«سيدة الظلمة وظلّها» للعراقية سعاد الجزائري

«سيدة الظلمة وظلّها» للعراقية سعاد الجزائري
TT

«سيدة الظلمة وظلّها» للعراقية سعاد الجزائري

«سيدة الظلمة وظلّها» للعراقية سعاد الجزائري

للكاتبة والإعلامية العراقية سعاد الجزائري، صدرت مجموعة قصصية بعنوان «سيدة الظلمة وظلّها» عن مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون، ضمت 21 قصة قصيرة في 158 صفحة من القطع المتوسط. يقول محمد الغثوان في تقديمه للمجموعة: «القاصة سعاد الجزائري تستمد إبداعها، وتبوح بطاقتها عبر خوالج نفسية عميقة وصراع أفكار متشابكة؛ فهي تكتب عن عالمها الداخلي النفسي الفكري الشعوري لتلامس ذهن المتلقي عبر وصفها الدقيق، وقلة شخصياتها، وشبه انعدام الحوار، بقالب أشبه بالمونولوجي، وهذا ما يميز طرحها النفسي والصراع الذي تعانيه بسبب الواقع المعيش؛ لأنها تعيش حالة اغتراب إرادية».
من أجواء قصة «سيدة الظلمة وظلها» التي وسمت المجموعة باسمها:
«خلف زجاج هذه النافذة المتربة، التي لم يعد زجاجها شفافاً، توجد زاوية تقابل النافذة، في ركن الزاوية كرسي هزاز، كان يتأرجح في السابق، لكنه توقف عندما ضاع الزمن بين ذرات الأتربة التي تكدست منذ سنوات وسنوات، ولم تعد ذراتها ناعمة الملمس، بل تكلست وتحولت تدريجياً بفعل الرطوبة والعفن إلى مادة صلبة كالحجر.
في هذه الزاوية المعتمة بترابها وغبرتها، وعلى الكرسي الذي توقف اهتزازه، بعدما صار يصدر صفيراً متحشرجاً، ثم متكسراً ليصبح متقطعا وانتهى بتوقفه عن الحركة تماماً. شكله يبدو ككرسي هزاز، لكنه ثابت كأنه تمثال صب من حجر صلد...
على هذا الكرسي، يجلس كائن، كان بشرياً في يوم ما، يعلوه شعر أجرد أو الحقيقة، لا لون له، يحيط وجهاً فقد ملامحه، والعيون لا تدور في محجريها، وكأن الاتجاهات تلاشت فيها، أعلى أسفل، يمين يسار، تتجه النظرات إلى الأمام فقط، عبر الزجاج الذي لا يمرر كل الألوان إلا اللون المغبر أو اللا لون...
يغطي هذا الكائن خِرق لا تعرف بدايتها من نهايتها... قطع قماش، كأنها ملابس، نامت بكسل على جسد لا يتحرك إلا نادراً، وعند الضرورات، تعيش كائنات صغيرة بين ثنايا هذه الخرق... وتصالحت مع الجسد الساكن. فلم يزعجا بعضهما وعاشا معاً».


مقالات ذات صلة

انطلاق «معرض جدة للكتاب» بمشاركة 1000 دار نشر

يوميات الشرق «معرض جدة للكتاب 2024» يستقبل زواره حتى 21 ديسمبر الجاري (هيئة الأدب)

انطلاق «معرض جدة للكتاب» بمشاركة 1000 دار نشر

انطلقت، الخميس، فعاليات «معرض جدة للكتاب 2024»، الذي يستمر حتى 21 ديسمبر الجاري في مركز «سوبر دوم» بمشاركة نحو 1000 دار نشر ووكالة محلية وعالمية من 22 دولة.

«الشرق الأوسط» (جدة)
كتب الفنان المصري الراحل محمود ياسين (فيسبوك)

«حياتي كما عشتها»... محمود ياسين يروي ذكرياته مع الأدباء

في كتاب «حياتي كما عشتها» الصادر عن دار «بيت الحكمة» بالقاهرة، يروي الفنان المصري محمود ياسين قبل رحيله طرفاً من مذكراته وتجربته في الفن والحياة

رشا أحمد (القاهرة)
كتب «عورة في الجوار»... رواية  جديدة لأمير تاجّ السِّر

«عورة في الجوار»... رواية جديدة لأمير تاجّ السِّر

بالرغم من أن الرواية الجديدة للكاتب السوداني أمير تاج السر تحمل على غلافها صورة «كلب» أنيق، فإنه لا شيء في عالم الرواية عن الكلب أو عن الحيوانات عموماً.

«الشرق الأوسط» (الدمام)
كتب «البؤس الأنثوي» بوصفه صورة من «غبار التاريخ»

«البؤس الأنثوي» بوصفه صورة من «غبار التاريخ»

في كتابه الأحدث «البؤس الأنثوي... دور الجنس في الهيمنة على المرأة»، يشير الباحث فالح مهدي إلى أن بغيته الأساسية في مباحث الكتاب لم تكن الدفاع المباشر عن المرأة

محمد خضير سلطان
خاص الكاتب الغزي محمود عساف الذي اضطر إلى بيع مكتبته لأحد الأفران (حسابه على «فيسبوك»)

خاص غزة تحرق الكتب للخبز والدفء

يعاني سكان قطاع غزة، خصوصاً في شماله، من انعدام تام لغاز الطهي، الذي يُسمح لكميات محدودة منه فقط بدخول مناطق جنوب القطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)

الشاعر السوري أدونيس يدعو إلى «تغيير المجتمع» وعدم الاكتفاء بتغيير النظام

أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
TT

الشاعر السوري أدونيس يدعو إلى «تغيير المجتمع» وعدم الاكتفاء بتغيير النظام

أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)

دعا الشاعر السوري أدونيس من منفاه في فرنسا الأربعاء إلى "تغيير المجتمع" في بلده وعدم الاكتفاء بتغيير النظام السياسي فيه بعد سقوط الرئيس بشار الأسد.

وقال أدونيس (94 عاما) خلال مؤتمر صحافي في باريس قبيل تسلّمه جائزة أدبية "أودّ أولا أن أبدي تحفّظات: لقد غادرتُ سوريا منذ العام 1956. لذلك أنا لا أعرف سوريا إذا ما تحدّثنا بعمق". وأضاف "لقد كنت ضدّ، كنت دوما ضدّ هذا النظام" الذي سقط فجر الأحد عندما دخلت الفصائل المسلّحة المعارضة إلى دمشق بعد فرار الأسد إلى موسكو وانتهاء سنوات حكمه التي استمرت 24 عاما تخلّلتها منذ 2011 حرب أهلية طاحنة.

لكنّ أدونيس الذي يقيم قرب باريس تساءل خلال المؤتمر الصحافي عن حقيقة التغيير الذي سيحدث في سوريا الآن. وقال "أولئك الذين حلّوا محلّه (الأسد)، ماذا سيفعلون؟ المسألة ليست تغيير النظام، بل تغيير المجتمع". وأوضح أنّ التغيير المطلوب هو "تحرير المرأة. تأسيس المجتمع على الحقوق والحريات، وعلى الانفتاح، وعلى الاستقلال الداخلي".

واعتبر أدونيس أنّ "العرب - ليس العرب فحسب، لكنّني هنا أتحدّث عن العرب - لا يغيّرون المجتمع. إنّهم يغيّرون النظام والسلطة. إذا لم نغيّر المجتمع، فلن نحقّق شيئا. استبدال نظام بآخر هو مجرد أمر سطحي". وأدلى الشاعر السوري بتصريحه هذا على هامش تسلّمه جائزة عن مجمل أعماله المكتوبة باللغتين العربية والفرنسية.

ونال أدونيس جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس وتحمل اسم شاعر كتب باللغتين الكتالونية والإسبانية.