مرصد مصري: ارتباط مباشر بين «الإسلاموفوبيا» وتأييد «داعش»

درس تغريدات مستخدمين في 4 دول أوروبية

TT

مرصد مصري: ارتباط مباشر بين «الإسلاموفوبيا» وتأييد «داعش»

أكد مرصد «الإسلاموفوبيا» في مصر، وجود ارتباط مباشر بين جرائم «الإسلاموفوبيا» واليمين العنصري، وتنامي تأييد «داعش» الإرهابي، وأن ذلك ظهر من خلال بيانات مستخدمي «تويتر» من أتباع «تنظيم داعش» والمرتبطين به، عقب تحديد أماكن إقامتهم في «فرنسا، وبلجيكا، وألمانيا، وبريطانيا».
واستغل «داعش» الهجوم الإرهابي الأخير بنيوزيلندا، في التحريض على القتل والانضمام للتنظيم والهجرة إليه، عبر منصاته على مواقع التواصل الاجتماعي... وتم رصد الكثير من رسائل التحريض على العنف.
ونبه مرصد «الإسلاموفوبيا» التابع لدار الإفتاء المصرية في تقرير له أمس، إلى احتمال تطرف المقيمين في الأماكن التي صوتت لصالح ما يسمى «اليمين المتطرف» في الكثير من الانتخابات وممارستهم التطرف العنيف والإرهاب، أكبر منه لدى المقيمين في أماكن أقل عداء للإسلام والمسلمين، مشيراً إلى وجود علاقة طردية بين التغريدات المؤيدة لـ«داعش» والمناطق التي تشهد تأييداً انتخابياً لليمين المتطرف، مؤكداً أن «الإرهاب» و«الإسلاموفوبيا» وجهان لعملة واحدة، يغذي أحدهما الآخر.
في غضون ذلك، أكد مؤشر مصري «التراجع في العمليات الإرهابية خلال الأسبوع الثاني من مارس (آذار) الجاري، بواقع 16 عملية إرهابية، استهدفت 11 دولة، أوقعت 249 ما بين قتيل وجريح». وأوضح المؤشر أمس، أن تراجع عدد العمليات الإرهابية خلال الأسبوع، لا يعني تراجع خطورة الجماعات الإرهابية؛ بل شهد هذا الأسبوع عمليات إرهابية نوعية أكثر خطورة وأوقعت المزيد من الضحايا، حيث شهدت نيوزيلندا هجوماً إرهابياً نوعياً على المصلين بمسجدي كرايستتشيرش، أوقع 100 ضحية، كما شهدت أفغانستان هجوماً عنيفاً شنته حركة «طالبان» ضد قوات الأمن الأفغانية، وهو ما نتج عنه قتل 20 من عناصر الأمن وجرح 10 آخرين.
وأكد المؤشر وهو تابع لدار الإفتاء المصرية، أن مناطق الصراع ما زالت تمثل ساحة الإرهاب الأولى في العالم وهي ميدان العمليات الإرهابية ومناطق نفوذه وتمدده، وتأتي كل من أفغانستان وسوريا في المركز الأول، من حيث معاناتهما من حجم العمليات الإرهابية، حيث شهدت كل منهما 3 عمليات، فيما حل العراق ثانياً بواقع هجومين إرهابيين، لافتاً إلى أن ساحات الصراع في أفريقيا تعتبر ساحات الإرهاب البديلة في المستقبل القريب، وذلك في ظل تنامي الصراعات القبلية والانقسامات السياسية والنزاع على الموارد الطبيعية. ورصد مؤشر الإرهاب تنفيذ عمليات إرهابية في مساحات جغرافية متنوعة في أفريقيا بـ«الصومال، والنيجر، والكاميرون، وموزمبيق، ومالي، ونيجيريا»، حيث شهد كل منها عملية إرهابية واحدة نفذتها حركات إرهابية عابرة للحدود.
وحذر مؤشر الإفتاء من خطورة تنامي الإرهاب العابر للحدود، حيث تزايدت عدد الهجمات العابرة للحدود خاصة في أفريقيا ونيوزيلندا، داعياً المجتمع الدولي والإقليمي للتكاتف والتنسيق المشترك لحماية الحدود وتجفيف منابع تمويل تلك الجماعات.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.