«فتح» تتهم «حماس» بالعمل لأجندة غير وطنية

TT

«فتح» تتهم «حماس» بالعمل لأجندة غير وطنية

اتهم المتحدث باسم حركة «فتح»، عضو مجلسها الثوري أسامة القواسمي، حركة «حماس» بالعمل لأجندة غير وطنية، ولصالح «أطراف معادين للقضية». وقال القواسمي في بيان إن الحركة «تصر على تنفيذ المخطط المشبوه المتعلق بفصل القطاع عن الوطن. وما الضرب والشبح والتعذيب الذي تنتهجه بحق أبناء قطاع غزة إلا إصرار على ذلك، وتعبير جلي واضح عن نهجها». وأضاف أن «حماس بأوامر مديريها وبتصرفات مسلحيها في قطاع غزة، وارتكابها أبشع الأفعال بحق أبناء الشعب، الذين خرجوا مطالبين بكرامتهم وإنهاء الأوضاع المأساوية، التي أوصلتهم إلى الجوع والقهر والعوز، قد أسقطت اللثام عن وجوه اللئام».
وأردف أن «ما قامت به حماس من القمع والضرب والتعذيب والشبح وملاحقة الأطفال والنساء، واقتحام البيوت، وتكسير العظام لن يرهب الشعب، وإن شعبنا كسر حاجز الخوف والصمت ولن يتحمل المهانة بعد اليوم، لأنه شعب صاحب كرامة وعزة وأنفة، قدم الشهداء والأسرى على مذبح الحرية، وتحدى بنضاله وصبره وصموده أعتى جيوش الأرض بطشاً وقهراً، وإن صبر شعبنا قد نفد، والكرامة لا تقاس بمن يعتدي عليها ولكن بسطوة إذلالها».
وطالب القواسمي القوى الوطنية والإسلامية والمجتمع المدني وكل أبناء سكان قطاع غزة، بدعم مطالب الذين خرجوا يطالبون بعيش وكرامة، و«توفير شبكة أمان لهم من قوى حماس ومراكز وأقبية التعذيب».
وحيا القواسمي أبناء قطاع غزة «خصوصاً المختطفين منهم في سجون حماس، والمفرج عنهم، والذين تعرضوا للتعذيب والإهانة»، كما قدم التحية لكل أم فلسطينية «مسكت بجمرها على فراق حبيبها، وقبضت على قلبها وهي تراه تحت العصي والملاحقة من قبل أمن حماس».
وهجوم القواسمي على «حماس» جاء على خلفية قمع الحركة مسيرات شعبية واسعة ضد الغلاء، انطلقت في قطاع غزة الأسبوع الماضي، وواجهتها الحركة بقمع غير مسبوق. واستخدمت الحركة عبر مسلحين من الأجهزة الأمنية ومدنيين، النار والعصي والهراوات ضد المتظاهرين، ما أدى في كثير من الحالات إلى إسالة الدماء وتكسير أطرافهم. واعتقلت «حماس» نحو ألف شخص في بضعة أيام وفرّقت أكثر من 25 تجمعاً بالرصاص والهراوات ولاحقت ناشطين في منازلهم وفي الشوارع. وتواصل حماس عمليات اعتقال واستجواب ناشطين في ظروف صعبة في القطاع. وأدى عنف «حماس» الكبير إلى موجة انتقادات واسعة وغير مسبوقة ضد الحركة، لكنه نجح في كبح جماح المظاهرات التي قادها حراك «بدنا نعيش».
وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن العنف المبالغ فيه واستخدام الحركة سياسة حصار التجمعات السكنية والعائلات الكبيرة التي نشطت في الحراك أدى إلى تراجعه بشكل كبير. وأضافت: «كما أن تحويل الحركة الناس للاشتباك مع إسرائيل وإخراج مسيرات في الشوارع أجبرت الحراك على التراجع خشية من مواجهات بين المدنيين». وتعمل فصائل فلسطينية، بينها «الجهاد الإسلامي»، على إقناع «حماس» بالإفراج عن جميع معتقلي الحراك. واتهم بعض الأهالي الحركة بتعذيب أبنائهم إلى حد غير معقول، نقل بعضهم على أثره إلى المستشفيات.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.