نتنياهو يتهم أحزاب فلسطينيي 48 بأنها داعمة للإرهاب

TT

نتنياهو يتهم أحزاب فلسطينيي 48 بأنها داعمة للإرهاب

في أحدث تحريض له على المواطنين العرب في إسرائيل (فلسطينيي 48)، قال رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، إن الأحزاب العربيّة «تدعم الإرهاب».
وكان نتنياهو يتحدث خلال مقابلة تلفزيونيّة مع القناة 12، مساء السبت/ الأحد، محرضاً على حزب الجنرالات «كاحول لافان»، الذي يقوده منافسه بيني غانتس، فقال إن «هذا الحزب يتظاهر بأنه يميني قومي صهيوني، لكنه في الواقع سوف يشكّل حكومة تدعمها الأحزاب العربية التي تدعم الإرهاب».
ومع أن حزب «كاحول لافان» نفسه نفى أنه سيسعى إلى تشكيل حكومة تدعمها أحزاب عربيّة، كما أن الأحزاب العربية، نفت أن تكون مستعدة للانضمام إلى ائتلاف مع حزب غانتس، كونه يرفض الإعلان عن تأييد إقامة دولة فلسطينية ويبني دعايته الانتخابية على قدرات غانتس في الحروب وتباهيه باغتيال مسؤولين فلسطينيين، علماً أن نتنياهو يعرف ذلك جيداً، فقد اختار هذه الصيغة لأنه يحاول دغدغة مشاعر العنصرية لدى مصوتي اليمين.
وكان نتنياهو قد كسب معركته الانتخابية السابقة في سنة 2015 اعتماداً على تحريض مشابه. ففي ذلك الوقت دلت الاستطلاعات على أن قوته مساوية لقوة المعسكر الصهيوني، بقيادة يتسحاق هيرتسوغ وتسيبي لفني (24 مقعداً لكل منهما). فبث شريطاً في الشبكات الاجتماعية يقول فيه إن «المصوتين العرب يتحركون بأعداد كبيرة نحو صناديق الاقتراع، في حافلات كثيرة ممولة من جهات أجنبية، بغرض إسقاط حكم اليمين». وقد أجمع الخبراء على أن هذا الشريط أحدث انعطافاً في المعركة، إذ راح مصوتو اليمين المتطرف يتفقون على صناديق الاقتراع، وبدلاً من التصويت لأحزاب يمينية متطرفة منحوا أصواتهم لليكود برئاسة نتنياهو. وكانت النتيجة أن قفز الليكود إلى 30 مقعداً، فيما هبط حزب المستوطنين «البيت اليهودي» من 12 إلى 8 مقاعد وحزب أفيغدور ليبرمان من 8 إلى 6 مقاعد.
وفي المعركة الانتخابية الحالية، يحرص نتنياهو وبقية أحزاب اليمين المتطرف على التحريض على الأحزاب الوطنية العربية في الدعاية الانتخابية. ويقال إن هذه الأحزاب أسهمت في تفكيك «القائمة المشتركة» التي كانت تضم الأحزاب العربية وفازت بـ13 مقعداً، وتخوض هذه الأحزاب المعركة اليوم بقائمتين اثنتين، بدل القائمة المشتركة، وتمنحها الاستطلاعات ما بين 7 و12 مقعداً.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.