تصاعد التوتر بين تركيا والاتحاد الأوروبي، مجدداً، على خلفية هجوم الرئيس رجب طيب إردوغان على مسؤولة تتولى متابعة ملف انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي خلال الحملة التي يقوم بها حالياً في إطار الاستعداد للانتخابات المحلية المقررة نهاية مارس (آذار) الحالي.
واتهمت مقررة الشؤون التركية لدى البرلمان الأوروبي، النائبة الهولندية كاتي بيري، إردوغان بالعمل على تقسيم الأتراك ومحاولة إحداث فتنة بين أطياف الشعب قبل الانتخابات التي تجري الأحد المقبل. وقالت بيري، في بيان، رداً على وصف إردوغان لها خلال تجمع انتخابي بأنها «عدوة الإسلام»، إن «هذا الوصف غير مقبول، وإذا صدق الناس هذا النوع من الأحاديث... ماذا سيحدث؟ إردوغان يتصرف بشعبوية، ويحاول إحداث فتنة بين الأتراك من خلال الادعاء بأن الغرب عدو للإسلام». وأضافت أن «طريقة إردوغان تشبه السياسيين الشعبويين الذين يقسمون المجتمع الواحد، ويخلقون أجواء خطيرة».
وقبل أسبوع، أقر البرلمان الأوروبي تقرير التقدم في مفاوضات تركيا مع الاتحاد الأوروبي الذي أعدته بيري، وأوصت فيه بتعليق المفاوضات، ما أثار غضب تركيا التي اعتبرت التقرير غير الملزم لا قيمة له. وهاجم إردوغان بيري بشدة خلال تجمع في أنقرة مساء أول من أمس، قائلاً: «لا داعي أن نتحدث عن (المرأة) الموجودة في البرلمان الأوروبي، دعونا لا نقوم بالدعاية، إنهم ينصحون الاتحاد الأوروبي بوقف المفاوضات معنا».
وأضاف: «بما أن وزير خارجيتنا قدم التصريحات اللازمة، فقد أعطى الجواب الأنسب لتلك المرأة، لكنهم ليسوا صادقين، دعونا لا ننسى ذلك، نحن مسلمون، وهم أعداء للإسلام».
وفي 13 مارس الحالي، أوصى البرلمان الأوروبي بتعليق مفاوضات انضمام أنقرة، بسبب «القلق الشديد من سجل تركيا السيئ في حقوق الإنسان».
ويواجه إردوغان انتقادات من أطراف مختلفة لاستغلاله خطاباً تعبوياً يوظف من خلاله الأمور الدينية، ويستغل بعض الأحداث كالهجوم الإرهابي على مسجدين في نيوزيلندا لحشد الأصوات لصالح حزب العدالة والتنمية الحاكم في الانتخابات المحلية.
في سياق متصل، كشف تقرير حقوقي حديث عن اعتقال 18 ألف سيدة من مختلف فئات المجتمع، منذ محاولة انقلاب 15 يوليو (تموز) 2016 الفاشلة وتعرضهن لانتهاكات وممارسات تعسفية. وأشار التقرير إلى ما سماه «أدلة موثوقة»، تؤكد أن كثيراً من النساء المحتجزات في أعقاب محاولة الانقلاب يتعرضن بصورة روتينية للتعذيب وسوء المعاملة، ويصل الأمر أحياناً إلى حد الاعتداء الجنسي، فضلاً عن تعرض 1200 مواطن في شرق تركيا من النساء والشيوخ والأطفال للقتل في عمليات قامت بها قوات الأمن، في الفترة بين يوليو 2015 وديسمبر (كانون الأول) 2016، كما يوجد ما يقرب من نصف مليون مواطن مشرد من أصل كردي في جنوب شرقي البلاد من النساء والأطفال والشيوخ.
في غضون ذلك، دعا الزعيم الكردي صلاح الدين دميرطاش، الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي المرشح لرئاسة الجمهورية سابقاً، والمسجون حالياً بتهم تتعلق بدعم الإرهاب يواجه عنها عقوبات بالسجن لمدة 143 عاماً حال ثبوتها، المواطنين الأتراك، إلى التصويت ضد مرشحي حزب العدالة والتنمية الحاكم، في الانتخابات المحلية.
وقال دميرطاش، في حديث أدلى به من داخل محبسه في تكيرداغ (شمال غربي تركيا) لصحيفة «يني ياشام»، إن حزبه «الشعوب الديمقراطي» سيدعم مرشحي تحالف «الأمة» بين حزبي الشعب الجمهوري و«الجيد» في الانتخابات المحلية الأسبوع المقبل.
وأضاف: «لسنا إرهابيين، لكننا ضحايا لإرهاب السلطة المستمر منذ سنوات تجاهنا... ليس لدينا اتفاق أو تعاون سواء مع الشعب الجمهوري أو حزب (الجيد)، لكننا سندعم مرشحيهما، رغم تعارض أفكارهما مع أفكارنا، لكننا سنرسل الآخرين (تحالف الشعب بين حزبي العدالة والتنمية الحاكم والحركة القومية) إلى (مزبلة التاريخ)... سنزعزع سلطتكم... أولئك الذين يعتقدون أن أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي أغبياء سيرون حدة الذكاء في صندوق الاقتراع يوم الأحد المقبل. لا تفكروا أبداً في مقاطعة الانتخابات، نتوقع من أعضاء حزبنا أن يصوتوا بشغف لحزبي الشعب الجمهوري والجيد».
واعتقل دميرطاش في نوفمبر (تشرين الثاني) 2016 مع شريكته في رئاسة حزب الشعوب الديمقراطي آنذاك فيجان يوكسيكداغ بتهمة دعم أنشطة حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تركيا «منظمة إرهابية». وفي ديسمبر الماضي، أيدت محكمة تركية في إسطنبول، حكماً بالسجن 4 سنوات و8 أشهر بحق دميرطاش، بتهمة «الدعاية للإرهاب».
وفي وقت سابق، قضت المحكمة الأوروبية على تركيا بإطلاق سراحه، لكن حكمها قوبل بالرفض بزعم أن الدعوى «تنتهك سيادتها»، رغم توقيعها على ميثاق المحكمة. وتوقع دميرطاش أن تتوجه البلاد إلى انتخابات برلمانية مبكرة «إذا خرج حزب العدالة والتنمية الحاكم خاسراً من الانتخابات المحلية»، التي وصفها بـ«المفصلية».
في المقابل، دعا رئيس حزب الحركة القومية الحليف مع الحزب الحاكم، دولت بهشلي، المواطنين من أصول كردية إلى التصويت لصالح «تحالف الشعب» في الانتخابات المحلية.
وقال بهشلي في تجمع جماهيري مشترك مع إردوغان في إسطنبول أمس (الأحد): «إخواننا من الأصول الكردية، سيفشلون هذه المؤامرة الغادرة، والمذلة (تحالف الأمة المعارض) وسيصفعون حزب الشعوب الديمقراطي... لا يعملن أحد على خطط حيال 3 ملايين من إخواننا الأكراد الشرفاء في إسطنبول، ولا يحيكن مؤامرات ضدهم ولا يشركنهم في المذلة». واستطرد: «يريدون تدمير تركيا، لن نسمح بذلك. يريدون تقسيم الشعب التركي، لن نسمح لهم».
7:49 دقيقة
إردوغان يصعد التوتر مع أوروبا قبل أيام من الانتخابات المحلية
https://aawsat.com/home/article/1649101/%D8%A5%D8%B1%D8%AF%D9%88%D8%BA%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D8%B5%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%AA%D8%B1-%D9%85%D8%B9-%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A7-%D9%82%D8%A8%D9%84-%D8%A3%D9%8A%D8%A7%D9%85-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D9%84%D9%8A%D8%A9
إردوغان يصعد التوتر مع أوروبا قبل أيام من الانتخابات المحلية
دميرطاش يدعو الناخبين لدعم تحالف المعارضة
- أنقرة: سعيد عبد الرازق
- أنقرة: سعيد عبد الرازق
إردوغان يصعد التوتر مع أوروبا قبل أيام من الانتخابات المحلية
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة