنه اعترف بأن «خطر السيول الإيرانية واقعي».
وقال الوزير العادلي في مؤتمر صحافي عقده في بغداد أمس: إن «لدى العراق بنية تحتية وسدوداً وأهواراً بإمكانها استيعاب الأمطار الغزيرة في جميع المدن، وموجة الأمطار الحالية لا ترقى لمستوى التهديد».
وأشار إلى أن «موسم الأمطار الحالي كان وفيراً، ومكّن وزارته من خزن 32 مليار متر مكعب من المياه ستمكّن العراق من الاكتفاء من المياه في الصيف المقبل وصيف عام 2020».
وكانت هيئة الأنواء الجوية حذرت أول من أمس، من زيادة السيول القادمة من إيران باتجاه العراق، بسبب غزارة تساقط الأمطار في البلدين خلال الأيام المقبلة. وتوقعت الهيئة في بيان «تساقط الأمطار في شمال البلاد المستمر لغاية 31 مارس (آذار) الحالي».
التطمينات التي قدّمها وزير الموارد المائية، لم تحل دون قيام الوزارات المعنية وبعض المحافظات، إعلان حالة التأهب القصوى لمواجهة مخاطر الأمطار والسيول، وهي مخاطر حقيقية، وأغرقت مناطق شاسعة في محافظات واسط وميسان والبصرة، وتسببت بأضرار في المزروعات ومنازل السكان المحليين.
وأعلنت وزارة الإعمار والإسكان والبلديات العامة، أمس، أن المديرية العامة للمجاري التابعة لها «استنفرت طاقاتها في معظم محافظات العراق لمواجهة موجة المنخفض الجوي تحسباً لأي حالة طارئة واتخاذ الاحتياطات اللازمة». كما قررت الوزارة، تفكيك الجسور العائمة على نهر دجلة في بغداد للحيلولة دون وقوع حوادث مماثلة لحادث عبارة الموصل نتيجة موجة المياه المرتفعة.
وفي محافظة البصرة أقصى جنوب البلاد، التي كانت موجة السيول فيها أكثر تأثيراً من بقية المحافظات، وجّه محافظها أسعد العيداني، أول من أمس، بتشكيل خلية طوارئ لإخلاء بعض القرى الواقعة في قضاء القرنة لحماية سكانها من السيول وارتفاع مناسيب المياه في الأنهار.
كذلك، دعت إدارة مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان في البصرة، أمس، الحكومة المحلية إلى رفع درجة الإنذار للحد الأقصى واستنفار الجهود على خلفية ارتفاع مناسيب المياه في شط العرب وبعض الأنهار.
وقال مدير المكتب مهدي التميمي في بيان: إن «المياه وصلت إلى أعداد غير قليلة من المنازل، وخصوصاً في المناطق المحاذية لأنهار في شمال البصرة، كذلك في أقضية الفاو وأبي الخصيب وشط العرب».
وغمرت المياه خلال الساعات الماضية مساحات من الأراضي المتاخمة لضفاف شط العرب في مناطق متعددة من المحافظة بسبب ارتفاع مناسيب المياه في الشط إلى مستويات غير مسبوق منذ سنوات.
وكشف مدير ناحية السيبا، أحمد الربيعي، أمس، عن غرق 10 قرى بمياه نهر الكارون، نتيجة السيول القادمة من إيران.
وذكر الربيعي في تصريحات صحافية، أن «أكثر من 100 منزل في ناحية السيبا و10 قرى، أبرزها: محيلة، المياور، الكعطة، الفاو، غرقت بمياه نهر الكارون نتيجة السيول القادمة من إيران؛ كونها قرى حدودية».
وأظهرت صور تداولتها وكالات إخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة قيام فرق الدفاع المدني بإخلاء عشرات العوائل التي غمرت منازلها مياه السيول. وأعلن أمس، عن غرق طفل في منطقة أبي الخصيب.
إلى ذلك، دعا نواب عن محافظة البصرة، أمس، رئيس الوزراء عادل عبد المهدي إلى تعويض المتضررين من السيول في المحافظة، وطالبوا بصرف المبالغ اللازمة من موازنة الطوارئ لدعم جهود احتواء الأزمة.
وقال النائب عن البصرة فالح الخزعلي في مؤتمر صحافي بحضور نواب المحافظة في مبنى البرلمان: «نظراً لما تمر به البصرة من ارتفاع مناسيب المياه وتهديد القرى وغرق بعضها، نطالب رئيس الوزراء بدعم المحافظة وبرئاسته مباشرة وصرف المبالغ اللازمة من موازنة الطوارئ لدعم جهود احتواء الأزمة».
وقدم نواب البصرة، أمس، طلباً إلى رئاسة البرلمان لمناقشة قضية السيول التي ضربت المحافظة في جلسة اليوم الخميس.
وفي محافظة ميسان (370 كم جنوب بغداد) قررت خلية الأزمة في المحافظة، أمس، رفع مستوى الإنذار إلى الدرجة القصوى من أجل الاستعداد لموجة الفيضان والسيول المتوقعة، ودعت المواطنين الساكنين كافة في حوض النهر لإخلاء مناطقهم.
وذكر بيان صادر عن خلية الأزمة أنها «شددت على تفعيل عمل وحدات آليات الطوارئ، ومنع كافة السفرات والخروج لمناطق شرق المحافظة مثل الطيب والبزركان والفكة، وأيضاً الأهوار».
وذكر البيان، أن المحافظ علي دواي «وجّه دائرة الموارد المائية ومركز إنعاش الأهوار بتحديد جميع المناطق الخطرة ومعالجتها فوراً وبدعم كامل من الدوائر كافة».
وأعلنت محافظة واسط (180 كم جنوب بغداد) أول من أمس، حالة النفير العام لجميع دوائر المحافظة، وأشارت حكومتها المحلية إلى أنها «قد تلجأ إلى إجلاء المواطنين القاطنين على خط السيول القادمة من إيران بشكل إجباري حفاظاً على أرواحهم».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.