أبو مرزوق لـ {الشرق الأوسط}: لا تفاوض حول نزع سلاح المقاومة.. ونتنياهو كذب مرتين

كشف الدكتور موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أسباب تعليق المفاوضات التي ترعاها القاهرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين لوقف العدوان على قطاع غزة، وانسحاب الوفد الإسرائيلي أثناء عملية التفاوض. وقال في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» إن «الوفد الإسرائيلي تسلم من مصر ورقة فلسطينية تحمل الحد الأدنى لمطالبنا ويجب أن يقبلها دون تعديل وهي حقوق الشعب الفلسطيني وننتظر الرد».
واتهم أبو مرزوق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ«الكذب» على واشنطن مرتين، مرة عندما حمل حركة حماس مسؤولية خرق الهدنة الأخيرة، والأخرى بشأن خطف حماس جندي إسرائيلي فاعتبرتها ذريعة لوقف الهدنة وشن عدوان جديد على غزة.
وأكد أبو مرزوق أن المقاومة الفلسطينية ملتزمة ومتجاوبة مع المقترحات المصرية، واستبعد أن يكون هناك وسيط آخر غير مصر، مؤكدا أن القاهرة فقط المعنية بالأمر وأن أي دور أميركي يجب أن يصب في اتجاه الضغط على إسرائيل.
وفيما يلي نص الحوار:
* ما أسباب تعليق مفاوضات القاهرة بشكل مفاجئ؟
- إسرائيل كذبت على المجتمع الدولي وعلى كل الأطراف عندما أعلنت انطلاق ثلاثة صواريخ من غزة أثناء المفاوضات، وهذا لم يحدث ولم تطلق المقاومة الفلسطينية طلقة واحدة باتجاه إسرائيل ولم يطلق أي صواريخ. في حين أن تل أبيب قصفت مناطق خالية (في غزة) في بداية الأمر ثم قصفت منزل عائلة الدلو ظنا منها أن محمد الضيف (قائد كتائب عز الدين القسام) موجود بهذا المكان وكانت النتيجة قتل الأطفال والنساء. والواقعة الثانية التي كذب فيها نتنياهو عندما أعلن أن الجندي الإسرائيلي اختطف فألغى التهدئة حتى يبرر تمرير استهداف بعض الشخصيات في غزة.
* ما الذي حدث بالضبط كي تنهار المفاوضات؟ كانت هناك موافقات مبدئية على تلبية مطالب الجانب الفلسطيني وتمديد الهدن ووقف إطلاق النار. ألم يكن يعني كل هذا أن تقدم ما حصل في المفاوضات؟
- حتى هذه اللحظة لم توافق إسرائيل على مطالب الشعب الفلسطيني وحقوق المواطنين. وأن أبرز قضية حاولوا الابتعاد عنها هي استمرار حصار قطاع غزة وتقنين فتح المعابر وعدم وجود ميناء ومطار أو حتى اتصال غزة بالضفة الغربية. وهذا دليل على رغبتهم في استمرار الحصار وفصل غزة عن الضفة ولذا هم حولوها إلى بركة دماء وكومة من الحجارة ولم يدفعوا الثمن، والمجتمع الدولي يتفرج والضمير العالمي نائم نوما عميقا ولذا لا يجب أن يظل الوضع هكذا إلى يوم القيامة.
* إذن لماذا مددت الهدنة 24 ساعة طالما أن إسرائيل ترفض مقدما رفع الحصار عن غزة؟
- التمديد كان رغبة من الإخوة في مصر وقد استجبنا لما تريد، كما سلمنا مصر ورقة تفاهم وهي تعتبر الحد الأدنى لمطالب الشعب الفلسطيني. وحمل الوفد الإسرائيلي هذه الورقة معه إلى تل أبيب ولم يصلنا أي رد عليها حتى الساعة.
* هل يمكن لنا أن نعرف محتوى هذه الورقة أو مضمونها؟
- لا أريد أن أتحدث عن ورقة تفاهم للتفاوض في وسائل الإعلام وعلى الهاتف.
* هل عرضت إسرائيل شروطا تعجيزية، كما تردد، بأنها موافقة على مطالبكم مقابل نزع سلاح المقاومة وضمانات بالأمن القومي الإسرائيلي وأمن المواطن؟
- لو كان المطلب أو الشرط له علاقة بسلاح المقاومة فلن يتم التفاوض، لأن سلاح المقاومة حق مشروع ووجوده بسبب الاحتلال وإذا زال الاحتلال لكل حادث حديث.
* ماذا تتوقع من سيناريوهات مقبلة؟
- كل شيء متوقع لأن الجانب الإسرائيلي انسحب والوفد الفلسطيني في حالة انعقاد دائم.
* ما الذي تتوقعونه من زيارة جون كيري وزير الخارجية الأميركي المرتقبة للمنطقة الأسبوع المقبل؟
- لا علم لي بها. ولا أدري ما سيحمله، لكن الواضح بالنسبة لنا أنه لا وسيط إلا الوسيط المصري. مصر هي المعنية وجهودها مقدرة بالنسبة لنا، والجهود الأميركية يجب أن تكون في سياق الضغط على إسرائيل وألا تتسرع واشنطن في مواقفها لأنها أعطت الحق بقصف غزة للمرة العشرين دون وجه حق. كما أن إسرائيل كذبت على واشنطن مرتين في غضون عشرة أيام، وللمرة الثانية كذب نتنياهو وخرجت الإدارة الأميركية لتدين حماس بطريقة لا يمكن قبولها على الإطلاق. من المفترض أن تكون الإدارة الأميركية حيادية ونحن نعلم صعوبة أن تكون كذلك.
* هل تتوقع أن يصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى مصر وبصحبته خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، كما تردد؟
- لا علم لي بشيء من هذا، وما أعلمه هو أن الحركة لديها اجتماع مع الرئيس محمود عباس وجدول الأعمال يتعلق بالشأن الفلسطيني واستكمال خطوات وإجراءات المصالحة.
* ماذا تتوقع خلال الأيام المقبلة؟
- كل الاحتمالات مفتوحة. ومع ذلك نحن منفتحون على الجهود المصرية الكبيرة التي قامت بها طيلة الأسابيع الماضية، لكن إسرائيل تحاول إفشال كل المساعي الرامية لوقف إطلاق النار.