أسباب تفوق أكاديمية الناشئين بنادي شالكه الألماني

تخرج منها نجوم انضموا إلى الأندية الأوروبية الكبرى

ساني لاعب مانشستر سيتي (يمين) يلعب لأكاديمية شالكه عام 2007
ساني لاعب مانشستر سيتي (يمين) يلعب لأكاديمية شالكه عام 2007
TT

أسباب تفوق أكاديمية الناشئين بنادي شالكه الألماني

ساني لاعب مانشستر سيتي (يمين) يلعب لأكاديمية شالكه عام 2007
ساني لاعب مانشستر سيتي (يمين) يلعب لأكاديمية شالكه عام 2007

يمتلك نادي شالكه الألماني سجلا حافلا في إنتاج اللاعبين الشباب، الذين كان من بينهم مانويل نوير وبينيديكت هويديس وإلكاي غوندوغان ومسعود أوزيل وماكس ماير وجوليان دراكسلر وليروي ساني. ولكي نعرف الأسباب التي تجعل أكاديمية الناشئين بالنادي تنجح في تخريج هذا العدد الكبير من اللاعبين الشباب المميزين، كان يتعين علينا أن نعرف مزيدا من التفاصيل عن التاريخ الاجتماعي لمدينة غيلسنكيرشن، التي تقع في غرب ألمانيا ويوجد بها هذا النادي العريق.
يقول بيتر كنابيل، المسؤول عن أكاديمية الناشئين بالنادي: «بعد الحرب العالمية الثانية، وصل مزيج من الثقافات والخلفيات للعمل في مناجم الفحم بالمنطقة، مثل البولنديين والإيطاليين والأتراك. والآن، نحن نحصد ثمار مجيء الآباء الذين عملوا بجد وجاءوا بصفات وعقليات مختلفة، ولدينا هنا بوتقة رائعة للانصهار».
وأضاف: «نحن جيل محظوظ للغاية لأننا نعيش في فترة من الحرية تمتد على مدار أكثر من 70 عاما حتى الآن - ولم يكن هذا هو الحال في مناسبتين (الحرب العالمية الأولى والثانية)، بسببنا في كل مرة. والآن، كيف يمكن أن نتحدث عن الصورة النمطية للعقلية الألمانية ونحن نشير، على سبيل المثال، إلى لاعب مولود على بُعد 200 متر فقط واسمه أحمد كوتوكو؟».
وخارج الملعب، يتم عقد حصص تدريبية للاعبين الأصغر من تسعة أعوام، ويحصل كل لاعب على الكرة لمدة 30 دقيقة، قبل أن يشارك في مباراة لمدة عشر دقائق في ملعب أكبر في نهاية كل منه مرمى. وبعد ذلك، ينتقل اللاعبون الشباب إلى ملعب بمساحة 20 متراً ويُطلب منهم تمرير الكرة في مجموعات كل منها مكونة من أربعة لاعبين. ويُطلب من كل لاعب أن ينقل الكرة بعد لمستين فقط، ثم يطلب منه بشكل مفاجئ أن «يحتفظ بالكرة ويراوغ».
يقول كنابيل: «لا نريد أن يقدم المديرون الفنيون الكثير من التعليمات الخططية والتكتيكية للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 14 عاماً، إننا نرى أن تفاصيل طريقة لعب مثل 4 - 4 - 2 أو 3 - 5 - 2 لا تهم الأطفال الأصغر من 14 عاماً، بل يجب أن يتعلم الأطفال فهم الطريقة التي تسير بها المباريات من تلقاء أنفسهم. إننا ندعهم يلعبون ونثق في قدراتهم، ودائما ما تكون النتيجة جزءا من تعليمنا لهم، ولا يمكن لأي مدير فني أن يقول للاعبيه الشباب إنه لا يهتم بتحقيق الفوز في المباراة، لأنه لن يستطيع أن ينظر في أعينهم إذا قال لهم ذلك. إنهم يشعرون بالضيق عندما يخسرون، لكن لا يجب أن يكون المدير الفني أكثر انزعاجا من الأطفال».
وبالنسبة لبقية الحصص التدريبية التي تبلغ مدتها 90 دقيقة، ينتقل اللاعبون من تمرين إلى آخر. ويختلف كل نشاط في مدته وكثافته والمجهود البدني الذي يبذله اللاعبون. وهناك جزء ممتع للغاية في حقيقة الأمر، ويتعلق ذلك بأن يطلب المدير الفني من اللاعب أن يقوم بأشياء صعبة ومتضاربة في الوقت نفسه. ولا يستمر أي جزء من التدريب لمدة تتجاوز 20 دقيقة.
يقول كنابيل «إننا نثقف مديرينا الفنيين فيما يتعلق بتوجيه النصائح والتعليمات للاعبين. إننا نريد أن يتحلى المديرون الفنيون بالمرونة، ونفس الأمر ينطبق على الحصص التدريبية، لكن في نفس الوقت يجب أن تكون هناك مبادئ واضحة يلتزم بها الجميع. ويجب التذكير بأن هذا النظام قد أسهم في تكوين لاعبين من أمثال جويل ماتيت وليروي ساني، على الرغم من الاختلاف الكبير والواضح في شخصية وإمكانيات ومهارات كل منهما».
ويضيف: «المديرون الفنيون هم أساس كل شيء، فإذا كان لديك مدير فني جيد فهذا يعني أنه سيكون لديك 18 لاعباً جيداً، إننا ندرس المديرين الفنيين بشكل جيد للغاية، على المستوى الشخصي والمهني، قبل أن نوكل إليهم مهمة تدريب مجموعة من اللاعبين. انظروا إلى أندية مثل برشلونة وأياكس وغيرهما من الأندية التي تمتلك أفضل أكاديميات للناشئين في جميع أنحاء العالم، وسوف تجدون أنهم يسيرون على نفس الأسس والفلسفات مع اللاعبين الأصغر من تسع سنوات وحتى أقل من 19 عاماً وهذا هو ما نفعله هنا».
وأضاف: «لقد أصبحت كرة القدم صناعة، ولا ينبغي أن أشتكي منها لأنها هي التي منحتني هذه الوظيفة، لكن كرة القدم في الوقت الحالي تجعل من الصعب على المرء أن يفهم العالم من حوله. يعمل أخي في نادٍ للهواة في المستوى الثالث عشر في كرة القدم الألمانية، مع 18 طفلاً فقط وملعب واحد للجميع. إننا نحتاج إلى إعداد أطفالنا في شالكه للتأقلم مع العالم الحقيقي، لأنه قد ينتهي بهم المطاف للعب في الدوري الذي يعمل به شقيقي، في حين يمكن أن يصل 0.001 في المائة فقط إلى ناد كبير كمانشستر سيتي».


مقالات ذات صلة

رانييري مدرب روما عن سعود عبد الحميد: سريع… وسيتحسن كثيراً

رياضة سعودية رانييري يحفز سعود بعد هدفه (أ.ف.ب)

رانييري مدرب روما عن سعود عبد الحميد: سريع… وسيتحسن كثيراً

قال كلاوديو رانييري مدرب روما المنافس في الدوري الإيطالي لكرة القدم إن لاعب الفريق السعودي سعود عبد الحميد يتطور بشكل لافت والذي توج بتسجيله هدفه الأول.

نواف العقيّل (الرياض)
رياضة عربية فرحة لاعبي منتخب لبنان بأحد الهدفين في مرمى منتخب الكويت (الشرق الأوسط)

تحضيرات «خليجي 26»: الكويت تخسر من لبنان ودياً   

حقق منتخب لبنان فوزاً مثيراً على نظيره الكويتي 2-1 في المباراة الودية على ملعب «النادي الأهلي القطري»، ضمن استعدادات منتخب الكويت لبطولة «خليجي 26».

صفات سلامة (بيروت)
رياضة عربية الدكتور جورج كلاس وزير الشباب والرياضة اللبناني (الشرق الأوسط)

وزير الرياضة اللبناني: استضافة مونديال 2034 تجسيد للقيم السعودية «الثلاث» 

وجّه وزير الشباب والرياضة اللبناني، الدكتور جورج كلاس، تهنئة حارة إلى السعودية بعد نجاحها في الفوز بحق استضافة وتنظيم بطولة كأس العالم 2034.

فاتن أبي فرج (بيروت)
رياضة عالمية جود بلينغهام (رويترز)

بلينغهام يعزّز فرص الريال لانتزاع الصدارة من برشلونة

منح تراجع برشلونة متصدر دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم الفرصة لريال مدريد لانتزاع قمة الترتيب؛ إذ ستتاح الفرصة لحامل اللقب لصدارة المسابقة لأول مرة.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية مدينة مراكش المغربية ستستضيف حفل توزيع جوائز الأفضل في أفريقيا (كاف)

«كاف» يعلن القوائم النهائية المرشحة لجوائزه لعام 2024

أعلن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف)، الخميس، القوائم النهائية للمرشحين للحصول على جوائزه لعام 2024.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
TT

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)

سجَّل ريكو لويس لاعب مانشستر سيتي هدفاً في الشوط الثاني، قبل أن يحصل على بطاقة حمراء في الدقائق الأخيرة ليخرج سيتي بنقطة التعادل 2 - 2 أمام مستضيفه كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، السبت.

كما سجَّل إرلينغ هالاند هدفاً لسيتي بقيادة المدرب بيب غوارديولا، الذي ظلَّ في المركز الرابع مؤقتاً في جدول الدوري برصيد 27 نقطة بعد 15 مباراة، بينما يحتل بالاس المركز الـ15.

وضع دانييل مونوز بالاس في المقدمة مبكراً في الدقيقة الرابعة، حين تلقى تمريرة من ويل هيوز ليضع الكرة في الزاوية البعيدة في مرمى شتيفان أورتيغا.

وأدرك سيتي التعادل في الدقيقة 30 بضربة رأس رائعة من هالاند.

وأعاد ماكسينس لاكروا بالاس للمقدمة على عكس سير اللعب في الدقيقة 56، عندما أفلت من الرقابة ليسجِّل برأسه في الشباك من ركلة ركنية نفَّذها ويل هيوز.

لكن سيتي تعادل مرة أخرى في الدقيقة 68 عندما مرَّر برناردو سيلفا كرة بينية جميلة إلى لويس الذي سدَّدها في الشباك.

ولعب سيتي بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 84 بعد أن حصل لويس على الإنذار الثاني؛ بسبب تدخل عنيف على تريفوه تشالوبا، وتم طرده.