عقاقير علاج التهاب المفاصل قد تداوي الكآبة

قال علماء في جامعة كمبردج البريطانية أن عقاقير مضادة للالتهاب يمكن أن تكون مفيدة في علاج الأشخاص المصابين بالكآبة. وأضافوا أن تحليلات لبيانات حول جينات 370 ألفا من سكان بريطانيا توحي بإمكانات علاج هذه الحالة التي يعاني منها عادة المصابون بأمراض القلب، وبالأمراض الناجمة عن الالتهابات.
وتفترض أبحاث فريق علمي يقوده الدكتور غلام خندقار الباحث في الجامعة، أن بروتينات الدم التي ترتبط بحدوث الالتهابات تكون على الأكثر المسؤولة عن حدوث الكآبة. وقال خندقار إن بحثه يقدم «تفسيرا جديدا لحدوث هذا المرض العقلي والنفسي».
ورغم أن العلماء ربطوا ولعدة عقود من السنين، بين حالات أمراض القلب وبين حدوث الكآبة فإنهم لم يعثروا حتى الآن على صلة بيولوجية بينها.
وتفترض الدراسة المنشورة في مجلة «موليوكولار سايكرتي» (طب الأمراض العقلية الجزيئي) أن الالتهابات - التي تحدث عند ظهور ردود فعل من قبل الجسم ضد العناصر البيئية الضارة أو القلق أو العدوى - هي الرابط الأساسي في حدوث الكآبة.
ويدرس الباحث خندقار تأثير عقار «توسيليزوماب» المضاد للالتهاب المستخدم في علاج التهاب المفاصل الوموتويدي، على تحسين المزاج وقدرات الإدراك لدى المثابين بالكآبة.
وإذا ما نجحت تجارب الفريق العلمي فإن نتائجها ستغير وسائل علاج الكآبة، إذ إن غالبية عقاقير علاجها تؤثر على طريقة عمل الدماغ وكيفية استخدامه للناقل الكيميائي «سيروتونين».
كما يفسر البحث الجديدة بعض التساؤلات مثل: لماذا تحسن التمرينات الرياضية التي تقلل من حدة الالتهابات أعراض الكآبة؟ كما أنها تفترض أيضا أن تجنب تناول السكر والدهون والامتناع عن التدخين - التي تزيد كلها من الالتهابات - تعزز الصحة العقلية والنفسية.
وكان الباحثون قد دققوا ابتداء، في العلاقة بين التاريخ العائلي للإصابات بأمراض الشرايين التاجية للأفراد وبين إصابتهم بالكآبة، ووجدوا أن الأشخاص الذين قالوا إن واحدا من الوالدين توفي بمرض في القلب، كانوا معرضين بنسبة 20 في المائة أكثر للإصابة بالكآبة، ثم دققوا بعد ذلك في مجموعة من الجينات التي يعرف عنها دورها في زيادة خطر حدوث أمراض القلب، لكنهم لم يجدوا أي علاقة قوية بينها وبين الكآبة.
ثم ولاحقا دقق العلماء في 15 من المؤشرات البيولوجية وهي «إعلام خطر» ترتبط بأخطار أمراض الشرايين والتاجية. وتفترض التحليلات أن الدهون الثلاثية إضافة إلى اثنين من البروتينات المرتبطة بالالتهابات وهما «آي إل 6» و«سي آر بي» - تؤدي على الأكثر للإصابة بالكآبة. ويتولد البروتينان نتيجة لوجود محفزات ضارة مثل التوتر والعدوى والتدخين.
ونقلت صحيفة «التايمز» البريطانية عن الدكتور خندقار: «من المحتمل أن أمراض القلب والكآبة تتشارك بآلية بيولوجية تضم رابطا أساسيا يربطهما تقود إلى ظهور نوعين من الحالات المرضية في عضوين مختلفين من أعضاء الجسم... القلب والأوعية الدموية، والدماغ». وأضاف أن «دراستنا تفترض أن الالتهابات ربما تجسد هذا الرابط المشترك لهاتين الحالتين».