واشنطن تطلب إجراء انتخابات جديدة «موثوقة» في بنغلاديش

الحزب الحاكم «رابطة عوامي» فاز بأكثر من ثلثي مقاعد البرلمان

واشنطن تطلب إجراء انتخابات جديدة «موثوقة» في بنغلاديش
TT

واشنطن تطلب إجراء انتخابات جديدة «موثوقة» في بنغلاديش

واشنطن تطلب إجراء انتخابات جديدة «موثوقة» في بنغلاديش

أعربت وزارة الخارجية الأميركية أمس عن «خيبتها» غداة الانتخابات التشريعية في بنغلاديش التي قاطعتها المعارضة، وطالبت بتنظيم عملية انتخابية جديدة «موثوقة».
وقالت مساعدة المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماري هارف في بيان إن «الولايات المتحدة أصيبت بخيبة أمل جراء الانتخابات التشريعية الأخيرة في بنغلاديش» التي «لا يبدو أن نتائجها تعبر بطريقة موثوقة عن إرادة الشعب في بنغلاديش».
وأضافت هارف «إننا نشجع حكومة بنغلاديش وأحزاب المعارضة على البدء فورا بالحوار لإيجاد وسيلة تؤدي في أسرع وقت إلى تنظيم انتخابات حرة وعادلة وسلمية وموثوقة تعكس إرادة شعب بنغلاديش».
وأعربت الولايات المتحدة مرارا في الأسابيع الأخيرة عن قلقها الشديد حيال المناخ السياسي في هذا البلد في جنوب آسيا قبل انتخابات الأحد.
وتغرق بنغلاديش في الأزمة بعد هذه الانتخابات التي قاطعتها المعارضة لأن رئيسة الوزراء تعتبر فوزها مشروعا وتلقي على خصومها مسؤولية أعمال العنف الدامية التي وقعت الأحد.
واعتبرت شيخة حسينة واجد أن أكبر حزب معارض، الحزب القومي في بنغلاديش، أخطأ عندما لم يشارك في الانتخابات، ولم تظهر أي إشارة انفتاح حيال منافستها التاريخية وزعيمة الحزب القومي خالدة ضياء.
وفاز حزب رابطة عوامي الذي تتزعمه حسينة واجد بـ80 في المائة من المقاعد بسبب عدم وجود منافسين له في عدد من الدوائر، في ختام الانتخابات الأكثر عنفا في بنغلاديش ذلك أن أعمال الشغب أوقعت 26 قتيلا على الأقل أمس. وقالت هارف «إننا ندين بشدة العنف الذي انطلق من كل مكان» والذي «لا مكان له في الممارسة الديمقراطية وينبغي أن يتوقف فورا».
وفاز الحزب الحاكم في بنغلاديش، رابطة عوامي بأكثر من ثلثي المقاعد في البرلمان وذلك بعدما قاطعت أحزاب المعارضة الرئيسة لانتخابات كما شابتها أعمال عنف بالإضافة إلى انخفاض نسبة المشاركة.
وحصل الحزب الذي تقوده رئيسة الوزراء الشيخة حسينة على 232 مقعدا من أصل 300 مقعد في البرلمان، بحسب النتائج البرلمانية التي أعلنتها اللجنة الانتخابية أمس. وفاز حزب جاتيا الذي يتزعمه الديكتاتور العسكري السابق حسين محمد إرشاد بـ33 مقعدا.
وأعلنت لجنة الانتخابات أن نسبة الإقبال على الانتخابات كانت 81.‏39 في المائة. وبعد فوز حزب رابطة عوامي بأكثر من ثلثي المقاعد في البرلمان، بعدما شغل 230 مقعدا في البرلمان بعد الانتخابات العامة التي أجريت عام 2008، أصبح من المؤكد أنه سوف يشكل الحكومة.
وقاطع تحالف المعارضة الذي يقوده الحزب القومي البنغلاديشي بزعامة رئيسة الوزراء خالدة ضياء الانتخابات وحاول منع إجرائها.
وقال ممثل للائتلاف إن الانتخابات كانت «هزلية» وإن أي حكومة سيجري تشكيلها ستكون غير قانونية وغير شرعية.
ولقي 20 شخصا على الأقل حتفهم إثر اندلاع أعمال عنف في عدة مناطق عندما حاول أنصار المعارضة عرقلة عملية التصويت.



بكين تُعزز انتشارها العسكري حول تايوان

جندي صيني يراقب التدريبات العسكرية للصين حول تايوان (أرشيفية - أ.ب)
جندي صيني يراقب التدريبات العسكرية للصين حول تايوان (أرشيفية - أ.ب)
TT

بكين تُعزز انتشارها العسكري حول تايوان

جندي صيني يراقب التدريبات العسكرية للصين حول تايوان (أرشيفية - أ.ب)
جندي صيني يراقب التدريبات العسكرية للصين حول تايوان (أرشيفية - أ.ب)

عزّزت الصين انتشارها العسكري حول تايوان خلال الساعات الـ24 الماضية، مع إرسالها 53 طائرة عسكرية و19 سفينة، وفق ما أفادت به، الأربعاء، سلطات الجزيرة، واصفة بكين بأنها «مثيرة مشاكل».

وتُعدّ الصين تايوان جزءاً من أراضيها، وتؤكد عزمها على إعادة ضمها مستقبلاً، حتى لو بالقوة.

وتعود جذور النزاع بين تايوان والصين إلى عام 1949، عندما فرّت القوى القومية بقيادة تشانغ كاي تشيك إلى الجزيرة، إثر هزيمتها في برّ الصين الرئيس أمام القوى الشيوعية، بقيادة ماو تسي تونغ.

حاملة الطائرات الصينية «لياونينغ» ومجموعتها القتالية خلال تدريبات في أكتوبر 2024 (موقع الجيش الصيني)

وقالت تايوان، الأربعاء، إنها رصدت خلال الـ24 ساعة الماضية 53 طائرة عسكرية صينية و19 سفينة حول الجزيرة، في إطار تنفيذ الجيش الصيني أكبر انتشار بحري له منذ سنوات.

وقالت وزارة الخارجية التايوانية في بيان: «تُولّد هذه التصرفات حالة من عدم اليقين وأخطاراً في المنطقة، وتتسبب في اضطرابات للدول المجاورة، وتؤكد أن الصين مثيرة مشاكل تُهدد السلام والاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ».

من جهته، قال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، إن الولايات المتحدة تراقب الوضع، وستضمن «ألا يقوم أحد بأي شيء لتغيير الوضع القائم في مضيق تايوان».

وأضاف، الأربعاء، لصحافيين في قاعدة أميركية في اليابان: «نقولها مجدداً، سياستنا لم تتغير. سنواصل بذل كل ما في وسعنا لمساعدة تايوان في الحصول على وسائل للدفاع عن نفسها».

وقالت وزارة الدفاع التايوانية في بيان: «إن الطائرات والسفن، وبينها 11 سفينة حربية، رصدت خلال فترة 24 ساعة انتهت في الساعة السادسة صباحاً (22.00 ت.غ الثلاثاء)».

لقطة من فيديو للجيش الصيني تُظهر ضابطاً ينظر للأفق عبر منظار مكبر على متن قطعة بحرية (أرشيفية - الجيش الصيني)

وهذا أعلى عدد من الطائرات والسفن الصينية التي ترصدها تايوان منذ المناورات العسكرية التي نظمتها بكين في أكتوبر (تشرين الأول) ردّاً على خطاب الرئيس لاي تشينغ تي، في العيد الوطني لتايوان قبل أيام من ذلك. وعند انتهاء تلك المناورات، رُصِد عدد قياسي، بلغ 153 طائرة صينية، في يوم واحد قرب الجزيرة، إضافة إلى 14 سفينة صينية.

والثلاثاء، أعلنت تايوان أنها رصدت حول الجزيرة خلال الساعات الـ24 الماضية 47 طائرة عسكرية، و12 سفينة حربية صينية، وذلك بعيد أيام من انتهاء جولة خارجية قام بها الرئيس التايواني لاي تشينغ تي، وأدانتها بكين بشدّة.

جنود من الجيش الصيني خلال التدريبات (أرشيفية - موقع الجيش الصيني)

وفي المجموع، نشرت بكين نحو 90 سفينة على مساحة أوسع، في مياه بحر الصين الشرقي والجنوبي، وكذلك في مضيق تايوان الذي يفصل الجزيرة عن البر الرئيس للصين، فيما وصفته تايبيه بأنها من كبرى المناورات البحرية منذ سنوات.

وقامت هذه السفن (60 سفينة حربية، و30 أخرى تابعة لخفر السواحل الصينيين) بمحاكاة مهاجمة سفن أجنبية، وتعطيل طرق شحن في المياه المحيطة بتايوان «لرسم خط أحمر» قبل تنصيب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة، وفق ما أوضح مسؤول أمني تايواني.

ولم يُعلن الجيش الصيني ووسائل الإعلام الحكومية الصينية عن زيادة النشاط في هذه المناطق.

لكن ناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية صرّحت، الثلاثاء، بأن الصين «ستدافع بقوة» عن سيادتها.

مقاتلة تظهر خلال دورية الاستعداد القتالي والتدريبات العسكرية حول جزيرة تايوان التي نفذها الجيش الصيني (أرشيفية - أ.ب)

وتأتي هذه المناورات بعد أيام من انتهاء جولة قام بها الرئيس التايواني، وشملت منطقتين أميركيتين هما هاواي وغوام، وأثارت غضباً صينياً عارماً، وتكهّنات بشأن ردّ محتمل من جانب بكين.

وكانت جولة لاي في المحيط الهادئ أول رحلة خارجية له منذ تولّيه منصبه في مايو (أيار).

وخلال جولته، أجرى لاي مكالمة هاتفية مع رئيس مجلس النواب الأميركي، مايك جونسون، ما أثار غضب بكين.

وتتهم الصين لاي، مثل الرئيسة السابقة تساي إنغ وين، بالرغبة في تعميق الانفصال الثقافي مع القارة، منددة بالتصرفات «الانفصالية».

وتايوان التي تحظى بحكم ذاتي تُعدها الصين جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، وتعارض أي اعتراف دولي بالجزيرة، وكونها دولة ذات سيادة.

وبكين، التي تعارض أيّ اتصال رسمي بين تايبيه ودول أجنبية، دانت «بشدة» جولة لاي، وحضّت الولايات المتحدة على «التوقف عن التدخل في شؤون تايوان».

وكذلك، حذّرت بكين تايوان من أي محاولة «تهدف إلى الاستقلال بمساعدة الولايات المتحدة»، مؤكدة أنها «ستفشل».