ريان غيغز: لم يفلح الأمر معي لكن سولسكاير يستحق أن يكون مدرباً دائماً ليونايتد

ريان غيغز أسطورة مانشستر يونايتد السابق، ومدرب منتخب ويلز الحالي، يرى أن كل الصخب الذي يحاط بالعاملين في كرة القدم لا يمنع من شعور كثيرين بالوحدة وهو منهم، لذا لا يخفي لجوؤه أحياناً لطبيب نفسي.
ويقول غيغز: «أعتقد أن كل مدرب يعاني من الشعور بالوحدة»، وذلك في إشارة إلى واحدة من المصاعب في وظيفته التي عادة لا يجري الحديث عنها. وقد استغرق الأمر من غيغز، الذي يتولى تدريب ويلز منذ يناير (كانون الثاني) 2018، تسع مباريات كي يعتاد على هذا الشعور بالوحدة والعزلة.
وقال: «أشعر أني محظوظ بشدة لوجود مثل هذا المنتخب الرائع من حولي. على امتداد الأسبوع أخوض اجتماعات مستمرة، وأعمل داخل أرض الملعب. ومع هذا، يخالجني الشعور بالوحدة في أقسى صوره خلال الساعة السابقة مباشرة لانطلاق المباراة، وذلك عندما يصطحب المدربون اللاعبين إلى أرض الملعب للإحماء. في هذه اللحظة، تجد نفسك وحيداً داخل غرفة تبديل الملابس، بعد أن تكون قد بذلت كل مجهود ممكن. في هذه الفترة، يسيطر عليك الشعور بالوحدة. ولا يعود أمامك شيء لفعله، وإنما تبقى بمفردك فحسب».
كانت المقابلة مع الجناح الأسطوري لفريق مانشستر يونايتد، داخل غرفة بأحد الفنادق تطل على نادي أولد ترافورد، الذي فاز غيغز معه بـ13 بطولة دوري وبطولتي دوري أبطال أوروبا، مع النادي الذي ظل مرتبطاً به طيلة 29 عاماً، منذ أن كان فتى صغيراً حتى تحول إلى أيقونة، وتولى مسؤولية القائم بأعمال مدرب الفريق خلال أربع مباريات عام 2014، بعد ذلك، أصبح غيغز مساعداً للهولندي لويس فان غال خلال موسمين، وأخيراً رحل عن مانشستر يونايتد في يوليو (تموز) 2016، وبعد ثمانية عشر شهراً، عانى خلالها من شعور أقسى بالوحدة أثناء بحثه عن عمل، جرى تعيين غيغز مدرباً لويلز.
وسرعان ما انتقل حديث المدرب البالغ 45 عاماً الذي لا يزال يعيش في مانشستر، إلى صعود نجم النرويجي أولي غونار سولسكاير، زميله السابقة بالفريق، والذي حقق نجاحاً كبيراً كمدرب مع يونايتد في الدوري الممتاز، منذ أن حل محل جوزيه مورينيو بشكل مؤقت للفريق. ومع هذا، يبقى تركيز غيغز الأساسي منصباً على منتخب ويلز.
خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، في أول مباراة له على أرضه، قدم منتخب ويلز أداءً قوياً اعتمد على الكرة الهجومية التي جسدها غيغز عندما كان لاعباً. ونجح الفريق في التفوق باكتساح على منتخب جمهورية آيرلندا بنتيجة 4 - 1 في عرض رائع بكل المقاييس. ومع ذلك، في آخر مباراة له، خسر منتخب ويلز أمام منتخب ألبانيا الذي يتراجع عنه 42 درجة في قائمة ترتيب المنتخبات العالمية. وعلى خلاف الحال مع مدربي الأندية، اضطر غيغز للتفكير في هذه الهزيمة طوال ثلاثة شهور كاملة.
وعن هذا، قال المدرب: «من الصعب الحصول على مثل هذه الاستراحة الطويلة، وهذا تحديداً الجزء الصعب من كرة القدم الدولية. ومع ذلك، أحرص على الاستمرار في التواصل مع اللاعبين، وقد جمعتهم الأسبوع الماضي معاً في اجتماع موجز في لندن، وحرصت على التأكد من أننا جميعاً نتطلع نحو المشاركة في مباريات التأهل لبطولة (يورو 2020) هذا الشهر. وعندما تحين شهور سبتمبر وأكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر (تشرين الثاني)، تدخل في دوامة من العمل. إلا أن الفجوة بين المباريات كبيرة. ويفسر ذلك السبب وراء فقدان بعض المدربين التواصل اليومي مع اللاعبين. ويكمن الاختلاف في أنني لم أكن قط مدرباً دائماً على مستوى الأندية، وإنما انتقلت مباشرة للتدريب الدولي».
ورغم أن الإحصاءات قد تكون مضللة، فإنه في عهد غيغز، خسر منتخب ويلز خمس مباريات من إجمالي تسع خاضها. وحول ذلك يقول: «لو كنا فزنا على ألبانيا، كنت سأصف هذا العام بالناجح؛ لكن الحقيقة أننا خضنا مواجهات أمام إسبانيا والأوروغواي والمكسيك وكذلك الدنمارك مرتين. لقد خضنا مباريات أمام جميع المنتخبات العشرة الأولى عالمياً تقريباً. وقد اعتمدنا على فرق تجريبية وخطط لعب تجريبية. وعليه، فإننا حرصنا على استغلال هذا العام الأول للتعرف على إمكاناتنا، بينما نتطلع نحو المشاركة في بطولة أمم أوروبا. أمام ألبانيا، قدمنا أداءً جيداً للغاية خلال النصف الأول. وكان ينبغي لنا الفوز بنتيجة 3 – 0، لولا أننا أهدرنا فرصاً سهلة. بعد ذلك، حصلوا على ركلة جزاء ربما لا تكون مستحقة. إلا أنه في بعض الأحيان تتعلم دروساً أكثر بكثير من الهزائم». ويبدو غيغز على موعد مع فترة طاحنة، ففي 24 مارس (آذار) ستدخل ويلز في مواجهة أمام سلوفاكيا في كارديف، في إطار المباراة الافتتاحية لتصفيات أمم أوروبا، ضمن مجموعة تضم كرواتيا التي وصلت إلى نهائي كأس العالم الأخيرة، وكذلك المجر وبيلاروسيا وأذربيجان. وقال غيغز: «نحن بحاجة لتقديم بداية طيبة أمام منافسينا الأساسيين؛ لأنه بعد كرواتيا أعتقد أن المنافسة ربما تنحصر بيننا وبين سلوفاكيا. وتلعب سلوفاكيا تحت قيادة مدرب جديد؛ لكن لديها لاعبين موهوبين، أبرزهم ماريك هامسيك الذي حطم الرقم القياسي للأهداف في نابولي، متفوقاً على دييغو مارادونا قبل مغادرته إلى داليان الصيني في يناير الماضي. وعليه، فإن أول مشاركة له مع منتخب سلوفاكيا ستكون مباراة مهمة بالتأكيد».
ورغم أن ظلال أولد ترافورد لا تخيم على مسيرة غيغز، يبقى من الصعب الهروب من النادي الذي هيمن على حياة الجناح الأسطوري. فقد انضم إلى يونايتد في عمر الرابعة عشرة، وخاض آخر مبارياته مع النادي في سن الـ40. وأقر غيغز بأنه بكى في سيارته بعد تأكد نبأ اعتزاله في أعقاب آخر مباراة كان يضطلع خلالها أيضاً بدور القائم بأعمال المدرب، وذلك أمام ساوثهامبتون في مايو (أيار) 2014. وعن ذلك، قال: «كنت قد عملت بهذه الوظيفة منذ ثلاثة أسابيع فحسب، ووضعت نفسي تحت وطأة ضغوط هائلة. وشعرت بأن اللاعبين قدموا الكثير، وأن مسيرتي داخل الملاعب قد انتهت. إلا أنني في الوقت ذاته لم أكن أدري ما الخطوة التالية. لذا، عندما ركبت سيارتي تدفقت جميع المشاعر المحبوسة داخلي وغلبتني».
الآن، يبدو غيغز أكثر استرخاءً بكثير. خلال صباح أحد الأيام التي يتولى خلالها إدارة جلسة مع عدد من الشباب من برنامج «ستريت ليغ»، المدعوم من أكاديمية «لوريس» والذي يستخدم كرة القدم لمعاونة الأفراد على العودة إلى مجالي العمل والتعليم، بدا غيغز مثيراً للإبهار. ونظراً لكونه واحداً من خريجي أكاديمية «لوريس»، يتميز غيغز بقدرة كبيرة على التواصل والحديث، سواء خلال تشجيعه الآخرين على البقاء صادقين مع أنفسهم، أو إجابته عن أسئلتهم. ولدى سؤاله عن أفضل لاعب وقف في مواجهته، وقع اختيار غيغز على زين الدين زيدان، وأشاد بمهارات اللاعب الفرنسي وقوته.
وذكر غيغز أنه بعد رحيله عن مانشستر يونايتد، كان بحاجة إلى مساعدة طبيب نفسي كي يعيد هيكلة حياته. وقال: «ساعدني ذلك على سد الثغرات التي كنت أخوضها في حياتي من يوم لآخر. من تركي للمدرسة حتى بلوغي الـ42، كنت أفعل الأمر ذاته يومياً. وعليه، كنت بحاجة لإعادة هيكلة حياتي وإعداد نفسي للحياة بعيداً عن مانشستر يونايتد، وليست أي قضايا ذهنية. كنت أحاول إيجاد شيء لمعاونتي على خوض الأيام والأسابيع والشهور والأعوام. وإذا كنت تنهي علاقتك بالأمر الذي ظللت تفعله لمدة 25 عاماً، فإن الموقف يبدو مخيفاً للغاية. إلا أنني سرعان ما أدركت أن ثمة حياة خارج كرة القدم، وقضيت بالفعل 18 شهراً جيدة في السفر والعمل التلفزيوني وقضاء وقت أطول مع أطفالي».
من جهته، اصطدم مانشستر يونايتد بالواقع، حسب وصف سولسكاير، بهزيمته بنتيجة 2 - 0 على أرضه أمام باريس سان جيرمان، في إطار بطولة دوري أبطال أوروبا الأسبوع الماضي؛ لكن الهزيمة لم تنل من الصحوة داخل أولد ترافورد، ونجح يونايتد في الثأر وفاز إياباً على الفريق الفرنسي 3 - 1 وتأهل للدور ربع النهائي.
بعد الفترة البائسة التي قضاها مورينيو في منصب المدير الفني ليونايتد، من المؤكد أن جزءاً على الأقل داخل غيغز تمنى لو أنه لا يزال لاعباً في صفوف النادي، كي يتمكن من تحفيزه، أليس كذلك؟ أجاب غيغز على ذلك بقوله: «لا. لم يحدث. ربما كان الوضع ليصبح مختلفاً لو أنني لم أكن مدرب ويلز. لقد اضطلع سولسكاير بعمل رائع. وكنت على اتصال به، ورأيت كيف أنه منح اللاعبين الحرية، بجانب أدائه الجيد على الصعيد التكتيكي. ثمة ثقة هائلة فيه، لقد نجح في إعادة الابتسامة لوجوه اللاعبين والجماهير».
جرت هذه المقابلة قبل قرعة ربع النهائي لدوري الأبطال، وخسارة الفريق لمباراة كأس إنجلترا أمام وولفرهامبتون؛ حيث حذر غيغز من وجود «عراقيل على الطريق».
وبسؤاله: هل بدا سولسكاير شخصاً يملك إمكانات حقيقية بمجال التدريب؟ أجاب غيغز عن ذلك بقوله: «نعم. يملك سولسكاير هذه الإمكانات. كما أنه يملك الإرادة الفولاذية لأنه مر بكثير من التجارب، عندما كان شاباً صغيراً، عندما ترك النرويج وسافر إلى دولة مختلفة (إنجلترا)، وقد حقق فيها نجاحاً كبيراً؛ لكن لم يقع عليه الاختيار دوماً. وحرص سولسكاير على دراسة المباريات عندما كان يمنى بإصابة بالغة، ثم تولى مهمة التدريب داخل فرق الناشئين بالنادي. وعليه، كان لدي دوماً اعتقاد بأنه يملك إمكانات تدريبية؛ لأنه يستوعب المباريات جيداً، ويحمل بداخله إرادة صلبة».
والآن، هل يرى غيغز أنه يتعين الاستعانة بسولسكاير كمدرب دائم لمانشستر يونايتد؟ أجاب مدرب ويلز: «أعتقد ذلك. لقد ظللنا نعيث في الجوار لفترة طويلة للغاية. لذا، فإنه عندما يتوفر لديك شخص يعرف النادي جيداً، ويملك بصيرة تكتيكية، ويحوز تأييد اللاعبين والجماهير، فإن ذلك يمنحه كثيراً من الزخم. بالتأكيد ستكون هناك عراقيل على الطريق؛ لكن معظم الجماهير بمقدورها تخيل ما يمكن لسولسكاير تحقيقه لو توفرت لديه الأموال التي أنفقها النادي خلال السنوات القليلة الأخيرة».
يبدو الأمر كما لو أن غيغز يرغب في اتخاذ النادي قرار تعيين سولسكاير مدرباً دائماً على الفور، هل هذا صحيح؟ أجاب غيغز: «لا أميل إلى التسرع؛ لأن لا أحد يرغب في تقويض الوضع الراهن، فالتخطيط أهم من الإعلان. انظروا إلى غوارديولا، لقد حصل على لاعبي مانشستر سيتي الذين يرغب فيهم العام السابق لتوليه تدريب النادي. وعليه، فإنه إذا وقع اختيار النادي على سولسكاير، فإنه يجب الإبقاء على هذا الأمر داخل جنبات النادي والشروع في التخطيط. لقد كانت مشكلتنا خلال السنوات القليلة الماضية السعي دوماً للحاق بمنافسينا. ينبغي أن نحدد لاعبين أو ثلاثة لاعبين نحتاجهم إذا كنا نسعى بجد للفوز ببطولتي الدوري الممتاز ودوري أبطال أوروبا».
والسؤال: هل أخبر أي من مسؤولي مانشستر يونايتد غيغز بأنه سيصبح المدرب الدائم لمانشستر يونايتد؟ أجاب غيغز: «لا. في الحقيقة جاء هذا الكلام من جانب لويس فان غال. فقد أخبر المدير الفني الهولندي، نائب الرئيس التنفيذي لمانشستر يونايتد، إد وودورد، قائلاً: «سأعمل مدرباً لمدة ثلاث سنوات، وبعد ذلك سيتولى ريان المهمة».
وضحك غيغز، مضيفاً: «لم يطلق أمامي أي شخص آخر وعوداً. ولا أعتقد أنني كنت على استعداد للاضطلاع بمثل هذه المهمة عندما اعتزلت اللعب؛ لكن بعد العمل مع فان غال، شعرت بأنني على استعداد كبير. أعرف أن الأمر لم ينجح معنا في مانشستر يونايتد؛ لكن فان غال كان ذكياً، وتعلمت منه كثيراً».
من ناحية أخرى، جابه غيغز صعوبات جمة على نحو متفهم، بعد أن ترك العمل لفترة طويلة. وعن ذلك قال: «لا أعتقد أن المدربين الشباب داخل بريطانيا يحظون بفرص كافية. لقد سار الحال على ما يرام مع فرانك لامبارد وستيفين غيرارد؛ لكن هناك مجموعة محددة من الشخصيات يجري تدوير الوظائف ذاتها بينهم. وهناك أيضاً ثقافة تسمح بأن يجري طرد مدرب من عمله بعد مرور ثلاثة أشهر من الموسم. إذن، كيف يمكنك تعيين مدرب شاب لا يملك أي خبرة لتدريب فريق يجابه صعوبات؟ أتفهم هذا الأمر؛ لكن يبدو الحال شبيها بما يعايشه اللاعبون الصاعدون، فأنت لا يمكن أن تدرك حقيقة قدراتهم دون منحهم الفرصة. وأعتقد أن اللاعبين السابقين الذين استعدوا جيداً لخوض مجال التدريب ينبغي منحهم الفرصة».
وقال: «عندما قبلت مهمة تدريب سوانزي سيتي، كان الأمر صعباً بالنسبة لي. لقد شعرت بأن كل شيء يسير على ما يرام، ثم فوجئت من خلال قناة (سكاي سبورتس) بأنني لم أنل الوظيفة. ولم يكن هذا أسلوباً مناسباً للتعامل مع الأفراد».
وأضاف: «شعرت بخيبة أمل؛ لأنني كنت دون عمل منذ 18 شهراً، وكلما طال أمد مثل تلك الفترة، تساورك شكوك أكبر بأنك لن تعود للعمل ثانية أبداً».
واستطرد غيغز بأنه: «مع ذلك، تستمر في اكتساب مزيد من المعرفة. وأذكر أنني عندما ذهبت لتسلم جائزة أفضل شخصية رياضية خلال العام، من محطة (بي بي سي)، وكان مكان الحفل على بعد مسافة قصيرة سيراً على الأقدام من الفندق الذي أقيم به. وقطعت المسافة سيراً إلى جوار لوري ماكمينيمي، مدرب ساوثهامبتون السابق، قال لي: (كلما اتجهت نحو الأدوار الأدنى من الدوري، زادت فرص ممارستك لدور الإشراف على التدريبات. وكلما ارتفعت في أدوار البطولة، زادت فرص اضطلاعك بالعمل الفني). وبدت لي عبارة مثيرة للاهتمام وآمنت بها بالفعل. ولا يشكل الإشراف على التدريبات مشكلة، وسبق لي العمل مع اللاعبين كل يوم أثناء عملي مساعداً لفان غال؛ لكن الإشراف الفني - بمعنى اتخاذ القرارات والتعامل مع اللاعبين - يلائمني أكثر».
والآن، بدا الشعور بالوحدة أثناء العمل كمدرب مشكلة بعيدة؛ خصوصاً بعد الصباح الذي وجد غيغز نفسه خلاله محاصراً بطلبات التقاط «سيلفي» معه. وعن هذا، قال مبتسماً: «لا يزال الأمر كما هو. ويكمن الاختلاف الوحيد في أن طلبات التقاط صور (السيلفي) معي لم تعد تأتي من الصبية بقدر ما تأتي من آبائهم وأمهاتهم. وكثيراً ما يقول الفتية الصغار وهم ينظرون إليَّ: (من هذا؟) أو: (لقد كنت تلعب في نادي مانشستر يونايتد، أليس كذلك؟) وأحياناً يسألني البعض: (هل كنت تلعب مع رونالدو؟ هل تعرف راشفورد؟) ولا تضيرني هذه الأسئلة، فأنا المدرب الآن».