الوحدة لا ترتبط بتفاقم أمراض القلب

الدراسة أُجريت علي 32 ألف مريض من 45 دولة لمدة خمس سنوات (رويترز)
الدراسة أُجريت علي 32 ألف مريض من 45 دولة لمدة خمس سنوات (رويترز)
TT

الوحدة لا ترتبط بتفاقم أمراض القلب

الدراسة أُجريت علي 32 ألف مريض من 45 دولة لمدة خمس سنوات (رويترز)
الدراسة أُجريت علي 32 ألف مريض من 45 دولة لمدة خمس سنوات (رويترز)

تشير دراسة موسعة إلى أن المرضى الذي يعانون من متاعب في القلب وحالتهم مستقرة لا يواجهون خطر تدهور مشكلاتهم الصحية، إذا عاشوا بمفردهم.
وللتوصل لتلك النتيجة تابع الباحثون 32 ألف مريض من 45 دولة لمدة خمس سنوات. وكان كلّ مَن شملتهم الدراسة يعانون من اعتلال في الشريان التاجي ولكن حالتهم مستقرة، إذ لم يتسبب ذلك لهم في مشكلات إضافية خلال عدة أشهر على الأقل، وكان نحو 11 في المائة منهم يعيشون وحدهم.
وبعد حساب العوامل التي قد تزيد احتمال الإصابة بمشكلات القلب مثل العمر والجنس والتدخين ومرض السكري، لم يخلص التحليل إلى ارتفاع احتمالات الإصابة بأزمة قلبية أو جلطة أو قصور في القلب أو الوفاة بسبب مرض القلب عند من يعيشون وحدهم مقارنة بغيرهم.
لكن الدراسة التي نشرت في دورية «هارت» وجدت فارقاً بين الرجال والنساء، إذ ارتفعت احتمالات الإصابة بمضاعفات قلبية لدى الرجال الذين يعيشون وحدهم بنسبة 17 في المائة.
وقال كبير باحثي الدراسة الدكتور سوميت غاندي، الذي يعمل في مستشفى سانت مايكلز وجامعة تورونتو، لـ«رويترز هيلث»: «الرجال الذين يعيشون وحدهم وكانوا من قبل متزوجين أو يعيشون بصحبة نساء قد لا يكون لديهم سبل قوية للتأقلم مع أوضاعهم ولا شبكة دعم اجتماعية كافية».
وكتب غاندي وزملاؤه في الدراسة: «عادة تقوم النساء بإدارة شؤون المنزل ويقُمن برعاية الآخرين، مما منحنهن قدرات أفضل في العناية بأنفسهن مقارنة بالرجال... النساء يتفاعلن اجتماعياً بشكل مختلف عن الرجال وبالتالي لديهن شبكة علاقات أقوى... بما يعني أن اعتمادهن على مساندة شريك الحياة أقل مقارنة بالرجال».
وأضافت الدراسة أن الأبحاث السابقة أشارت إلى أن المرضى الذين يعيشون وحدهم قد تزيد لديهم مخاطر الإصابة بمضاعفات قلبية، مشيرين إلى أن النتائج الجديدة قد تكون نتيجة تحسن أساليب الرعاية الطبية والمتابعة.



اكتشاف رأس تمثال لأحد كبار الشخصيات بالعصر البطلمي في الإسكندرية

الرأس المكتشف في الإسكندرية من العصر البطلمي (وزارة السياحة والآثار)
الرأس المكتشف في الإسكندرية من العصر البطلمي (وزارة السياحة والآثار)
TT

اكتشاف رأس تمثال لأحد كبار الشخصيات بالعصر البطلمي في الإسكندرية

الرأس المكتشف في الإسكندرية من العصر البطلمي (وزارة السياحة والآثار)
الرأس المكتشف في الإسكندرية من العصر البطلمي (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت مصر اكتشاف رأس تمثال رخامي لرجل طاعن في السنّ يعود إلى العصر البطلمي بمدينة الإسكندرية (شمال البلاد)، السبت. واكتشفت الرأس البعثة الأثرية الفرنسية من جامعة ليون والمعهد الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة؛ وذلك ضمن أطلال أحد المنازل العائد تاريخه إلى القرن الـ7 الميلادي، خلال أعمال حفائر البعثة بمنطقة «تابوزيرس ماجنا» على بُعد 45 كيلومتراً غرب الإسكندرية، وفق تصريح وزير السياحة والآثار شريف فتحي.

ويصل ارتفاع الرأس المكتشف إلى 38 سنتيمتراً، وهو أكبر من الحجم الطبيعي لرأس الإنسان؛ ما يشير إلى أنه كان جزءاً من تمثال ضخم قائم في مبني ضخم ذي أهمية سياسية عامة وليس منزلاً خاصاً، كما ورد في بيان للأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور محمد إسماعيل خالد.

ووصف رئيس قطاع الآثار المصرية، محمد عبد البديع، الرأس المكتشف بأنه «منحوت بدقة فنّية عالية بملامح واقعية، وينتمي إلى فنّ التصوير الواقعي الذي ازدهر وانتشر في نهاية الحقبة الهلنستية».

وتشير ملامح الرأس إلى أنه لرجل مسنّ، حليق الرأس، وجهه مليء بالتجاعيد وتظهر عليه الصرامة وعلامات المرض، وفق دراسات مبدئية، أوضحت كذلك أن صاحبه كان من كبار الشخصيات العامة وليس ملكاً، الأمر الذي يشير إلى أهمية موقع «تابوزيريس ماجنا» منذ عصر بطليموس الرابع، فصاعداً.

ويُجري فريق عمل البعثة الأثرية مزيداً من الدراسات على الرأس للتعرُّف على صاحبه، فضلاً عن البدء بأعمال الصيانة والترميم اللازمة له، إذ ذكر رئيسها جواكيم لوبومين أنّ تاريخه يعود إلى 700 عام قبل بناء المنزل الذي وُجد فيه.

وموقع «تابوزيريس ماجنا» من أهم المواقع الأثرية بالساحل الشمالي لمصر، وكانت له قدسية كبيرة في العصرين اليوناني الروماني والبيزنطي. ويحتوي على معبد ضخم خُصِّص لعبادة الإله «أوزير» الذي اشتقَّ منه اسم المدينة.

أطلال المنزل الذي وجدت فيه البعثة الآثارية الرأس (وزارة السياحة والآثار)

وعدّ عالم الآثار المصري، الدكتور حسين عبد البصير، اكتشاف رأس تمثال في الإسكندرية «دليلاً جديداً على ثراء العصر البطلمي الفنّي والتاريخي»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أنّ «الدراسة العلمية الدقيقة ستكشف مزيداً عن تفاصيل هذا التمثال ودوره في تشكيل الهوية الثقافية لمصر البطلمية».

ويحتوي الموقع الأثري «تابوزيريس ماجنا» على عدد من الآثار الثابتة، من بينها معبد أبو صير، ومقابر البلانتين، والجبانة الضخمة الواقعة غرب المعبد وشرقه؛ وكذلك فنار أبو صير الشاهد على هيئة فنار الإسكندرية القديم.

ووصف عبد البصير الرأس المكتشف بأنه «إضافة مهمة لدراسة العصر البطلمي وفنونه. فمن خلال التحليل العلمي المتقدّم، يمكن استكشاف مزيد عن طبيعة ذلك الرأس، سواء كان يمثّل شخصية من البيت المالك أو النخبة الحاكمة. كما يمكن أيضاً مقارنته مع تماثيل أخرى محفوظة في المتاحف العالمية، مثل المتحف اليوناني الروماني في الإسكندرية أو المتحف البريطاني».

ويمثّل فنّ النحت البطلمي أحد أبرز إنجازات تلك الحقبة، إذ استطاع الجمع بين الواقعية اليونانية والرمزية المصرية لخلق أسلوب فنّي مبتكر وجديد. وأوضح عالم الآثار المصري أنّ «رأس التمثال المكتشف حديثاً يسهم في إثراء فهم ذلك الفنّ وتقديم صورة أوضح عن دوره في توثيق التفاعل الثقافي بين مصر واليونان».

وكانت إحدى البعثات الآثارية العاملة في موقع «تابوزيريس ماجنا» قد أعلنت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي عن اكتشاف مجموعة من اللقى الأثرية والقطع الجنائزية والطقسية التي تبوح بمزيد عن أسرار هذه المنطقة خلال العصر البطلمي المتأخر؛ وكان من بين القطع المُكتشفة رأس تمثال من الرخام لسيدة ترتدي التاج الملكي، ظنَّ مسؤولون في البعثة أنه للملكة كليوباترا السابعة، وهو ما نفاه علماء آثار لعدم تطابق الملامح.