ترمب: كل الخيارات قائمة بشأن الأزمة في فنزويلا

قال إنه يدرس انضمام البرازيل لعضوية حلف شمال الأطلسي

ترمب وبولسونارو يتبادلان قمصان فرق كرة القدم في بلديهما في البيت الأبيض أمس (إ.ب.أ)
ترمب وبولسونارو يتبادلان قمصان فرق كرة القدم في بلديهما في البيت الأبيض أمس (إ.ب.أ)
TT

ترمب: كل الخيارات قائمة بشأن الأزمة في فنزويلا

ترمب وبولسونارو يتبادلان قمصان فرق كرة القدم في بلديهما في البيت الأبيض أمس (إ.ب.أ)
ترمب وبولسونارو يتبادلان قمصان فرق كرة القدم في بلديهما في البيت الأبيض أمس (إ.ب.أ)

جدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب قوله إن «كل الخيارات» تبقى قائمة لدفع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إلى التخلي عن السلطة. وقال ترمب لدى استقباله نظيره البرازيلي جاير بولسونارو في البيت الأبيض أمس، إن «كل الخيارات تبقى على الطاولة»، مضيفاً: «ما يحدث في فنزويلا معيب»، في إشارة إلى «الديون والدمار والجوع».
وجاء ذلك، فيما شدد الرئيسان اللذان ينددان باستمرار بمخاطر الاشتراكية بكل أشكالها، الضغوط على مادورو الذي يطالبان برحيله منذ أن اعترفا بمعارضه خوان غوايدو رئيساً انتقالياً.
وقد أثنى بولسونارو على «شقيقه» زعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو، لدى استقباله في برازيليا في نهاية فبراير (شباط)، ووصفه برمز «للأمل».
وتأتي هذه التصريحات فيما قال ممثل غوايدو في واشنطن إنه تولى السيطرة على ثلاثة مواقع دبلوماسية فنزويلية في الولايات المتحدة. ودخل كارلوس فيكيو، المعيّن من غوايدو الذي نصب نفسه رئيسا بالوكالة، مبنيين عسكريين فنزويليين في واشنطن، فيما تولى المستشار غوستافو ماكانو القنصلية في نيويورك. وقال فيكيو: «نحن نقوم باستعادة وحماية أصول الشعب الفنزويلي، لوقف النظام الغاصب من مواصلة سرقتها وتدميرها كما فعل في السنوات العشرين الأخيرة». وندد وزير الخارجية خورخي اريازا الموالي للرئيس نيكولاس مادورو «بالاحتلال القسري وغير الشرعي». ووصفت الحكومة الفنزويلية في بيان على «تويتر» تلك الخطوة «بالانتهاك الخطير جداً للالتزامات الدولية للحكومة الأميركية»، وهددت باتخاذ خطوات مماثلة في فنزويلا. وقال فيكيو إنه في الأيام القادمة ستقوم بعثته بحيازة السفارة الفنزويلية رغم أن حساباتها مجمدة.
وعودة إلى العلاقات الأميركية - البرازيلية، قال ترمب إنه يدرس بجدية انضمام البرازيل إلى حلف شمال الأطلسي. وقال للصحافيين أثناء جلوسه بجانب بولسونارو: «سننظر في الأمر بقوة، سواء كانت عضوية حلف شمال الأطلسي أو أي شيء يتعلق بالحلف»، كما نقلت وكالة «رويترز». وأضاف ترمب أنه يدعم جهود البرازيل في الانضمام إلى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، التي تضم الاقتصادات المتقدمة في العالم. وفي عام 2017، تقدّمت البرازيل وهي ثامن أكبر اقتصاد في العالم للحصول على عضوية هذه المنظمة التي تضم نحو 36 عضواً، بينهم دول من أميركا اللاتينية هي المكسيك وتشيلي وكولومبيا.
إلى ذلك، أعلن الرئيس الأميركي أن العلاقات بين البلدين «لم تكن يوما» أفضل مما هي عليه اليوم، وقال إن «البرازيل والولايات المتحدة لم تكونا يوما أقرب» إلى بعضهما البعض مما هما عليه اليوم. من جهته، قال بولسونارو: «لدينا الكثير من القيم المشتركة، وأنا معجب بالرئيس ترمب». وتبادل الرجلان قمصان فرق كرة القدم في بلديهما. وقال ترمب: «ما زلت أتذكر بيليه».
وطالما جاهر بولسونارو بإعجابه بترمب، وقد انتخب بعد حملة ركزها على نبذ أسلوب «مراعاة اللياقة». ولا تقتصر القواسم المشتركة بين رجل الأعمال السابق والمظلي السابق على إقبالهما على استخدام التغريدات وأسلوب غير مألوف، بل إن مواقفهما متشابهة في الكثير من المواضيع، أبرزها الهجرة وقضايا المناخ.
وحرص بولسونارو الذي يعرف بألقاب كثيرة أبرزها «ترمب البرازيل»، على إبراز أوجه الشبه بينه وبين ترمب خلال حملته الانتخابية، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. ومنذ وصوله إلى السلطة في الأول من يناير (كانون الثاني)، تعمّد إظهار تأييده للولايات المتحدة مخالفاً بذلك الخط الدبلوماسي التقليدي لبلاده التي كانت تجهد للبقاء على مسافة متساوية من القوى الكبرى.
وفي مقابلة أجرتها معه شبكة «فوكس نيوز» الإخبارية الأميركية، بُثّت مساء الاثنين، نوّه بولسونارو بمشروع الرئيس الأميركي بناء جدار حدودي مع المكسيك؛ ومن دون تقديم أي دليل اعتبر أن ما يحصل في فرنسا مثال مضاد لذلك، قائلا إن «الحدود مفتوحة أمام اللاجئين من دون أي تدقيق».
وقال الرئيس البرازيلي إن «نوايا الغالبية العظمى لطالبي الهجرة ليست سليمة»، مضيفا أنهم «لا يتمنّون الخير للأميركيين».
وعشية اللقاء، زار بولسونارو وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، في بادرة لافتة لرئيس دولة أجنبية. وتتخذ هذه الزيارة لمقر «سي آي إيه» بضاحية واشنطن بعدا خاصا بعد الخلاف بين البلدين إثر فضيحة التنصت الأميركي.
وفي نهاية 2013، ألغت الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف زيارة دولة إلى واشنطن بعدما كشفت الصحافة عن قيام وكالة الأمن القومي الأميركية بالتنصت على اتصالاتها الخاصة. لكن مواقف الضابط السابق في الجيش البرازيلي خلال حملة الانتخابات لقيت أصداء إيجابية جداً في البيت الأبيض.
وقال مسؤول أميركي، طلب عدم كشف اسمه، في معرض كلامه عن الزيارة، إن بولسونارو «حطم كل المحظورات التاريخية»، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف: «اختار اعتماد موقف مؤيد للولايات المتحدة بعيداً عن أي تعقيد، وخاض الحملة معلناً أنه يريد أن يكون أفضل صديق للولايات المتحدة، ويريد علاقة وثيقة مع الرئيس ترمب».


مقالات ذات صلة

المسيرات المجهولة بسماء أميركا تظهر ثغرات في أمنها الجوي

الولايات المتحدة​ أجسام طائرة تظهر في سماء نيوجيرسي (أ.ب)

المسيرات المجهولة بسماء أميركا تظهر ثغرات في أمنها الجوي

قال مستشار الأمن القومي في الإدارة الأميركية المنتخبة بقيادة دونالد ترمب إن رصد طائرات مسيرة في ولاية نيوجيرسي سلط الضوء على ثغرات في أمن المجال الجوي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)

نتنياهو: إسرائيل ليس لديها مصلحة بالدخول في صراع مع سوريا

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، إنه تحدث مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، بشأن التطورات في سوريا وأحدث مساعي إطلاق سراح الرهائن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية دونالد ترمب يلتقي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض في مارس 2019 (رويترز)

تقرير: نتنياهو وترمب يبحثان الوضع في سوريا و«حرب غزة» واتفاق الرهائن

بحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الليلة الماضية، الوضع في سوريا، و«حرب غزة»، واتفاق الرهائن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (إ.ب.أ)

«إيه بي سي نيوز» تدفع 15 مليون دولار لمكتبة ترمب الرئاسية لتسوية دعوى تشهير

وافقت شبكة «إيه بي سي نيوز» على دفع 15 مليون دولار لصالح مكتبة دونالد ترمب الرئاسية، لتسوية دعوى قضائية تتعلق بتصريح غير دقيق من المذيع جورج ستيفانوبولوس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ صورة من فيديو متداول تظهر مسيرات في سماء نيو جيرسي (أ.ب)

لغز المسيّرات الغامضة في سماء أميركا مستمر... وترمب يدعو إلى إسقاطها

لا تزال مُسيّرات مجهولة تظهر في السماء فوق شمال شرقي الولايات المتحدة في نهاية هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.