السلطة والأردن يرفضان قرار إسرائيل إغلاق {باب الرحمة}

أكدا أن لا اختصاص قضائياً إسرائيلياً على المسجد... وإنما للأوقاف

مصلون فلسطينيون يعبرون من باب الرحمة في محيط مسجد الأقصى بداية الشهر الحالي (أ.ف.ب)
مصلون فلسطينيون يعبرون من باب الرحمة في محيط مسجد الأقصى بداية الشهر الحالي (أ.ف.ب)
TT

السلطة والأردن يرفضان قرار إسرائيل إغلاق {باب الرحمة}

مصلون فلسطينيون يعبرون من باب الرحمة في محيط مسجد الأقصى بداية الشهر الحالي (أ.ف.ب)
مصلون فلسطينيون يعبرون من باب الرحمة في محيط مسجد الأقصى بداية الشهر الحالي (أ.ف.ب)

رفض كل من السلطة الفلسطينية والأردن قرار محكمة إسرائيلية بإغلاق باب الرحمة في المسجد الأقصى، وقالا إن المسجد لا يخضع لاختصاص المحاكم الإسرائيلية. وأدانت السلطة القرار القاضي بتمديد إغلاق باب الرحمة ومحيطه في المسجد الأقصى، وطلبت المحكمة من الأوقاف الإسلامية (الرد على القرار خلال 60 يوماً). وقالت الخارجية الفلسطينية، إن «قرار المحكمة محاولة احتلالية مكشوفة ومفضوحة لوضع مستقبل السيادة على المسجد الأقصى ومحيطه على طاولة محاكم الاحتلال وأذرعه المختلفة، وإمعاناً في محاولات الاحتلال الهادفة إلى تكريس السيطرة الإسرائيلية ليس فقط على باب الرحمة وإنما على كامل المسجد الأقصى وباحاته».
وحذرت السلطة من المخاطر التي تعترض الأقصى، بما في ذلك تدابير إسرائيلية لتقسيمه مكانيا وزمانيا، كما حذرت من الأبعاد الخطيرة لارتفاع ضجيج الدعوات العلنية التي تطلقها ما تُسمى بـ(منظمات المعبد)، لهدم المسجد الأقصى وإقامة (الهيكل) المزعوم مكانه. وأكدت الخارجية من جديد «رفضها المطلق لتدخلات الاحتلال وأذرعه المختلفة في شؤون المسجد الأقصى والأوقاف الإسلامية».
من جهتها، رفضت وزارة الخارجية الأردنية، القرار الإسرائيلي وأعلنت رفض الأردن وإدانتها لقرار المحكمة بإغلاق مبنى باب الرحمة في المسجد الأقصى المبارك. وأكدت الوزارة في بيان أن «القدس الشرقية بما فيها المسجد الأقصى المبارك، الحرم القدسي الشريف هي ضمن الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وفقا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، ولا تخضع للاختصاص القضائي الإسرائيلي». وشددت على أن مبنى باب الرحمة «يعتبر جزءا أصيلا من المسجد الأقصى المبارك بمساحته البالغة 144 دونما، وأن إدارة أوقاف القدس هي السلطة صاحبة الاختصاص الحصري في إدارة جميع شؤون المسجد الأقصى وفقا للقانون الدولي».
وكانت محكمة إسرائيلية، وافقت على طلب النيابة الإسرائيلية إغلاق مسجد باب الرحمة بصورة مؤقتة على أن تمهل هيئة الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس مدة 60 يوما، لتقديم موقفها حيال وضع المسجد قبل البت القضائي فيه. ومنحت المحكمة من قبل ذلك مفاوضات إسرائيلية أردنية، وقتا، لكن جاء القرار الجديد فيما يبدو بعدما أن فتح مصلون المسجد يوم الجمعة ورفعوا أعلاما فلسطينية فوقه، في تحد جديد لإسرائيل.
وفتح مصلون باب الرحمة بالقوة قبل 3 أسابيع بعد 16 عاما على إغلاقه، ما سبب أزمة بين إسرائيل والأردن. وتسعى إسرائيل لإغلاق المصلى بالقوة لكن الفلسطينيين والأردنيين يرفضون ذلك. وطلبت إسرائيل من الأردن إغلاق باب الرحمة لكن الأردن اقترح البدء بترميم المكان ثم إغلاقه مؤقتا. وقال عضو هيئة الأوقاف الإسلامية في القدس، حاتم عبد القادر إن «هيئة الأوقاف لا تعترف بقرار المحكمة الإسرائيلية وإنها ليست صاحبة ولاية على المسجد الأقصى بجميع مكوناته». وأضاف أن «أهل القدس وفلسطين قادرون على حماية مقدساتهم».
إلى ذلك، أدانت الرئاسة الفلسطينية، قرار المحكمة الإسرائيلية المتعلق بباب الرحمة في المسجد الأقصى المبارك، واعتبرته استمرارا لسياسة التصعيد ضد مدينة القدس ومقدساتها. وقالت في بيان إن «القرار الإسرائيلي باطل وغير شرعي، وهو مخالف لكل قرارات الشرعية الدولية التي تنص على أن القدس الشرقية بما فيها المسجد الأقصى المبارك- الحرم القدسي الشريف، هي ضمن الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 ولا تخضع لسلطة القضاء الإسرائيلي».
وحملت الرئاسة، سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية كاملة عن تداعيات هذا القرار الإسرائيلي الخطير، وعن أي مساس بالوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك، الذي يعتبر مبنى باب الرحمة جزءاً أصيلاً منه.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.