1- ظلّي يحمل كتباً كثيرة...
إلى الصديق عبد الله السفر
في الشارع، في المقهى، وفي البيت، أرى ظلّي، يحمل كتباً كثيرة، أتحدّث إلى الآخرين وألحظه، يتصفّح بعضها، ويقرأ عناوين أخرى، يشفّ ويضيء أحياناً، وأحياناً يسودّ.
صوري التي يصادف أن يلتقطها آخرون، صرت أرى خلفياتها البيضاء، مرصّعة بالكتب، كثيرٌ منها قرأتها، وبعضها، أراه أول مرة.
أمس أخذت لنفسي «سِلفي»، لأتأكّد من الأمر...
رأيتني أحمل كتباً، ومحاطاً بكتب، وكان بعض ملامح وجهي، يختفي خلف أحدها الذي كنت أعضّ عليه مثل حَلَمَة.
2- يعومون معي
صدفة، تكتشف أن هناك أناساً تعرفهم ويعرفونك، لم يحدث أن التقيتهم، ولم يحدث أن دبّت أسماؤهم على لسانك، ولا تتذكّر أبداً أنكم استبقتم على هواء، هكذا صدفة تقول: هؤلاء رأيتُ ظلالهم تمشي إلى جانب كلماتي، سمعت أصواتهم الخافتة، هؤلاء هم الذين كانوا يعومون معي في تلك المياه، ويتخبّطون...
يمكثون في قاع اللغة، أطولَ مدّة ممكنة، دون نَفَس، عيونُهم مفتوحة على وحدتهم؛ ويبحثون مثلي.
3- السمكة الذهبية
أحاول أن أرفع الأحجار من قاع الكلمات، أن أزيل بجانب كفّي ما يسقط فيها من ظل التلفّت ومن رعشة تحطّ خفيفة على النبرة، أحاول أن أغطس يدي فجأة وعلى نحو سريع، أن ألتقط السمكة الذهبية التي نادراً ما تظهر هناك... السمكة لم أحظَ بها حتى الآن، رغم أني نصبتُ لها الترقّبَ ووضعتُ لها انتظاراً طويلاً وحيّاً، نصبتُ لها حتى الحلم.
4- تحية نبتَت في قلب صاحبها...
إلى عاشور الطويبي
هي تحية، قد تكون أصابع تهبّ إلى الجبين وتقف عليه، وقد تكون أنّة تفلت من بين الأصابع، وربما هي موارَبة عين، لتأمّل المسافة، وحساب الخطْوِ، وربما كانت وردة، جرعت كثيراً، من قلّة الحيلة، حتى احمرّت، وليس بعيداً أن تكون وقوعاً على أمّ الرأس في أغنية أو لوحة، أو سقوطاً ذريعاً في التذكر المفرط، لكنها ولا جدال، لكنها بلا تردّد؛ تحية؛ نبتَت في قلب صاحبها وشقّت راحته.
- كاتب سعودي