بوتفليقة وافق على تسليم السلطة إلى رئيس منتخب «في ظل دستور جديد»

موسكو ترفض أي تدخّل خارجي في الشؤون الجزائرية

من احتجاجات اليوم في العاصمة الجزائرية (أ. ف. ب)
من احتجاجات اليوم في العاصمة الجزائرية (أ. ف. ب)
TT

بوتفليقة وافق على تسليم السلطة إلى رئيس منتخب «في ظل دستور جديد»

من احتجاجات اليوم في العاصمة الجزائرية (أ. ف. ب)
من احتجاجات اليوم في العاصمة الجزائرية (أ. ف. ب)

أكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة من موسكو اليوم (الثلاثاء) أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وافق على تسليم السلطة إلى رئيس منتخب وأنه سيكون مسموحا للمعارضة بالمشاركة في الحكومة التي تشرف على الانتخابات.
وقال لعمامرة في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن الحكومة الجزائرية استجابت للمطالب المشروعة للشعب الجزائري. وأضاف أن "الانتخابات الرئاسية المقبلة ستُجرى في ظل دستور جديد ولجنة انتخابية مستقلة، للمرة الأولى في تاريخ الجزائر"، آملاً في أن "يكون الاتحاد الروسي أول شريك يتفهّم طبيعة الوضع في الجزائر".
من جهته، قال لافروف إن موسكو تدعم مبادرة الحكومة الجزائرية لإجراء محادثات مع المعارضة بعد أسابيع من الاحتجاجات التي ترى فيها روسيا "محاولة لزعزعة استقرار البلاد". وشدد على رفض موسكو القاطع لأي تدخّل خارجي في الشؤون الجزائرية.
في غضون ذلك، تظاهر اليوم آلاف الطلاب الجزائريين في وسط العاصمة، للمطالبة مجدداً برحيل بوتفليقة الذي كرر مساء أمس (الإثنين) أنه سيبقى في السلطة.
ويشارك في احتجاجات اليوم التي تتزامن مع ذكرى انتهاء حرب التحرير الجزائرية، موظفو القطاع الطبي، وأساتذة جامعات. وكتب على لافتة رفعها المتظاهرون: "19 مارس (آذار) 1962: نهاية حرب الجزائر، 19 مارس 2019: بداية تغيير النظام".
وفي أول رسالة مباشرة إلى الجيش من قادة أفرزتهم الاحتجاجات، قالت التنسيقية الوطنية من أجل التغيير إنه يتعين على الجيش "ضمان مهماته الدستورية دون التدخل في خيارات الشعب".
وكان بوتفليقة قد تنازل في 11 مارس عن الترشح لولاية رئاسية خامسة في ظل احتجاجات غير مسبوقة يواجهها حكمه المستمر منذ 20 عاما. غير انه مدد الأسبوع الماضي الولاية الحالية الى اجل غير مسمى عبر تأجيل الانتخابات الرئاسية التي كانت مرتقبة في 18 أبريل (نيسان) إلى ما بعد انعقاد مؤتمر وطني هدفه وضع دستور جديد.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.