«صاروخان يعود من جديد» في احتفال دولي بفن الكاريكاتير

بمناسبة الذكرى الـ120 لميلاد الفنان الأرمني ـ المصري

اللوحة الفائزة بالمركز الأول للفنان يومنيس ديل تورو من كوبا  -  لوحة الفنان المصري أحمد وحيد حصلت على الجائزة الشرفية في المسابقة
اللوحة الفائزة بالمركز الأول للفنان يومنيس ديل تورو من كوبا - لوحة الفنان المصري أحمد وحيد حصلت على الجائزة الشرفية في المسابقة
TT

«صاروخان يعود من جديد» في احتفال دولي بفن الكاريكاتير

اللوحة الفائزة بالمركز الأول للفنان يومنيس ديل تورو من كوبا  -  لوحة الفنان المصري أحمد وحيد حصلت على الجائزة الشرفية في المسابقة
اللوحة الفائزة بالمركز الأول للفنان يومنيس ديل تورو من كوبا - لوحة الفنان المصري أحمد وحيد حصلت على الجائزة الشرفية في المسابقة

ألهمت الذكرى الـ120 لميلاد فنان الكاريكاتير الأرمني المصري، ألكسندر صاروخان، «الجمعية المصرية للكاريكاتير»، لتنظيم معرض دولي بعنوان: «صاروخان يعود من جديد». افتُتح المعرض مساء أول من أمس، في مقر «مشروع التحرير لاونج» بالقاهرة، ويستمر حتى 4 أبريل (نيسان) المقبل. حضر الافتتاح أسرة الفنان الراحل صاروخان، وسفيرة كوبا بالقاهرة تانيا أجيار فرنانديز، وسفير أرمينيا في القاهرة كارين ليفون كريكوريان، وممثلون عن «الجمعية المصرية للكاريكاتير»، بالإضافة إلى عدد من الفنانين والشخصيات العامة.
يأتي المعرض في إطار المسابقة التي أطلقتها «الجمعية المصرية للكاريكاتير»، بالتعاون مع «متحف الكاريكاتير»، وموضوعها «فن البورتريه الكاريكاتيري لإحياء ذكرى الفنان الكبير ألكسندر صاروخان».
وقدم جمعة فرحات، رئيس «الجمعية المصرية للكاريكاتير»، في كلمته خلال افتتاح المعرض، كلمة عن صاروخان وصفه فيها بأنّه «أحد أهم الفنانين، إن لم يكن الأهم في فن الكاريكاتير، خصوصاً في مصر والوطن العربي، وعلى الرغم من أنه أرمني الأصل، فإنه يعتبر فناناً مصرياً، تأثر بالثقافة المصرية حتى النخاع، وهو ما يظهر في أعماله المختلفة».
وقال مدير المسابقة فنان الكاريكاتير فوزي مرسي، وعضو مجلس إدارة «الجمعية المصرية للكاريكاتير»، لـ«الشرق الأوسط»، «بمناسبة الاحتفال بمرور 120 عاماً على ميلاد صاروخان، فكرنا في الجمعية أن ننظّم مسابقة دولية عن صاروخان، واقترحنا الفكرة على (متحف الكاريكاتير) فرحب بالفكرة ودعم المسابقة بالجوائز، ولم نكن نتوقع أبداً حجم المشاركة المرتفعة من مختلف دول العالم، على الرغم من ضيق وقت المشاركة، حيث أعلنا عنها في بداية ديسمبر (كانون الأول) 2018، وكان آخر موعد لتسلم الأعمال يوم 1 يناير (كانون الثاني) 2019».
ويضيف مرسي: «الأعمال كانت أكثر من رائعة، وصلت لنحو 250 عملاً من 180 فناناً من 45 دولة تلقيناها عبر البريد الإلكتروني، وأشرفت على المسابقة لجنة تحكيم مكونة من 5 فنانين من 4 دول مختلفة، هم: محمد عبلة (مصر)، وجيتيت كويستانا (إندونيسيا)، وماركو دي أنجيليس (إيطاليا)، وجي بوسكو أزيفيدو (البرازيل)، وأدهم لطفي (مصر)».
وفاز رسام الكاريكاتير الكوبي يومنيس ديل تورو بالمركز الأول، فيما حصل 5 رسامين على جوائز شرفية، وهم: أحمد وحيد، ومروة إبراهيم، من مصر، والإسباني عمر توركيوس، والصيني جيو يي، والبرتغالي أنطونيو سانتوس، فيما حصد الإندونيسي دجيكو سوسيلو جائزة لجنة التحكيم.
ويضيف مدير المسابقة: «هذه أول مسابقة دولية تنظمها (الجمعية المصرية للكاريكاتير) بالتعاون مع (متحف الكاريكاتير)، وكان من أروع ما حدث هو عملية البحث التي قام بها المشاركون عن صاروخان في أرشيفه للتّعرف على أسلوبه وابتكاراته الفنية، حتى يتمكنوا من الرسم الإبداعي عنه، ومن أبرز ما توقفوا عنده في مشروع صاروخان كان شخصية (المصري أفندي) الشهيرة، لذلك فالمسابقة جعلت فنانين من مختلف الدّول يتعرفون على واحد من أهم رواد فن الكاريكاتير، وأتمنى أن تكون هناك مسابقات أخرى لمعظم رواد فن الكاريكاتير، لأنّ ذلك يساهم في نشر الفن والتعرف على فنون الكاريكاتير».
ولفت الفنان فوزي مرسي إلى أنه تم اختيار 60 عملاً من 25 دولة لتُعرض في معرض «صاروخان يعود من جديد».
جدير بالذكر أنّ ألكسندر هاكوب صاروخان، هو أحد أشهر رواد الكاريكاتير المصري الحديث، ويعد أشهر أرمني عمل بالصحافة المصرية. ووُلد في أول أكتوبر (تشرين الأول) عام 1898 في بلدة أرادانوج أقصى شمال شرقي تركيا، التي كانت تقع ضمن مقاطعة باطوم، إحدى المناطق الإدارية في إقليم ما وراء القوقاز التابع للإمبراطورية الروسية، وكان صاروخان الابن الثالث لأب كان يعمل تاجراً للأقمشة.
حصل صاروخان على الجنسية المصرية، وعمل في عدة مجلات وجرائد مصرية، أبرزها مجلة «المصور»، ومجلة «روزاليوسف»، وجريدة «أخبار اليوم» التي ظل يرسم بها حتى وفاته في أول يناير عام 1977 تاركاً خلفه نحو عشرين ألف صورة كاريكاتيرية، وكتابين للكاريكاتير السياسي هما «العام السياسي 1938»، وصدر في القاهرة عام 1939، وكتاب «هذه الحرب» الذي صدر أيضاً بالقاهرة عام 1945، وهو يتناول الحرب العالمية الثانية بالكاريكاتير. كما أصدر مجلة «لا كارافان» باللغة الفرنسية.



من سيارة «ليرة» إلى «تاكسي طائرة»... هشام الحسامي شعارُه «صُنع في لبنان»

المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)
المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)
TT

من سيارة «ليرة» إلى «تاكسي طائرة»... هشام الحسامي شعارُه «صُنع في لبنان»

المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)
المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)

تكبُر أحلام الشاب اللبناني المهندس هشام الحسامي يوماً بعد يوم، فلا يتعب من اللحاق بها واقتناص الفرص ليُحقّقها. منذ نحو العام، أطلق إنجازه الأول في عالم التكنولوجيا، فقدّم سيارة «ليرة» الكهربائية العاملة بالطاقة الشمسية، لتكون المنتج النموذج لتأكيد قدرة اللبناني على الابتكار.

اليوم، يُطوّر قدراته مرّة أخرى، ويُقدّم أول تاكسي طائرة، «سكاي ليرة»، من صنع محلّي؛ تأتي ضمن سلسلة «ليرة» ومزوَّدة بـ8 محرّكات. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «إنها أول طائرة من نوعها في العالم العربي مصنوعة محلّياً. فمعظم طائرات التاكسي في الإمارات العربية وغيرها، تُستَورد من الصين. رغبتُ من خلالها التأكيد على إبداعات اللبناني رغم الأزمات المتلاحقة، وآخرها الحرب».

يتمتّع هذا الابتكار بجميع شروط الأمان والسلامة العامة (هشام الحسامي)

أجرى الحسامي دراسات وبحوثاً ليطّلع بشكل وافٍ على كيفية ابتكار الطائرة التاكسي: «بحثتُ بدقّة وكوّنتُ فكرة كاملة عن هذا النوع من المركبات. خزّنتُ المعلومات لأطبّقها على ابتكاري المحلّي. واستطعتُ أن أقدّمها بأفضل جودة تُضاهي بمواصفاتها أي تاكسي طائرة في العالم».

صمّم ابتكاره ونفَّذه بمفرده: «موّلتها بنفسي، وهي تسير بسرعة 130 كيلومتراً في الساعة، كما تستطيع قَطْع مسافة 40 كيلومتراً من دون توقُّف».

يهدف ابتكاره إلى خلق مجال صناعي جديد في لبنان (هشام الحسامي)

لا يخاطر هشام الحسامي في إنجازه هذا، ويعدُّه آمناً مائة في المائة، مع مراعاته شروط السلامة العامة.

ويوضح: «حتى لو أُصيب أحد محرّكاتها بعطل طارئ، فإنها قادرة على إكمال طريقها مع المحرّكات الـ7 الأخرى. كما أنّ ميزتها تكمُن في قدرتها على الطيران بـ4 من هذه المحرّكات».

ولكن مَن هو المؤهَّل لقيادتها؟ يردّ: «قيادتها بسيطة وسهلة، ويستطيع أيٌّ كان القيام بهذه المَهمَّة. الأمر لا يقتصر على قبطان طائرة متخصّص، ويمكن لهذا الشخص أن يتعلّم كيفية قيادتها بدقائق».

يحاول هشام الحسامي اليوم تعزيز ابتكاره هذا بآخر يستطيع الطيران على نظام تحديد المواقع العالمي «جي بي إس»: «سيكون أكثر تطوّراً من نوع (الأوتونومايس)، فيسهُل بذلك طيرانها نحو الموقع المرغوب في التوجُّه إليه مباشرة».

صورة لطائرة تاكسي أكثر تطوّراً ينوي تصميمها (هشام الحسامي)

صمّم المهندس اللبناني الطائرة التاكسي كي تتّسع لشخص واحد. ويوضح: «إنها نموذج أولي سيطرأ عليه التطوُّر لاحقاً. إمكاناتي المادية لم تسمح بالمزيد».

من المُنتَظر أن يعقد الحسامي اجتماعاً قريباً مع وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال بلبنان، جورج بوشيكيان، للتشاور في إمكان الترويج لهذا الابتكار، وعمّا إذا كانت ثمة فرصة لتسييره ضمن ترتيبات معيّنة تُشرف عليها الدولة؛ علماً بأنّ الطائرة التاكسي ستُطلَق مع بداية عام 2025.

أطلق هشام الحسامي عليها تسمية «سكاي ليرة»، أسوةً بسيارة «ليرة»، وأرفقها بصورة العلم اللبناني للإشارة إلى منشئها الأصلي: «إنها صناعة لبنانية بامتياز، فكان من البديهي أن أرفقها بالعَلَم».

وهل يتوقّع إقبال اللبنانيين على استخدامها؟ يجيب: «الوضع استثنائي، ومشروعات من هذا النوع تتطلّب دراسات وتخصيصَ خطّ طيران لتُحلِّق من خلاله؛ وهو أمر يبدو تطبيقه صعباً حالياً في لبنان. نصبو إلى لفت النظر لصناعتها وبيعها لدول أخرى. بذلك نستطيع الاستثمار في المشروع، وبالتالي رَفْع مداخيلنا وأرباحنا بكوننا دولة لبنانية»، مؤكداً: «من خلال هذا الابتكار، يمكن للبنان أن ينافس نوعَها عينه الرائج في العالم. فكلفة صناعتها تتراوح بين 250 و300 ألف دولار عالمياً، أما في لبنان، وبسبب محلّية صناعتها وتجميع قطعها، فكلفتها أقل. نستطيع بيعها بأسعار لا تزيد على 150 ألف دولار».

المواد الأولية لصناعة «الطائرة التاكسي» مؤمَّنة في لبنان. وحدها القطع الإلكترونية اللازمة تُستَورد من الخارج: «بذلك يكون بمقدورنا تصدير التكنولوجيا الخاصة بنا».