النيابة المصرية تلاحق مروجي إشاعة اختطاف طالبة في «الأزهر»

TT

النيابة المصرية تلاحق مروجي إشاعة اختطاف طالبة في «الأزهر»

لاحقت النيابة العامة في مصر، أمسَ، مروجي إشاعة زعمت اختطاف طالبة من مبنى المدينة الجامعية بفرع جامعة الأزهر في أسيوط بصعيد مصر، ومقتلها، وهي الإشاعة التي أثارت مخاوف وذعراً بين الطالبات وذويهن، ما دعا المستشار الإعلامي لرئيس الحكومة المصرية، هاني يونس، إلى نفيها، بينما اتهمت مشيخة الأزهر مواقع إلكترونية وصفحات على مواقع التواصل بالمسؤولية عن ترويج الإشاعة، رغم إصدار جامعة الأزهر بالقاهرة، وفرعها في أسيوط، بيانات بنفيها.
وكلف النائب العام المصري المستشار نبيل أحمد صادق، نيابة استئناف أسيوط، أمس، باتخاذ إجراءات التحقيق بشأن من قام عمداً بنشر أخبار وبيانات وإشاعات كاذبة كان من شأنها تكدير الأمن العام، وإلقاء الرعب في نفوس أفراد المجتمع، وإلحاق ضرر بالمصلحة العامة، وذلك عن الواقعة الكاذبة باختطاف طالبة «الأزهر».
وزعمت إشاعات، انتشرت مساء أول من أمس على صفحات تابعة لتنظيم «الإخوان»، الذي تعتبره مصر إرهابياً، على «فيسبوك»، مقتل طالبة «الأزهر» بعد التعدي عليها جنسياً في إحدى الأراضي الزراعية القريبة من مقر «المدينة الجامعية» بأسيوط. كما سعت قنوات ومواقع إلكترونية تابعة لـ«الإخوان» إلى تأجيج مشاعر الغضب عند أهالي طالبات «المدينة الجامعية»، عبر نشر صور ادعت أنها لمظاهرات أمام مبنى «المدينة»، لكن جامعة الأزهر فرع أسيوط أصدرت بياناً، نفت فيه الإشاعة، ونفت وجود أي مظاهرات. وقالت إنه «تم التواصل مع الطالبة التي يزعم مروجو الإشاعات اختفاءها، وكذلك مع ولي أمرها، الذي أكد أن ابنته بخير وتقضي إجازة مع أسرتها».
من جانبه، حذر الدكتور أسامة عبد الرؤوف، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلي بأسيوط، من أنه «في حال تواطؤ أي طالب أو طالبة بالمشاركة في ترويج الإشاعات التي ليس لها أساس من الصحة، فإن مصيره الفصل الفوري من المدينة»، مشدداً على ضرورة وضع قواعد للممارسات على وسائل التواصل، وطرق اكتشاف الأخبار المضللة والحسابات المزيفة على الإنترنت. كما توعد أيضاً المواقع والصفحات التي تروج مثل هذه الإشاعات باتخاذ الإجراءات القانونية ضدها.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.