القضاء يحسم أخيرا في نتائج الانتخابات الرئاسية بإندونيسيا لصالح جوكو

عدت واحدة من أكثر عمليات الاقتراع إثارة للجدل في تاريخ البلاد

القضاء يحسم أخيرا في نتائج الانتخابات الرئاسية بإندونيسيا لصالح جوكو
TT

القضاء يحسم أخيرا في نتائج الانتخابات الرئاسية بإندونيسيا لصالح جوكو

القضاء يحسم أخيرا في نتائج الانتخابات الرئاسية بإندونيسيا لصالح جوكو

فرقت الشرطة الإندونيسية بخراطيم المياه والغاز المسيل للدموع، أمس، مظاهرة لأنصار جنرال سابق هزم في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وطعن في نتائج الاقتراع أمام القضاء الذي أيد نتيجتها أمس، حيث أقرت أعلى محكمة في إندونيسيا نتيجة الانتخابات الرئاسية التي أجريت الشهر الماضي، مما يمهد الطريق أمام تولي جوكو ويدودو رئاسة ثالث أكبر ديمقراطية في العالم.
ورفضت المحكمة الدستورية محاولة أخيرة من المرشح الرئاسي برابويو سوبيانتو لتغيير النتيجة، التي يرى أنها شهدت تزويرا واسعا. ولا يمكن استئناف الحكم فيها. وقال رئيس المحكمة الدستورية حمدان زويلفا: «المحكمة ترفض كل الطلبات من المتقدم برابويو بكل قضاتها التسعة».
وكانت اللجنة الانتخابية قد أعلنت الشهر الماضي فوز ويدودو بنحو 5.‏8 مليون صوت، أي أكثر من 53 في المائة من الأصوات، في أكثر الانتخابات الرئاسية تنافسا في تاريخ إندونيسيا. وسيتولى ويدودو المنصب يوم 20 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
ومباشرة، بعد بدء جلسة المحكمة الدستورية للنظر في طلب الطعن الذي تقدم به سوبيانتو، استخدمت الشرطة خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع ضد مئات المؤيدين لبرابويو، وجرى تفريق آخرين بالقوة بالهراوات. وانتشر آلاف من الشرطيين والعسكريين في العاصمة ومحيطها تحسبا لأعمال عنف، بعد واحدة من أكثر عمليات الاقتراع إثارة للجدل في تاريخ إندونيسيا.
وقال فضلي زون، المتحدث باسم الحملة الانتخابية لبرابويو «تقدمنا بطعن أمام القضاء وقدمنا أدلة تثبت عمليات تزوير في 52 ألف مركز اقتراع».
ورفض برابويو، الجنرال السابق، الاعتراف بهزيمته بعد إعلان اللجنة الانتخابية رسميا فوز حاكم جاكرتا جوكو ويدودو، بحصوله على 53.15 في المائة من الأصوات مقابل 46.85 في المائة في اقتراع التاسع من يوليو (تموز) الماضي. وقد أعلن كل من جوكوي وبرابويو مساء اليوم نفسه فوزه في الانتخابات، مما تسبب في حالة غموض استمرت حتى إعلان النتائج الرسمية في 22 يوليو. وبعد ذلك، أعلن برابويو قبل صدور النتائج الرسمية أنه سيرفضها، وانسحب من عملية الاقتراع قبل أن يتراجع في اليوم التالي، مؤكدا أنه سيطعن أمام هيئة عليا احتجاجا على عمليات تزوير واسعة. وقال برابويو، في شريط فيديو بث على حسابه على «فيسبوك»: «اخترت النضال على الصعيد الدستوري»، مؤكدا «أنه من الصعب جدا أن أتنازل في هذا الوضع المهين والجائر».
ولا يمكن نقض قرار المحكمة أمام أي قضاء. وفي حال رفضت حججه، لا ينوي باربويو الاستسلام، بل سيواصل على الأرجح معركته السياسية التي بدأها هذا الأسبوع.
وشهدت الانتخابات الإندونيسية أكبر قدر من المنافسة منذ الانتقال الديمقراطي في هذا البلد، بعد سقوط سوهارتو عام 1998، وقد تخللتها أعمال عنف أوقعت عشرات القتلى. ويعد انتخاب جوكو مؤشرا على قيام جيل جديد من السياسيين داخل أكبر دولة إسلامية في العالم، إذ يبلغ عدد سكانها نحو 250 مليون نسمة.



إجراءات أمنية مشدَّدة استعداداً لجنازة وزير أفغاني قُتل في تفجير انتحاري

صورة أرشيفية مؤرخة 3 أغسطس 2024 تُظهر خليل الرحمن حقاني وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» المؤقتة وهو يتحدث مع الصحافيين في كابل (إ.ب.أ)
صورة أرشيفية مؤرخة 3 أغسطس 2024 تُظهر خليل الرحمن حقاني وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» المؤقتة وهو يتحدث مع الصحافيين في كابل (إ.ب.أ)
TT

إجراءات أمنية مشدَّدة استعداداً لجنازة وزير أفغاني قُتل في تفجير انتحاري

صورة أرشيفية مؤرخة 3 أغسطس 2024 تُظهر خليل الرحمن حقاني وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» المؤقتة وهو يتحدث مع الصحافيين في كابل (إ.ب.أ)
صورة أرشيفية مؤرخة 3 أغسطس 2024 تُظهر خليل الرحمن حقاني وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» المؤقتة وهو يتحدث مع الصحافيين في كابل (إ.ب.أ)

فرضت أفغانستان إجراءات أمنية مشددة، الخميس، قبل جنازة وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» خليل حقاني الذي قُتل في تفجير انتحاري أعلنت مسؤوليته جماعة تابعة لتنظيم «داعش».

وزير شؤون اللاجئين والعودة بالوكالة في حركة «طالبان» الأفغانية خليل الرحمن حقاني يحمل مسبحة أثناء جلوسه بالمنطقة المتضررة من الزلزال في ولاية باكتيكا بأفغانستان 23 يونيو 2022 (رويترز)

ويعدّ حقاني أبرز ضحية تُقتل في هجوم في البلاد منذ استولت «طالبان» على السلطة قبل ثلاث سنوات.

ولقي حتفه الأربعاء، في انفجار عند وزارة شؤون اللاجئين في العاصمة كابل إلى جانب ضحايا آخرين عدة. ولم يعلن المسؤولون عن أحدث حصيلة للقتلى والمصابين.

وخليل حقاني هو عم القائم بأعمال وزير الداخلية الأفغاني، سراج الدين حقاني، الذي يقود فصيلاً قوياً داخل «طالبان». وأعلنت الولايات المتحدة عن مكافأة لمن يقدم معلومات تقود إلى القبض عليهما.

إجراءات أمنية في كابل قبل تشييع جثمان خليل الرحمن حقاني (إ.ب.أ)

ووفق بيان نقلته وكالة أنباء «أعماق»، قالت الجماعة التابعة لـ«داعش» إن أحد مقاتليها نفَّذ التفجير الانتحاري. وانتظر المقاتل حتى غادر حقاني مكتبه ثم فجَّر العبوة الناسفة، بحسب البيان.

وتقام جنازة الوزير عصر الخميس، في مقاطعة جاردا سيراي بإقليم باكتيا بشرق البلاد، وهو مركز عائلة حقاني.

يقف أفراد أمن «طالبان» في حراسة عند نقطة تفتيش في كابل 12 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

وكانت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان بين من أدانوا الهجوم على الوزارة.

وقالت عبر منصة «إكس»: «لا يوجد مكان للإرهاب في المسعى الرامي إلى تحقيق الاستقرار». وأورد حساب الوزارة على منصة «إكس» أن ورشاً تدريبية كانت تُعقد في الأيام الأخيرة في الموقع.

وكلّ يوم، تقصد أعداد كبيرة من النازحين مقرّ الوزارة لطلب المساعدة أو الدفع بملفّ إعادة توطين، في بلد يضمّ أكثر من 3 ملايين نازح جراء الحرب.

شقيق مؤسس «شبكة حقاني»

وخليل الرحمن الذي كان يحمل سلاحاً أوتوماتيكياً في كلّ إطلالاته هو شقيق جلال الدين، مؤسس «شبكة حقاني» التي تنسب إليها أعنف الهجمات التي شهدتها أفغانستان خلال عقدين من حكم حركة «طالبان» الذي أنهاه الغزو الأميركي للبلاد في عام 2001.

يقف أفراد أمن «طالبان» في استنفار وحراسة عند نقطة تفتيش في كابل 12 ديسمبر 2024 بعد مقتل خليل الرحمن حقاني القائم بأعمال وزير اللاجئين (إ.ب.أ)

وهو أيضاً عمّ وزير الداخلية الحالي سراج الدين حقاني.

ورصدت الولايات المتحدة مكافأة مالية تصل إلى خمسة ملايين دولار في مقابل الإدلاء بمعلومات عن خليل الرحمن، واصفة إياه بأنه «قائد بارز في (شبكة حقاني)» التي صنّفتها واشنطن «منظمة إرهابية».

وفي فبراير (شباط) 2011، صنَّفته وزارة الخزانة الأميركية «إرهابياً عالمياً».

وكان خليل الرحمن خاضعاً لعقوبات من الولايات المتحدة والأمم المتحدة التي قدّرت أن يكون في الثامنة والخمسين من العمر.

ويبدو أن «شبكة حقاني» منخرطة في نزاع على النفوذ داخل حكومة «طالبان». ويدور النزاع، بحسب تقارير صحافية، بين معسكر يطالب بالتطبيق الصارم للشريعة على نهج القائد الأعلى لـ«طالبان» المقيم في قندهار، وآخر أكثر براغماتية في كابل.

ومنذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم إثر الانسحاب الأميركي في صيف 2021، تراجعت حدة أعمال العنف في أفغانستان. إلا أن الفرع المحلي لتنظيم (داعش - ولاية خراسان) لا يزال ينشط في البلاد وأعلن مسؤوليته عن سلسلة هجمات استهدفت مدنيين وأجانب ومسؤولين في «طالبان».

وسُمع في أكثر من مرّة دويّ انفجارات في كابل أبلغت عنها مصادر محلية، غير أن مسؤولي «طالبان» نادراً ما يؤكدون حوادث من هذا القبيل.

إجراءات أمنية في كابل قبل تشييع جثمان خليل الرحمن حقاني القائم بأعمال وزير اللاجئين في حكومة «طالبان» (إ.ب.أ)

وفي أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، قُتل طفل وأصيب نحو عشرة أشخاص في هجوم استهدف سوقاً في وسط المدينة.

وفي سبتمبر (أيلول)، تبنّى تنظيم «داعش» هجوماً انتحارياً أسفر عن مقتل ستة أشخاص وجرح 13 في مقرّ النيابة العامة في كابل. وأكّدت المجموعة أن هدفها كان «الثأر للمسلمين القابعين في سجون (طالبان)»، علماً أن الحركة غالباً ما تعلن عن توقيف أعضاء من التنظيم أو قتلهم، مشددة في الوقت عينه على أنها تصدّت للتنظيم في البلد.