توصية من «النواب} الأردني بطرد سفير إسرائيل بسبب الأقصى

TT

توصية من «النواب} الأردني بطرد سفير إسرائيل بسبب الأقصى

أوصى مجلس النواب الأردني، أمس (الاثنين)، في ختام جلسة صاخبة خُصصت لمناقشة «الاعتداءات الإسرائيلية» في المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة، الحكومة الأردنية، بطرد السفير الإسرائيلي من عمان وسحب السفير الأردني من تل أبيب. وقالت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية، إن «مجلس النواب أوصى (في ختام جلسته)، الحكومة بسحب السفير الأردني من إسرائيل وطرد السفير الإسرائيلي من عمان واتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على المقدسات في مدينة القدس المحتلة». ودعا النواب خلال الجلسة التي ترأسها رئيس المجلس عاطف الطراونة، وحضرها رئيس الوزراء عمر الرزاز، وشهدت مشاجرة ومشادات كلامية، الحكومة إلى مخاطبة مجلس الأمن الدولي «لوقف الانتهاكات الإسرائيلية وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني».
وطالب النواب الحكومةَ بإعلان تفاصيل ما تسمى «صفقة القرن» وإعلام المجلس بذلك، والإجراءات المتخذة حيالها، في إشارة إلى خطّة سلام وعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بالكشف عنها لحل النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي.
وأشار الطراونة إلى أن «اتفاقية وادي عربة منظورة حالياً أمام اللجنة القانونية النيابية». ولا تلقى معاهدة السلام التي وُقِّعت عام 1994 بين الأردن وإسرائيل قبولاً لدى سكان الأردن الذين يشكل ذوو الأصول الفلسطينية نحو نصفهم. وأشار الطراونة إلى أن «لجنة الطاقة ستنظر قريباً في موضوع (اتفاقية الغاز) مع إسرائيل لاتخاذ القرار المناسب بشأنها».
وفي سبتمبر (أيلول) 2016، تم توقيع اتفاق قيمته 10 مليارات دولار لتصدير الغاز إلى الأردن من حقل «ليفياثان» مقابل سواحل إسرائيل. ويرفض معارضو الاتفاق أي تعاون بين الأردن وإسرائيل التي يعدونها عدواً، لكن الأردن الذي يفتقر إلى الموارد الطبيعية ليس لديه الكثير من البدائل لمعالجة نقص موارد الطاقة. وقال الطراونة إن «القضية الفلسطينية هي قضية وطنية أردنية شاء مَن شاء وأبى مَن أبى، ومَن يرى أنه بعيد عنا فعليه أن يغادر الجلسة».
وقال وزير الخارجية أيمن الصفدي، إن «القدس فوق السيادة وفوق الخلافات، ولا تهاوُن أو قبولاً لأي فعل يحاول المساس بالوضع التاريخي والقانوني القائم». من جهته، قال وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية عبد الناصر أبو البصل، إن «المسجد الأقصى حق مقدس للمسلمين وغير قابل للتقسيم المكاني والزماني».
ويقع المسجد الأقصى في البلدة القديمة بالقدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل عام 1967 والتي كانت تخضع، كسائر مدن الضفة الغربية، للسيادة الأردنية قبل احتلالها. وتعترف إسرائيل التي وقّعت معاهدة سلام مع الأردن في 1994، بإشراف المملكة الأردنية على المقدسات الإسلامية في المدينة التي هي في صلب النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. وتَعتبر إسرائيل القدس بكاملها، بما في ذلك الجزء الشرقي منها، عاصمتها «الموحدة والأبدية»، في حين يريد الفلسطينيون جعل القدس الشرقية عاصمة الدولة التي يطمحون لإقامتها.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.