«الكابينيت» يدرس خطة لاحتلال قطاع غزة في الحرب المقبلة

كشفت مصادر سياسية في تل أبيب، أن المجلس الوزاري المصغّر لشؤون الأمن والسياسة في الحكومة الإسرائيليّة (الكابينيت)، بحضور جميع قادة الأجهزة الأمنية، تباحث مؤخراً في خطّة لاحتلال قطاع غزة في أي حرب مقبلة.
ونقلت هذه المصادر عن «مسؤولين كبار في الجيش الإسرائيليّ»، أن الخطّة التي بلورها الكابينيت تتضمّن - بالإضافة إلى احتلال القطاع في حال نشوب حرب - إلحاق ضرر شديد بحركة «حماس»، وبقدرتها على التعافي من آثار الضربة، والاحتفاظ باحتلال القطاع إلى حين التوصّل إلى حلّ سياسي مستقرّ ومتوافق عليه.
وأكدت المصادر أن الكابينيت لم يختم البحث في الموضوع بعد؛ «لأن مسار المصادقة على الخطّة طويل، ويحتاج إلى سلسلة إجراءات تنظيمية». وأشارت إلى أن المسودة الأولى لهذه الخطة وُضعت في عهد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق غادي أيزنكوت، وعرضت لاحقاً على رئيس الأركان الحالي أفيف كوخافي.
وفي التفاصيل، ذكرت المصادر أن المرحلة الأولى من خطة احتلال قطاع غزة، تتضمن توجيه سلسلة ضربات موجعة وحاسمة، ينفّذها سلاح الجوّ الإسرائيلي والاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن العام (الشاباك) وقيادة المنطقة الجنوبيّة. وهي تأخذ بالاعتبار كون حركة «حماس» «جاهزة للمواجهة، فتطلق زخات من الصواريخ باتجاه المناطق السكنية المزدحمة في إسرائيل».
وأضافت أن «إطلاق صاروخين نحو تل أبيب، من الصعب التصديق بأنه كان بالخطأ ودون منطق سياسي عسكري، أضاء مصابيح حمراء في قيادة الأركان الإسرائيليّة حول الأخطار المقبلة. فقد أطلقوا صاروخين في آن واحد بهدف بلبلة منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية. وسقط الصاروخان في منطقة مفتوحة، لكونهما من طراز قديم وصنع محلي، فهما من طراز (فجر) الإيراني تم تزويد (حماس) بها قبل 10 سنوات، وتمت مساعدتها على صنع هذا الصاروخ في مشاغل حمساوية في غزة. والطراز الإيراني الأصلي هو غير دقيق، والطراز الغزاوي منه أقل دقة. ويبدو أنه انحرف عن مساره بفعل الرياح الشديدة. لذلك لم يلحق أضراراً. لكنه لو سقط في مكان مأهول لأوقع كارثة».
يذكر أن الإسرائيليين يخوضون نقاشات حادة فيما بينهم منذ إطلاق الصاروخين، مساء الخميس الماضي، باتجاه تل أبيب؛ خصوصاً بعد أن ذكرت الحكومة أنها ردت بقصف 100 هدف لـ«حماس»، وتبين أن الغارات لم تسفر عن أي إصابة في صفوفها. فاتهموا نتنياهو بالتضليل، وأنه في الواقع يدعم «حماس»؛ ليكرس الانقسام الفلسطيني. وخرج قادة المعارضة يهاجمون نتنياهو على «التهادن مع (حماس)»، و«مساعدتها، ليس فقط ضد السلطة الفلسطينية، بل أيضاً في خطتها، لحرف أنظار الجمهور عن المظاهرات الجماهيرية لأهل غزة، احتجاجاً على الغلاء وعلى فرض الضرائب، والتي تطالب بالعيش بكرامة».
وتساءل رئيس حزب الجنرالات: «ماذا سيفعل نتنياهو، إن قرّرت (حماس) المفاجأة، وتشغيل آلاف منصّات الإطلاق التي بنتها خلال العقد الأخير، بكبسة زرّ واحدة؟ وماذا ستفعل إذا قدمت (حماس) المفاجآت التي تحضّرها في البحر والجوّ واليابسة، مثل القوّة البحرية والطائرات المسيّرة، وقوات بإمكانها التسلل إلى البلدات الإسرائيليّة عبر الأنفاق، أو الاجتياح عبر الحدود القديمة؟».
وقد رد مسؤول في محيط نتنياهو بحدة على هذه الانتقادات، قائلاً: «غانتس وحليفاه الجنرال موشيه يعلون وجابي أشكنازي، كانوا يعارضون خطط نتنياهو للرد الحازم على (حماس). فكيف يسمحون لأنفسهم الآن، وهم يدخلون عالم السياسة، بالمزايدة عليه؟».