أثارت إشاعات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية تتعلق بتحركات بعض أعضاء المجمع المقدس بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية بمصر، لعزل البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، استهجان الأقباط. ما دعا لجنة «شؤون الأبرشيات» بالمجمع المقدس، لتأكيد محبتها واعتزازها بالبابا تواضروس. وذكرت في بيان لها أمس، أن «إشاعات عزل البابا لا أساس لها من الصحة، وتسيء للمجمع المقدس والكنيسة، وتم إطلاقها من قبل جهات مجهولة، ويجب ألا نعطيها أي قدر من الأهمية لعدم حقيقتها». وقال القس سريال عزيز، عضو «بيت العائلة المصرية» لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه الإشاعات تستهدف النسيج المصري، ومن أطلقها له أغراض ونيات مغرضة بعيدة عن المحبة والسلام»، مضيفاً أن «البابا تواضروس معين بالقرعة الهيكلية، والكل يخضع له، وهذا رأي المجمع المقدس»، واصفاً من يطلقون الإشاعات بـ«النفوس الضعيفة».
وكان القس بولس حليم، المتحدث باسم الكنيسة القبطية المصرية، قد أكد في تصريح له أن الجدل الذي حدث على مواقع التواصل بشأن عزل البابا «كلام غير واقعي وكلام مرسل»، مضيفاً في بيان سابق له أن «مجمع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، يكن كل محبة واحترام وتقدير للبابا تواضروس الثاني».
ويروى مراقبون أن «مواقع التواصل روجت أكاذيب ضد البابا تعلقت بسياسات الانفتاح على الكنائس الأخرى، وتمكين النساء من بعض المناصب غير الدينية بالكنيسة».
من جهتهم، أكد أقباط الولايات المتحدة وهم يمثلون كنائس متعددة في بيان لهم، أن «هناك ترويجاً متعمداً للشائعات والأكاذيب من قبل من وصفوهم بـ(جنود الظلام) الذين يستهدفون شق الصف الكنسي، وإحداث بلبلة وخداع في المجتمع القبطي، لتحقيق أهداف خفية تؤثر على سلام الكنيسة... ونحن أقباط الولايات المتحدة نرفض تلك الأفعال الشيطانية... ونؤكد تضامننا المطلق للكنيسة القبطية الأرثوذكسية ولجميع رعاتها الذين يقودونها بكل بر وتقوى وعلى رأسهم البابا تواضروس الثاني».
من جانبه، قال القس عزيز إن «رسامة البابا تواضروس كانت أمام العالم كله، والكل حينها خضع للبابا، وجميع من في المجمع المقدس قبل أن يصبحوا أساقفة كانوا رهباناً، تركوا العالم كله من أجل المجمع، وزهدوا في كل شيء بهذه الحياة»، مضيفاً أن «الكنيسة هدفها بناء إنسان يحب وطنه... ورأينا كيف انحاز البابا تواضروس للوطن عندما قال في وقت سابق (وطن بلا كنائس أفضل كثيراً من كنائس بلا وطن)، وهذه الروح يتفق عليها الجميع في الكنيسة... وجميعنا نصلي من أجل مصر، ومن أجل أن يعيش العالم في سلام».
وفي أغسطس (آب) الماضي، قرر البابا تواضروس الثاني، طي صفحته الرسمية على «فيسبوك»، معلناً عن ذلك بتدوينة أخيرة نشرها على صفحته، وذلك بعد ساعات من وضع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ضوابط جديدة على «الرهبنة» داخل الأديرة.
وقال بابا الأقباط في تدوينته الأخيرة على «فيسبوك»، إن «الوقت أثمن عطية يعطيها الله لنا يومياً، ويجب أن نحسن استخدامها، والمسيحي يجب أن يقدس وقته، والراهب يترك كل شيء لتصير الحياة كلها مقدسة للرب»، مضيفاً: «ضياع الوقت في الاهتمام بمواقع التواصل الاجتماعي، صار مضيعة للعمر والحياة والنقاوة».
وكانت لجنة «الرهبنة وشؤون الأديرة» بالمجمع المقدس، قد منحت الرهبان حينها فرصة لمدة شهر لغلق أي صفحات أو حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك في أعقاب مقتل الأسقف إبيفانيوس، رئيس دير «القديس أبو مقار» بوادي النطرون بمحافظة البحيرة (100 كيلومتر شمال غربي القاهرة).
في السياق نفسه، أصدرت مطرانية الجيزة، بيانا رسمياً، أشارت فيه إلى وجود هجوم على الكنيسة وعلى الرموز والقيم، من أجل تبديد الرعية، مشيرة إلى أن هذه الشائعات صدرت عن جماعة وصفتها بـ«المغرضة»، تهدم ولا تبني وينساق وراءها البسطاء من الشعب... كما جمع كهنة أبراشية مغاغة والعدوة في المنيا بصعيد مصر، توقيعات يعلنون فيها «التضامن مع البابا ضد الحملة الشرسة».
«المجمع المقدس»، هو الهيئة العليا داخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ويرأسه البابا تواضروس الثاني، ويضم 6 لجان أو يزيد، ويجتمع بدعوة من البابا أثناء الأزمات، ليعطي رأيه، ويضع القواعد والأنظمة المتعلقة بمسائل الكنيسة المنظمة والإيمان، وأمور الخدمة... ويضم مطارنة وأساقفة الكنيسة، ورؤساء الأديرة، ووكيلي البطريركية للإسكندرية والقاهرة.
وعن الشائعة التي ترددت بوجود انقلاب داخل «المجمع المقدس» على البابا، أكد القس سريال عزيز، أن «هذا الكلام ليس له ذرة من الصحة، فالكل في المجمع يخضع للبابا، فعندما يرى أبناء المجمع الأنبا باخوميوس، وهو مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية، يخضع للبابا، الكل، صغير وكبير، سوف يخضع».
إشاعات عزل البابا تواضروس تثير استهجان الأقباط
إشاعات عزل البابا تواضروس تثير استهجان الأقباط
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة