المشري يدعو روسيا لتطبيق قرارات حظر التسليح في ليبيا

قوات السراج تتأهب في سرت... وهجوم مسلح في الجنوب

TT

المشري يدعو روسيا لتطبيق قرارات حظر التسليح في ليبيا

جددت روسيا، أمس، استبعادها للحل العسكري في ليبيا، بينما دعا خالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة، موسكو، ضمنياً، إلى فرض حظر على تسليح قوات الجيش الوطني الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر. ونقل المشري الذي يزور العاصمة الروسية موسكو حالياً، عن نائب وزير الخارجية والمبعوث الشخصي للرئيس الروسي لشمال أفريقيا ميخائيل بوغدانوف، الذي التقاه، أمس، تأكيده على التزام بلاده بقرارات مجلس الأمن ودعمها لخطة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وأنها لا تدعم طرفاً دون الآخر في البلاد. كما أكد المسؤول الروسي، بحسب بيان وزعه مكتب المشري، أن روسيا ترى أنه «لا مجال لحل عسكري في ليبيا، وأن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار».
بدوره، قال المشري إنه أكد خلال الاجتماع على «ضرورة إنهاء التعامل مع المؤسسات الموازية في البلاد»، مشيراً إلى «الضرر البالغ الذي تسببت به عملية طباعة العملة الليبية في روسيا على الاقتصاد الليبي». وشدد المشري على «أهمية تطبيق قرارات مجلس الأمن المتعلقة بحظر توريد السلاح» في إشارة ضمنية إلى حثه روسيا على عدم تسليح قوات الجيش الوطني الذي يقوده المشير حفتر. وكان المشري، بدأ أول من أمس زيارة رسمية إلى موسكو تستغرق عدة أيام، لعقد مباحثات مع المسؤولين الروس حول العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل حل الأزمة السياسية الراهنة في ليبيا.
وفى مدينة سرت الساحلية، واصلت القوات الموالية لفائز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية، تأكيد تأهبها عسكرياً للتصدي لأي هجوم محتمل من قوات حفتر. وقال محمد الغصري، الناطق باسم قوات البنيان المرصوص، إن المدينة تشهد حالة جيدة من الأمن بفضل قوة حماية سرت، لافتاً إلى أن «إعلان حالة النفير تستهدف التحسب لأي تحركات قد تقوم بها قوات معادية». وعدّ في تصريحات تلفزيونية، أمس، أنه «لا توجد أي مبررات منطقية لاقتراب قوات من المنطقة الشرقية نحو المدينة التي استبعد حدوث أي احتكاكات عسكرية فيها».
بدوره، أكد رمضان زرموح، رئيس لجنة التواصل والترتيبات الأمنية، أن قواته معنية بالتعامل مع أي تحرك قد يهدد مدينة سرت.
في المقابل، شن مسلحون يستقلون عشر سيارات هجوماً على منطقة غدوة في الجنوب الليبي، وداهموا منازل لسكان محليين قبل أن يخطفوا ثلاثة منهم ويلوذوا بالفرار. وقالت مصادر محلية إن «المهاجمين يعتقد أنهم من تنظيم (داعش)»، فيما قالت مصادر أخرى إن مجموعات مسلحة من المعارضة التشادية، تقف وراء هذا الهجوم، بالتنسيق مع الجماعات الإرهابية وعناصر «داعش» لصنع حالة من الفوضى في المنطقة.
وأفادت وسائل إعلام محلية بأن «الهجوم أسفر عن قتيل وجريح في حالة حرجة تم نقله إلى مركز سبها الطبي»، ونقلت عن شهود عيان أن المهاجمين «استهدفوا بعض مرافق المنطقة وترويع أهلها بعد».
ولم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عن هذا الهجوم المفاجئ، لكن العقيد ميلود الزوي المتحدث باسم القوات الخاصة التابعة للجيش الوطني قدم رواية مختلفة للحادث، حيث أعلن في بيان أن «مجموعة مسلحة يعتقد أنها تنتمي إلى الخوارج قامت فجر، أمس، بالدخول إلى منطقة غدوه وخطف ثلاثة مواطنين وجرح آخر وسرقة بعض المواد الغذائية من المحال التجارية».
إلى ذلك، أعلن اللواء ناجي المغربي رئيس حرس المنشآت النفطية، موافقة المشير حفتر على «استئناف الرحلات الجوية إلى عدد من الحقول النفطية».
وقال في رسالة وجهها أمس إلى مصطفى صنع الله رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، إن حفتر قد أعطى تعليماته بـ«استئناف الرحلات الجوية إلى حقول الشرارة والفيل والوفاء والحمادة، إضافة إلى ميناء السدرة النفطي».
وكان حفتر الذي تخوض قواته منذ منتصف شهر يناير (كانون الثاني) الماضي عملية عسكرية موسعة لتحرير جنوب البلاد، أعلن فرض حظر على حركة الطائرات هناك من دون الحصول على تصريح.
في غضون ذلك، اجتمع فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني، أمس، في العاصمة طرابلس مع محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير.
وقال مكتب السراج في بيان له إن «الاجتماع تناول مشروع الترتيبات المالية اللازمة للسنة المالية الحالية والملاحظات التي أثيرت حوله خلال الاجتماع الأخير لمجلس وزراء الحكومة الوفاق الوطني».
من جهة أخرى، نفت إدارة تقنية المعلومات بشركة «بريد ليبيا»، أمس، ما أشيع عن «وقوع هجوم مسلح على مقرها بالعاصمة طرابلس».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.