انطلق عدد من المبادرات لتجميل شوارع مصر من خلال الرسم على جدران بعض المعالم. ومن أبرزها "معا لنرتقي" و"تطوير السياحة وتنشيطها بالفن". ويعتمد الشباب المشاركون في المبادرتين على رسوم أثرية وعلى إبراز دور الفلاحة المصرية والفن الأفريقي الذي يضجّ بالألوان الفاتحة والغرافيتي الذي يعرف رواجاً لافتاً.
يقول الدكتور عمرو يحيى عبد الحميد، أستاذ الرسم والتصوير في كلية التربية النوعية بجامعة عين شمس وصاحب مبادرة "معا لنرتقي"، لـ "الشرق الأوسط": "بدايتنا كانت برسم جدارية داخل أسوار كلية التربية النوعية حيث عمل حوالى مائة طالب من الفرقة الرابعة على تزيين الأسوار الداخلية للكلية بجدارية بطول ٧٥ متراً وارتفاع ٣ أمتار. وتم تنفيذها في خمسة أيام وتصميمها مستوحى من الفن الإفريقي. وتتميّز الجدارية بألوانها الساطعة المبهجة التى تنعكس على المشاهد إيجاباً".
ويضيف عبد الحميد أن "120 طالباً وطالبة تعاونوا لاحقاً لتزيين أعمدة كوبري العباسية وتجميلها، في إطار التعاون بين جامعة عين شمس - قطاع شؤون البيئة وخدمة المجتمع، وحي الوايلي، وتحت إشراف رئيس جامعة عين شمس الدكتور عبد الوهاب عزت". ويوضح أن "الهدف الأساسي من كل هذا هو نشر ثقافة الجمال داخل الشارع المصري واستعادة المظهر الحضاري للقاهرة بمختلف أحيائها"، مشيرا إلى أن المنظور الفني الذي ينفّذه الطلاب "ينطلق من تجسيد البيئة المصرية في صورة معاصرة".
وتقول الطالبة منة محمد المشاركة في المبادرة إنها لم تكن المرة الأولى التى تعمل فيها الطالبات على تزيين أحد معالم القاهرة ولن تكون الأخيرة. وتضيف: "اتفقنا على استثمار مواهبنا خارج أسوار الكلية، خاصة بعد التجربة الناجحة لتزيين جدران الكلية". وتؤكد أنها وزميلاتها دخلن تحدياً بعدما واجهن نظرات الرفض لوجود فتيات يعملن فى الشارع، مقابل تشجيع من آخرين.
من جانبها، عبّرت الطالبة سمر أحمد عن سعادتها البالغة بعد الانتهاء من تزيين الكوبري، مشيرة إلى أنها عانت في بداية الأمر من رفض أسرتها لأنها كانت تتأخر في العودة إلى المنزل مساءً بسبب هذا العمل.
تنشيط السياحة بالفن
أما مبادرة "تطوير السياحة وتنشيطها بالفن" التي بدأها الفنان التشكيلي عصران عبد الفتاح، فضمت أكثر من 25 فناناً محترفاً وهاوياً، بدأوا تجميل شوارع الأقصر والأسوان بلوحات فنية مستمدة من البيئة المحلية. وحرصوا من خلال هذه المبادرة على توجيه رسالة سلام إلى الشعوب الأخرى، خصوصاً المهتمّين بالفنون ودعوتهم لزيارة مصر والتجوال فيها.
ويقول عصران لـ "الشرق الأوسط" إن المبادرة ستستمر طويلاً وسيجري تتنفيذها في مناطق أثرية وسياحية أخرى، متمنياً أن تشمل كل محافظات مصر. ويضيف أنه يحاول إنشاء كيان لتعليم أبناء صعيد مصر الرسم، "خصوصاً أنهم من أكثر الناس الذين يشهدون عظمة الفن الأثري على جدران المعابد في ظل ما تمتلكه هذه المحافظات من أثار فرعونية".
يشار إلى أن طلاب كلية التربية النوعية في جامعة القاهرة أقاموا "معسكراً" لتجميل الكلية وتزيينها، ليظهروا فنّهم للعالم وأنهم معاً يستطيعون تغيير الواقع وتحويل جدران الكلية إلى مساحات للفن التشكيلي.
*من «مبادرة المراسل العربي»