عريقات يحذّر من دعم أميركي محتمل لضم الضفة وإعلان دولة في غزة

بعد الاعتراف بالقدس وبسيادة إسرائيل على الجولان

TT

عريقات يحذّر من دعم أميركي محتمل لضم الضفة وإعلان دولة في غزة

قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صائب عريقات، إن «سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترمب تجاه الصراع العربي الإسرائيلي تشير إلى تغيير جذري في السياسة الأميركية بنسبة مائة في المائة تجاه المنطقة، وجعلتنا نعيش عصر ما بعد القانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية». جاء ذلك تعقيباً على تصريحات ترمب حول الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري. وأضاف عريقات، في تصريح لإذاعة فلسطين، أن «الإدارة الأميركية تكافئ الاحتلال وجرائم الحرب، إذ بدأت خطوتها الأولى بالقدس والثانية بالجولان»، محذراً من «الخطوة الثالثة التي قد تتمثل في ضم الضفة الغربية إلى إسرائيل، والخطوة الرابعة إعلان دولة غزة تحت راية حركة حماس».
وتابع عريقات أن «الخطوة المقبلة قد تكون بالفعل الاعتراف بدولة غزة تحت راية حماس، لأنهم يريدون فصل غزة، وهناك من يتساير مع هذه الفكرة في القطاع». وشدّد عريقات على أن أحداً لن يعترف بما قامت به واشنطن بشأن القدس واللاجئين والقنصلية والسفارة، ولن يعترف العالم بضم الجولان المحتل، متهماً الإدارة الأميركية بتشجيع الفوضى والتطرف وإراقة الدماء عبر قراراتها.
وموقف عريقات يمثل الموقف الفلسطيني العام. وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن «شرعية القدس والجولان يحددها الشعب الفلسطيني والشعب السوري». وأضاف في بيان صحافي، أن «أي قرارات تتخذها الإدارة الأميركية مخالفة للقانون والشرعية الدولية لا قيمة لها، ولن تعطي الشرعية للاحتلال الإسرائيلي وستبقى حبراً على ورق». وتابع أبو ردينة، أن «هذا التصعيد الإسرائيلي الذي يقابله انحياز أميركي أعمى سيؤدي إلى مزيد من التصعيد والتوتر في المنطقة، ولن يتحقق السلم والأمن والاستقرار في المنطقة وفي العالم إلا إذا طبقت قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية الداعية لانسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة كافة، مقابل تحقيق السلام مع الدول العربية والإسلامية».
وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية «إصرار الأميركيين على تكريس الاستعمار ونهج البلطجة والقوة». وطالبت الوزارة الدول كافة، خاصة تلك التي تدعي الحرص على السلام واستقرار المنطقة، برفع صوتها عالياً وتوحيد جهودها لوقف الانحياز الأميركي الكامل للاحتلال الإسرائيلي وسياساته، بوصفه اعتداء مباشرا على الحقوق الفلسطينية والعربية التي أقرتها الشرعية الدولية.
إلى ذلك، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس أنه وجّه ضربات جوية إلى مجموعتين فلسطينيتين في قطاع غزة، رداً على إطلاق بالونات مفخخة من القطاع في اتجاه الأراضي الإسرائيلية. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه «حدد هوية مجموعة إرهابية أطلقت بالونات مفخخة في اتجاه الأراضي الإسرائيلية من جنوب قطاع غزة»، مضيفاً أن مقاتلة ردت باستهداف «الإرهابيين». وفي بيان ثان، أشار الجيش إلى أن مقاتلة أغارت على «مجموعة إرهابية أخرى» أطلقت بدورها بالونات مفخخة من غزة، من دون أن يوضح ما إذا كانت تمت إصابة الأهداف.
وقال مصدر عسكري فلسطيني إن شخصين أصيبا جراء الغارة الأولى. ويشهد قطاع غزة منذ مارس (آذار) 2018 احتجاجات أسبوعية تتخللها مواجهات مع الجنود الإسرائيليين على طول الحدود. وقتل 257 فلسطينياً على الأقل بنيران إسرائيلية منذ التاريخ المذكور، معظمهم في مواجهات على الحدود، فيما قضى آخرون في ضربات إسرائيلية، في حين قتل جنديان إسرائيليان.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.