سيناتور أسترالي يثير غضباً بتصريحاته المعادية للمسلمين بعد «مجزرة نيوزيلندا»

الحكومة تعتزم توبيخه... ووزير الداخلية البريطاني اتهمه بتشجيع التطرف

السيناتور عن ولاية كوينزلاند الأسترالية فريزر أنينغ (رويترز)
السيناتور عن ولاية كوينزلاند الأسترالية فريزر أنينغ (رويترز)
TT

سيناتور أسترالي يثير غضباً بتصريحاته المعادية للمسلمين بعد «مجزرة نيوزيلندا»

السيناتور عن ولاية كوينزلاند الأسترالية فريزر أنينغ (رويترز)
السيناتور عن ولاية كوينزلاند الأسترالية فريزر أنينغ (رويترز)

أثار السيناتور الأسترالي فريزر أنينغ موجةَ غضب وانتقادات شديدة، أمس (الجمعة)، في خضمّ الهجوم الإرهابي على المسجدين في نيوزيلندا، بقوله إن هذه المجزرة ناجمة عن «برنامج الهجرة الذي أتاح لمتعصبين مسلمين الهجرة إلى نيوزيلندا».
وقال أنينغ السيناتور عن كوينزلاند (شمال شرقي أستراليا) في بيان: «فلنكن واضحين، إذا كان المسلمون هم الضحايا اليوم، فهم الفاعلون بصورة عامة».
وكان أنينغ، وهو سياسي مستقلّ ينتمي إلى اليمين المتطرف، قد قال في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، أمس: «هل ما زال أحد يجادل بشأن الصلة بين هجرة المسلمين والعنف؟». وأضاف: «أتساءل عما إن كان سيصبح هناك المزيد من الغضب من جانب جناح اليسار، عندما يحدث الهجوم الإرهابي الإسلامي التالي؟ من المرجّح أن يكون هناك صمت وحديث بشأن هجمات من جانب أشخاص يعملون بمفردهم أو يعانون من مرض عقلي ولا صلة لها بالإسلام».
وفي مؤتمر صحافي عقده، اليوم (السبت)، في ملبورن، ألقى شاب مجهول بيضة على السيناتور الذي ردّ بضرب هذا الشاب مراراً على وجهه، قبل أن يردعه رجل أمن على ما يبدو، ونقلت وسائل إعلام أستراليا لقطات فيديو للواقعة.
وأعلن رئيس وزراء أستراليا سكوت موريسون اليوم (السبت) أن الحكومة ستوجه اللوم إلى السيناتور بسبب تصريحاته المعادية للإسلام. وأصدر موريسون لاحقاً تصريحاً ندّد فيه بالهجوم الإرهابي في نيوزيلندا، لكنه أصر على أنه يمثل «الخوف المتزايد من الوجود الإسلامي المتصاعد».
وقال موريسون، اليوم (السبت)، إن حكومته الائتلافية وحزب «العمال» المعارض سيناقشان اقتراحاً مشتركاً لطرحه على البرلمان عندما يعود للانعقاد في أبريل (نيسان) الماضي.
وتابع رئيس الوزراء: «بشكل طبيعي لا أريد أن أعطي ذلك أي مبرر، لكن أريد قطعاً وتماماً أن أندد بالتصريحات التي أصدرها السيناتور أنينغ... في هجومه على الدين الإسلامي بشكل خاص». وأضاف: «تصريحات مروّعة وبشعة وليس لها أي مكان في أستراليا. ينبغي، بصراحة، أن يخجل من نفسه».
وقال موريسون وهو مسيحي أنجيلي، بعد زيارة مسجد لاكيمبا المعروف أيضاً باسم مسجد علي بن أبي طالب: «إنني متأكد أن البرلمان سيعرب بشكل واضح عن رأيه بشأن ما كان ينبغي عليه أن يقول... تلك الآراء ليس لها أي مكان في أستراليا، ناهيك بالبرلمان الأسترالي، ولا يمكن للحزبين الرئيسيين أن يذهبا إلى أبعد من توبيخ أنينغ نظراً لأنه مستقلّ».
وانتقد وزير الداخلية البريطاني ساجد غاويد في تغريدة له عبر ««تويتر» موقف السيناتور، مضيفاً أن تلك التصريحات تقوم بإشعال التطرف.
وتابع غاويد: «في وقت الحزن والتفكير، فإن هذا السيناتور الأسترالي يشجع لهيب العنف والتطرف. الأستراليون سيخجلون بشدة من هذا الرجل العنصري، وهو لا يمثل الأستراليين بأي حال من الأحوال».
وكتب رئيس الوزراء الأسترالي السابق مالكولم ترنبول: «تعليقات فريزر أنينغ مرفوضة. إنه عار على مجلس الشيوخ، وما هو أسوأ من ذلك. إنه يُسهِم في نشر الكراهية وتحويل الأستراليين ضد بعضهم البعض، إنه يفعل بالضبط ما يريده الإرهابيون».
وقال توني بيرك، أحد أبرز المرشحين في حزب العمال الأسترالي، إن تعليقات أنينغ بلغت «خطاب الكراهية» وكانت «مروعة ومرضية»، بحسب وكالة «أسوشييتد برس».
وكان أنينغ قد أثار جدلاً أيضا في أغسطس (آب) الماضي حينما دعا لمنع هجرة المسلمين إلى بلاده. وقال حينها في أول خطاب يلقيه في البرلمان: «أعتقد أن أسباب وقف هجرة المسلمين قهرية وواضحة»، متهماً المسلمين بالإرهاب، قائلاً: «في حين أن جميع المسلمين ليسوا إرهابيين، فإن جميع الإرهابيين في هذه الأيام هم بالتأكيد من المسلمين، لذلك لماذا يريد البعض أن يأتي المزيد من المسلمين إلى هنا؟».



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.