جمع حدث فني وتشكيلي بين ست سيدات من ذوات البصمات اللافتة في مجالاتهن المختلفة، في الأدب والرياضة والسياسة والتصميم والتنمية والموسيقى، وذلك من خلال معرض فني جماعي في مصر بعنوان «سرد بصري - سيدات يحتفي بهن الفن».
المعرض يستضيفه غاليري «آرتس - مارت» بالقاهرة، ويستمر حتى 23 مارس (آذار) الجاري. وقد نُفّذت فكرته على مرحلتين، الأولى تنسيق مقابلات بين الفنانين التشكيليين المشاركين في المعرض وبين السيدات اللائي يلهموهن بشكل شخصي، وجميعهن لهن بصمة في المشهد المجتمعي المصري، ومن خلال تلك المقابلات التقطوا خيوطاً فنية وبصرية تُحاكي جوهر شخصياتهن، وقاموا برسم وجهة نظرهم عن تفرد هذه التجارب المُحملة بالأمومة والعطاء والتصميم من خلال أعمالهم الفنية.
لينا موافي، صاحبة غاليري «آرتس - مارت» وإحدى الفنانات المشاركات في المعرض، تقول لـ«الشرق الأوسط» إنّ «فكرة المعرض جاءت احتفالاً بالمرأة ولكن بطريقة مختلفة، حيث اختار كل فنان نموذجاً للمرأة التي يعتبرها أيقونة في مجالها، ومن ثمة لقائها وإجراء حوار معها، بحيث يخرج منه بأفكار بصرية يستخدمها الفنان في خلق لوحات تستدعي تلك الطاقة.
وقع اختيار الفنانين المشاركين في المعرض على ست سيدات، وهن غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي المصرية، والأديبة المصرية البريطانية أهداف سويف، ومُصممة الحُلي العالمية عزة فهمي، وأماني خليل العداءة والرياضية المُلقبة بـ«المرأة الحديدية»، والسوبرانو العالمية فاطمة سعيد، وياسمين أبو يوسف، مؤسسة جمعية تواصل للتنمية التي تهدف لتنمية المناطق الفقيرة العشوائية بالفنون.
وأقيم حفل الاحتفال بحضور بطلات المعرض، وتقول صاحبة الغاليري إنّها ربما تكون المرة الأولى التي تجتمع فيها كل تلك السيدات في حدث فني هن بطلاته.
وتضيف موافي أنّ تجربة إجراء مقابلات مع السيدات كان ثرياً، وخرج منه الفنانون بانطباعات تفوق تصوراتهم المسبقة عنهن، وقالت: «خرجنا بثيمات مستوحاة من كل سيدة، فعلى سبيل المثال ارتبطت لوحات عزة فهمي، بثيمة الخروج بالثّقافة المحلية إلى المعاصرة، أمّا غادة والي فكان الانطباع الفني بعد مقابلتها هو فكرة الدعم الإنساني، وأماني خليل، كان الانطباع الفني هو بدء الحياة من أي وقت من دون ارتباط بعمر، خاصة أنّها حقّقت إنجازها الرياضي بعد الـ45 من عمرها».
وتحدثت لينا موافي عن مقابلتها مع الأديبة المصرية أهداف سويف، والتي دعّمت رؤيتها الفنية للوحاتها عنها، وجعلتها تنطلق من زاوية توظيف الخيال لمحاكاة الواقع، وهو ما تصنعه في أدبها على حد تعبيرها، وفي لوحات موافي تجد ثيمة الطبقات اللونية حاضرة في مشروعها الفني بشكل يعكس رؤيتها للتكوين الأدبي لأعمال أهداف سويف، وجعلت التكوين اللوني ينحاز للزهور التي تُحاول أن تجد لنفسها حضوراً من بين ثنايا طبقات الضباب إلى أن ترى النور، وجعلت بناء لوحاتها يسير في طبقات تعكس الطبقات السردية في مشروع أهداف سويف الأدبي.
لم يعتمد المعرض على فن البورتريه رغم أنّ بطلاته شخصيات واقعية، وإنّما انحاز فنانو المعرض للسرد البصري النابع من حكايات وملامح قوة وتفرد بطلاتهن، وأنجز كل فنان عدداً من اللوحات الخاصة ببطلته، فقدمت الفنانة دينا فاضل واحدة من لوحاتها عن الوزيرة المصرية غادة والي، وجعلتها كأنّها نقطة التقاء حيّة يتجمهر حولها البشر في إحالة لثيمة الرعاية والتعلق بالمساعدة والدعم الإنساني.
أمّا الفنان أحمد عثمان فقد أطلق على إحدى لوحاته عن الرياضية المصرية أماني خليل عنوان «معاناة»، وبها جسّد حالة المعاناة الذهنية التي مرّت بها بطلته وهي تقرر خوض حلبة المنافسات الرياضية عالمياً، وجعلها في النهاية تحصد نجاحات عالمية كما حدث في مسابقة «الرجل الحديدي»، وهو الماراثون الثلاثي الذي يضمّ سباقات في كل من رياضات الجري والسباحة وسباق الدراجات، بعدما تجاوزت الـ45 من عمرها.
وفي لوحات الفنان علاء أبو الحمد، فقد جعل مسارات متوازية بين العطاء المعاصر لمُلهمته ياسمينا أبو يوسف، في مجال التنمية المجتمعية، وبين ملامح بصرية من مصر القديمة التي يدور في عالمها مشروعه الفني.
وخلق الفنان علاء عوض، في أكثر من لوحة حول بطلته مصممة الحلي العالمية عزة فهمي، لوحات تجسّد حالة الاحتفال ومواكب البهجة التي جعل السيدات هي التي تقودها، وجعل تلك المواكب زاخرة بأيقونات تراثية وفلكلورية مصرية كالخيل والمزمار، بشكل يعكس مشروع عزة فهمي، التي تميل لتوظيف التراث بشكل مُعاصر.
وقدم الفنان كلاي قاسم، أكثر من لوحة مستوحاة من حضور السوبرانو فاطمة سعيد على المسارح العالمية، مُحولاً أيقونات المسرح السوبراني والأوبرالي، إلى رموز بصرية تُحاكي عالم فاطمة سعيد.
لوحات تشكيلية تُدوّن سيَر المصريات المُلهِمات
تركن بصمات لافتة في مجالات مختلفة محلياً وعالمياً
لوحات تشكيلية تُدوّن سيَر المصريات المُلهِمات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة