يستهل منتخب فرنسا لكرة القدم، بطل العالم، مشواره في تصفيات كأس أوروبا 2020، اليوم، على أرض مولدافيا، بينما تستعد إنجلترا للوفاء بالتوقعات النامية حول فريقها الشاب أمام ضيفتها تشيكيا، بينما تأمل البرتغال حاملة اللقب في انطلاقة واعدة بقيادة نجمها كريستيانو رونالدو، العائد للمنتخب بعد غياب دام تسعة أشهر، لتحقيق بداية قوية على حساب أوكرانيا، في أبرز مواجهات الجولة الأولى.
في المباراة الأولى، حذر ديدييه ديشامب مدرب فرنسا لاعبيه من أي تهاون، محاولاً تفادي أي خطوة ناقصة، بصفته حاملاً للقب المونديال، وقال: «يتوقف الأمر كله علينا، فلنقم بالمهمة».
على الورق، تفصل هوة كبيرة بين بطل العالم ومولدافيا المصنفة 170 عالمياً، وذلك في المواجهة الأولى بينهما ضمن المجموعة الثامنة.
منطقياً، قد تنضم مولدافيا إلى لائحة المنتخبات المتواضعة التي واجهتها فرنسا في التصفيات، على غرار أندورا، ومالطا، وجزر فارو، وأذربيجان؛ لكن المدرب يشعر بالقلق من الرحلات البعيدة والبدايات الشاقة، على غرار سبتمبر (أيلول) 2016، عندما اكتفى فريقه بتعادل سلبي على أرض بيلاروسيا، ضمن تصفيات مونديال 2018.
وعاش ديشامب التجربة بنفسه، فبعد استعراض الفوز بلقب مونديال 1998، استهل بعدها المنتخب الفرنسي مشوار تصفيات كأس أوروبا 2000 بتعادل على أرض آيسلندا المتواضعة آنذاك (1 - 1). لذا أكد ديشامب على احترام الخصوم مهما كانت الفوارق.
وتابع المدرب المتوج بلقب المونديال كقائد (1998) ومدرب (2018): «هذا لقاء مختلف على الصعيدين الذهني والتركيز. أمامنا فريق راغب في تحقيق نتيجة ضد فرنسا؛ لأننا أيضاً أبطال العالم».
وعند سؤاله عن المجموعة السهلة (الثامنة) التي وقعت فيها فرنسا، وتضم أندورا، وألبانيا، ومولدافيا، وآيسلندا وتركيا، رد ديشامب بتهكم: «نعم، لدينا مجموعة سهلة جداً، حتى أننا لن نخوض المباريات».
ومنح ديشامب ثقته لنواة مونديال روسيا في تجمعه الأول لعام 2019. وباستثناء الظهير لوكاس هيرنانديز المصاب، يوجد كل أساسيي نهائي موسكو (ضد كرواتيا 4 - 2)، من الحارس هوغو لوريس إلى المهاجم أوليفييه جيرو. لكن قد يدفع ديشامب ببعض الوجوه التي لم تحظ بفرصة اللعب للمنتخب منذ فترة، مثل كينغسلي كومان، والشاب بريسنيل كيمبيمبي، صاحب النزعة القتالية التي يحبها. وستفيد هذه الوقفة الدولية بعض اللاعبين الذين ودعوا دوري الأبطال، على غرار نجم سان جيرمان، كيليان مبابي، وهداف أتلتيكو مدريد الإسباني أنطوان غريزمان.
ولم يخيب غريزمان (27 عاماً و67 مباراة دولية) الآمال مع فرنسا، وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، صنع ركلة جزاء لجيرو الطامح لتخطي ديفيد تريزيغيه، في المركز الثالث ضمن ترتيب هدافي المنتخب (34 هدفاً).
من جهتها، عجزت مولدافيا عن بلوغ نهائيات أي مسابقة كبرى، وتستعد البلاد التي يبلغ عدد سكانها 3.5 مليون نسمة لـ«مباراة القرن» بعدما دخلت الساحة الدولية عام 1991، إثر تفكك الاتحاد السوفياتي.
ويقول مدربها ألكسندرو سبيريدون: «سندخل التاريخ عندما نواجه أفضل منتخب في العالم».وتتوقع مولدافيا مواجهة صعبة؛ خصوصاً أنها حصدت هزائم كثيرة وحلت أخيرة في مجموعتها، ضمن تصفيات كأس أوروبا 2016 مع نقطتين يتيمتين.
في يناير (كانون الثاني) 2018، منح تعيين سبيريدون، مساعد الروماني ميرتشيا لوتشيسكو في شاختار دونيتسك الأوكراني وزينيت الروسي سابقاً، الأمل للمنتخب؛ لكن بعد أكثر من سنة لا تبشر النتائج بالخير، إذ حقق فوزين فقط على سان مارينو، الأخيرة في تصنيف الاتحاد الدولي (فيفا) ضمن دوري الأمم. وفي وقت يفسر فيه سبيريدون المشكلة بغياب مهاجم هداف، يعول على الفارع الطول أليكسي كوشيليف، حارس فورتونا سيتارد الهولندي.
وضمن المجموعة نفسها، تلعب اليوم أندورا مع آيسلندا، وألبانيا مع تركيا.
وعلى ملعب ويمبلي، تستعد إنجلترا لانطلاقة قوية ضمن المجموعة الأولى، أمام ضيفتها تشيكيا.
والتأمت تشكيلة المدرب غاريث ساوثغيت للمرة الأولى في 2019. وستكون تشيكيا تجربتها الأولى قبل رحلتها إلى مونتينيغرو، الاثنين المقبل، ضمن المجموعة التي تضم أيضاً بلغاريا وكوسوفو.
وللمرة الأولى منذ سنوات، يشعر الإنجليز بأن منتخب «الأسود الثلاثة» قادر على منافسة صفوة منتخبات القارة. فبعد بلوغها الصيف الماضي نصف نهائي كأس العالم للمرة الأولى منذ 1990، حققت إنجلترا مشواراً لافتاً في دوري الأمم الأوروبية، بفوزها على إسبانيا وكرواتيا، فبلغت نصف النهائي.
وفي وقت يبدو التقدم فيه كبيراً مقارنة مع عقود من الإحباط، يرى جوردان هندرسون لاعب وسط ليفربول، أن الأفضل ما زال في انتظار رجال ساوثغيت. فمع الواعدين جايدون سانشو، وكالوم هادسون – أودوي، والقادم الجديد ديكلان رايس، باتت التشكيلة تضم تنوعاً مع الهداف هاري كين، والنجوم: رحيم ستيرلينغ، وماركوس راشفورد، وديلي آلي.
يقدم سانشو مستويات جميلة مع بوروسيا دورتموند الألماني، بعد تركه مانشستر سيتي في سن صغيرة، فيما أصبح هادسون - أودوي من الوجوه المعروفة في الدوري الإنجليزي، رغم انتظاره أول مشاركة أساسية مع تشيلسي اللندني. وقال هندرسون: «هؤلاء الشبان يملكون موهبة كبيرة. هذا جيد لإنجلترا؛ لأنه بعد سنوات قليلة أعتقد أننا سنمتلك لاعبين مميزين جداً».
تابع: «لاعبون شبان بدأوا للتو مسيرتهم، وسيكونون أكثر خبرة بعد سنوات».
وساعد ساوثغيت التقدم السريع للاعبين الشبان، تحت إشراف مدربين من طراز الألماني يورغن كلوب، والإسباني جوسيب غوارديولا، في ليفربول ومانشستر سيتي توالياً، بالإضافة إلى الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو في توتنهام.
ويُتوقع أن يكون مشوار إنجلترا سهلاً نحو «أوروبا 2020»، والتي يستضيف ملعب ويمبلي مباريات عدة منها، لا سيما في الأدوار الأخيرة.
لكن هندرسون حذّر من أن صعود إنجلترا الأخير، قد يجعلها ضحية مفاجآت أمام تشيكيا ومونتينيغرو. وأوضح: «التوقعات تتغير؛ لكن هذا جيد لنا، ما دمنا نعرف ما يجب تحقيقه كمجموعة. لكن من الخارج ومن وجهة باقي المنتخبات، عندما تلعب ضد إنجلترا تريد أن تحقق الفوز، لذا يجب أن نكون حذرين». وضمن المجموعة نفسها تلعب اليوم بلغاريا مع مونتينيغرو.
وفي المجموعة الثانية، تضع البرتغال حاملة اللقب آمالها على نجمها رونالدو، لتحقيق نتيجة إيجابية أمام أوكرانيا اليوم، ثم في مواجهة صربيا الاثنين المقبل.
وخاض رونالدو آخر مباراة دولية له عندما خرج منتخب بلاده على يد الأوروغواي (1 - 2) في ثمن نهائي مونديال روسيا 2018، وتحديداً في 30 يونيو (حزيران) 2018. ومع انتقاله من ريال مدريد الإسباني إلى يوفنتوس الإيطالي أعلن أفضل لاعب في العالم خمس مرات الابتعاد لفترة عن منتخب بلاده، لكي يسهل عملية التأقلم مع فريقه الجديد.
حالياً، وبعد النجاح الكبير الذي حققه ابن الرابعة والثلاثين في صفوف يوفنتوس، يعود رونالدو إلى المنتخب الذي سجل له 85 هدفاً في 154 مباراة دولية.
وحظيت عودة رونالدو إلى كنف المنتخب بالترحيب من الجميع، بدءاً من المدرب فرناندو سانتوس، مروراً بزميله في يوفنتوس جواو كانسيلو، وصولاً إلى الجيل الجديد المتمثل ببرناردو سيلفا من مانشستر سيتي، وروبن نيفيش من وولفرهامبتون.
وقال نيفيش قبل مواجهة أوكرانيا: «من الواضح أننا أفضل في وجود كريستيانو رونالدو، وأي فريق يتمنى وجوده في صفوفه. هو أفضل لاعب في العالم، محترف من الدرجة العالية وقدوة للجميع».
وفي مجموعة تضم أيضاً منتخبي ليتوانيا ولوكسمبورغ المتواضعين، تسعى البرتغال إلى نتيجة إيجابية ضد صربيا، تضعها في مأمن من المفاجآت.
ودأب مدرب البرتغال سانتوس، في غياب نجمه رونالدو، على اعتماد أسلوب لعب بخطة 4 - 3 – 3، التي ترتكز على الاستحواذ على الكرة بنسبة كبيرة. وقد نجحت هذه الطريقة لأن فريقه لم يخسر في ست مباريات خاضها في غياب رونالدو، وأنهى دوري الأمم الأوروبية متصدراً مجموعته أمام إيطاليا وبولندا، ليضمن تأهله إلى الأدوار النهائية التي يستضيفها على أرضه، إلى جانب ثلاثة منتخبات أخرى، هي إنجلترا وهولندا وسويسرا.
لكن العودة إلى طريقة 4 - 4 - 2 ليس من شأنها أن تقلق رونالدو؛ لأن الأخير فتحت شهيته على الأهداف الدولية منذ تعيين سانتوس مدرباً عام 2014. وقد اعتمد الأخير هذه الطريقة ليستخرج الأفضل من نجمه الفائز بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم خمس مرات.
ويملك رونالدو حافزاً لدى عودته الدولية؛ لأنه في حاجة إلى هدفين ليتخطى الآيرلندي روبي كين صاحب 21 هدفاً، ويصبح بالتالي أفضل هداف في تاريخ تصفيات كأس أوروبا.
ويحمل رونالدو الرقم القياسي لأفضل هداف لمنتخب أوروبي (85 هدفاً) ويستطيع الفائز بدوري أبطال أوروبا خمس مرات الاقتراب من الرقم القياسي المطلق، للإيراني علي دائي (109 أهداف دولية).
وضمن المجموعة نفسها، تلعب اليوم لوكسمبورغ مع ليتوانيا.
فرنسا تخشى مفاجآت مولدافيا... وإنجلترا تتطلع لبداية قوية أمام تشيكيا اليوم
البرتغال تتسلح بقائدها العائد رونالدو في مواجهة أوكرانيا ببداية رحلة الدفاع عن لقب أمم أوروبا
فرنسا تخشى مفاجآت مولدافيا... وإنجلترا تتطلع لبداية قوية أمام تشيكيا اليوم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة