معرض في نيويورك يركز على دمار التراث الثقافي بالشرق الأوسط

يستعرض معرض «العالم بين الإمبراطوريات»، بمتحف متروبوليتان للفنون في نيويورك، نحو 190 تمثالاً أثرياً وجدارية ومجوهرات، وغيرها من المفردات من الشرق الأوسط، حتى يوم 23 يونيو (حزيران).
ويتناول المعرض الثقافة والدين والتجارة في الآثار، ولكن على الجانب الآخر يثير «أسئلة معقدة بشأن الحفاظ على التراث الثقافي»، بحسب مدير المتحف ماكس هولين. ويعد متحف متروبوليتان بنيويورك، في متنزه سنترال بارك بمنهاتن، أحد أشهر المتاحف وأكثرها جذباً للزوار في العالم. ويسلط المعرض الضوء على التبادل الثقافي والدیني والتجاري الفرید الذي كان قائماً منذ 100 عام قبل المیلاد بین مدن مثل البتراء وبعلبك وتدمر والحضر، وبین ذلك العام وعام 250 بعد المیلاد. فخلال هذه الفترة الانتقالیة، كان الشرق الأوسط مركز التجارة العالمیة، ونقطة التقاء إمبراطوریتین قویتین تصارعتا على فرض سیطرتهما الإقلیمیة، حسب وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ).
والآن، صارت تدمر السورية مدينة صحراوية، بينما كانت في أوجها مركزاً تجارياً كبيراً، يمزج ثقافة الأنباط بالعناصر اليونانية والرومانية، حكمت ملكتها زنوبيا إمبراطورية قصيرة الأجل في القرن الثالث للميلاد، قبل أن تبوء محاولتها للسيطرة على روما بالهزيمة.
وكانت الطريق الرئيسية في تدمر المزودة بالعواميد تؤدي عبر قوس النصر إلى منطقة مغلقة محصنة تدافع عن معبد بل الهائل بهيكله المنقوش، ولكن اليوم صارت المدينة مليئة بالأطلال الأثرية التي وقعت ضحية أمام التفسير الصارم لمتطرفي «داعش» للإسلام، وبالأخص أن التماثيل هي أصنام، ويجب تدميرها.
وقد دمرت الجماعة المنشقة عن تنظيم «القاعدة» كثيراً من المواقع الأثرية في سوريا والعراق المجاورة، في أماكن مثل تدمر ومملكة الحضر ودورا أوروبوس. وهذا التدمير المتعمد لمواقع التنقيب وللآثار والمتاحف في سوريا والعراق، بين دول أخرى، هو موضوع معرض جديد كبير في نيويورك.