الحوثيون يحددون الشهر المقبل موعداً لملء المقاعد البرلمانية الشاغرة

TT

الحوثيون يحددون الشهر المقبل موعداً لملء المقاعد البرلمانية الشاغرة

حددت الجماعة الحوثية يوم 13 أبريل (نيسان) المقبل موعدا لإجراء انتخابات نيابية في نحو 34 دائرة تحت مزاعم سعي الجماعة لملء المقاعد الشاغرة في مجلس النواب بسبب وفاة الأعضاء في تلك الدوائر الانتخابية التي يقع نحو نصفها في مناطق سيطرة الجماعة الانقلابية.
ومع أن الرئيس عبد ربه منصور هادي أصدر قرارا بنقل مقر اللجنة العليا للانتخابات من العاصمة صنعاء إلى عدن، وإحالة القضاة الذين يعملون تحت إمرة الجماعة في اللجنة في صنعاء إلى التحقيق والمحاسبة من قبل وزارة العدل والمجلس الأعلى للقضاء، إلا أن الجماعة مستمرة في إجراءات الانتخابات. وتسعى الجماعة الحوثية من خلال هذا الإجراء إلى الحصول على أغلبية النواب الخاضعين لها في صنعاء بعد أن فر نحو 134 عضوا من مناطق سيطرتها والتحقوا بالشرعية أو غادروا إلى خارج البلاد. وبحسب مصادر نيابية في صنعاء ما زال هناك نحو 100 برلماني من الخاضعين للجماعة الحوثية أكثرهم يخضع للإقامة الإجبارية إلى جانب رئيس مجلس النواب الذي فضل البقاء تحت إمرة الميليشيات وعقد جلسات غير شرعية لتمرير أجندة الجماعة الانقلابية وتعزيز سيطرتها على مؤسسات الدولة. وتقول المصادر إن نحو 30 برلمانيا فقط هم من يحضرون جلسات النواب الخاضعين للجماعة بفعل كبر سن أغلب الأعضاء أو رفضهم حضور الجلسات.
وكان الحكومة الشرعية والرئيس هادي أصدر قرارا باستئناف جلسات البرلمان من العاصمة المؤقتة عدن بعد أن أصبح أغلبية النواب في صف الحكومة الشرعية غير أن هذا القرار لم يتم تنفيذه حتى الآن، على الرغم من تصريحات مسؤولين في الشرعية باقتراب التئام اجتماع المجلس في عدن أو في إحدى المدن المحررة لسحب البساط من تحت أقدام الحوثيين وتفعيل دور النواب الرقابي والتشريعي المساند لأداء الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا.
ودعت الجماعة الحوثية على لسان اللجنة الانتخابية التابعة لها في صنعاء السكان إلى التوجه إلى صناديق الاقتراع في الدوائر الـ34 المحددة في 13 أبريل المقبل لاختيار من يمثلهم في البرلمان وسط مساع لفرضهم من أتباع الجماعة الطائفيين. كما دعت الجماعة الراغبين في الترشح إلى تقديم طلباتهم إلى اللجنة ولجانها الفرعية التي شكلتها الجماعة في بقية المحافظات ابتداء من أمس، في إجراء شكلي وغير شرعي.
ويتعذر على الجماعة الحوثية إجراء الانتخابات المزمعة في نحو نصف هذه الدوائر لجهة أنها تقع في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية والتحالف الداعم لها أو لجهة أنها تقع في مناطق مواجهات عسكرية ويتعذر فيها إجراء الانتخابات.
وتسعى الجماعة إلى تنفيذ الانتخابات في 16 دائرة على الأقل، لفرض نواب غير شرعيين لتعزيز قبضتها على البرلمان اليمني بقوة الأمر الواقع، وذلك بعد أن قامت بفرض نسخة خاصة بها من مجلس الشورى في صنعاء وعينت رئيسا له من الموالين لها. وكان الرئيس هادي أصدر قرارا ببطلان شرعية أي قرارات حوثية في صنعاء، ومن ذلك قيامها بتعيين أربعة أعضاء في اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء قبل أشهر.
وكانت الجماعة أوعزت قبل أسابيع إلى رئيس مجلس النواب الموالي لها في صنعاء يحيى الراعي لتوجيه رسالة إلى اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء الخاضعة لها من أجل إجراء انتخابات ملء المقاعد الشاغرة.
وينتقد ناشطون يمنيون موالون للحكومة الشرعية تباطؤ الحكومة في تهيئة المناخ المناسب لعودة عمل مجلس النواب في مناطق سيطرتها للقيام بدوره التشريعي والرقابي، على الرغم من اكتمال النصاب اللازم لاستئناف نشاطه وانتخاب هيئة رئاسة جديدة للمجلس.


مقالات ذات صلة

تقرير أُممي يتّهم الحوثيين بالتنسيق مع إرهابيين وجني عشرات الملايين بالقرصنة

العالم العربي استعراض الجماعة الحوثية لقدراتها العسكرية في العاصمة صنعاء والتي تتضمن أسلحة نوعية (رويترز)

تقرير أُممي يتّهم الحوثيين بالتنسيق مع إرهابيين وجني عشرات الملايين بالقرصنة

تقرير جديد لفريق الخبراء الأُمميّين المعنيّ باليمن يكشف عن تعاون الحوثيين مع تنظيم «القاعدة»، و«حركة الشباب» الصومالية، وابتزاز وكالات الشحن الدولية.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي توقعات بإقصاء من يرفضون المشاركة في فعاليات الجماعة الحوثية من وظائفهم (رويترز)

انقلابيو اليمن يستكملون «حوثنة» المؤسسات بهياكل إدارية جديدة

بدأت الجماعة الحوثية بإعداد آلية لدمج عدد من مؤسسات الدولة وتقليص الهيكل الإداري لها وتغيير مهامها في سبيل المزيد من السيطرة والنفوذ عليها وأدلجتها.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي جانب من لقاء وزير التخطيط اليمني مع مسؤولي البنك الدولي على هامش زيارته لواشنطن (سبأ)

اليمن يقدم رؤية شاملة للبنك الدولي لإعادة هيكلة المشروعات التنموية

قدمت الحكومة اليمنية إلى البنك الدولي رؤية شاملة لإعادة هيكلة المشروعات، في مسعى لزيادة المخصصات المالية للبلاد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي بمعية محافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان في زيارة سابقة للخطوط الأمامية بمأرب (سبأ)

الجيش اليمني يحذر من محاولة حوثية للعودة للحرب وإجهاض جهود السلام

تتصاعد حدة التوترات في عدة جبهات يمنية في ظل استمرار جماعة الحوثي في تحشيد عناصرها وحفر الخنادق، خصوصاً بمحافظة الحديدة على ساحل البحر الأحمر.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
خاص المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الشرق الأوسط)

خاص مكتب غروندبرغ لـ«الشرق الأوسط»: نناقش مع صنعاء وعدن تجنب انهيار اقتصادي أعمق

قال المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن إن مشاوراته ونقاشاته مستمرة مع مسؤولي «البنك المركزي» في صنعاء وعدن؛ لإيجاد حلول تقنية ومستدامة.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

مصر: مقتل طالب يثير قلقاً من انتشار «العنف» بالمدارس

وزير التربية والتعليم يتابع انتظام العملية التعليمية بمدارس محافظة القليوبية (وزارة التربية والتعليم)
وزير التربية والتعليم يتابع انتظام العملية التعليمية بمدارس محافظة القليوبية (وزارة التربية والتعليم)
TT

مصر: مقتل طالب يثير قلقاً من انتشار «العنف» بالمدارس

وزير التربية والتعليم يتابع انتظام العملية التعليمية بمدارس محافظة القليوبية (وزارة التربية والتعليم)
وزير التربية والتعليم يتابع انتظام العملية التعليمية بمدارس محافظة القليوبية (وزارة التربية والتعليم)

تجدد الحديث عن وقائع العنف بين طلاب المدارس في مصر، مع حادثة مقتل طالب في محافظة بورسعيد طعناً على يد زميله، ما أثار مخاوف من انتشاره، في ظل وقوع حوادث مماثلة بوقت سابق في محافظات مختلفة.

وشغلت المصريين خلال الساعات الماضية واقعة شهدتها مدرسة بورسعيد الثانوية الميكانيكية بمحافظة بورسعيد في مصر، الأحد، بعدما تداول مدونون «اتهامات عن تعدي طالب على آخر بسلاح أبيض ما أصابه بطعنة نافذة في القلب، أدت إلى وفاته».

وكشف وزارة الداخلية المصرية، الاثنين، ملابسات الحادث، مشيرة، في بيان، إلى أن عملية الطعن جاءت على خلفية مشاجرة نشبت بين الطالبين في فناء المدرسة، و«أنه بالانتقال وسؤال شهود الواقعة أفادوا بقيام طالب بالتعدي على المجني عليه بسلاح أبيض (مطواة) كانت بحوزته، فأحدث إصابته، ولاذ بالهرب بالقفز من أعلى سور المدرسة».

وعقب تقنين الإجراءات، وفق البيان، تم «ضبط مرتكب الواقعة بمكان اختبائه بالقاهرة، كما تم ضبط السلاح المستخدم في ارتكاب الواقعة».

وجاء التعقيب سريعاً من وزارة التعليم، حيث أكد الوزير محمد عبد اللطيف، أن «الوزارة لن تتهاون في اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان حماية أبنائها الطلاب، وتوفير بيئة تعليمية آمنة، وسلامة سير العملية التعليمية في جميع محافظات الجمهورية».

وشدد في بيان، الاثنين، على أنه «لن يتم القبول بتكرار مثل هذا الحادث، أو أي تجاوزات من قبل الطلاب أو المعلمين أو أي مسؤول، وأي تجاوز ستتعامل معه الوزارة بإجراءات صارمة وحازمة».

وكانت الوزارة، في أول رد فعل عقب الحادث، اتخذت إجراءات عاجلة ومشددة تضمنت إلغاء تكليف مديرة المدرسة، وتحويل جميع المسؤولين في المدرسة إلى الشؤون القانونية.

ويدرس نحو 25 مليون طالب وطالبة في مرحلة التعليم الأساسي في مصر، تضمهم 60 ألف مدرسة، بحسب بيانات وزارة التربية والتعليم.

الواقعة أثارت تفاعلاً، وأعادت الحديث عن جرائم مشابهة، منها ما شهدته محافظة سوهاج (صعيد مصر)، قبل أيام، من إصابة طالب بالصف الأول الثانوي بجرح قطعي بالرقبة إثر تعدي زميله عليه بسلاح أبيض «كتر» إثر مشادة كلامية لوجود خلافات سابقة بينهما، بحسب وسائل إعلام محلية.

وزارة التعليم المصرية تسعى لحماية الطلاب وتطبيق أسس وقواعد التربية السليمة (الشرق الأوسط)

وخلال يوليو (تموز) الماضي، أقدم طالب بالثانوية العامة في محافظة بورسعيد أيضاً، على طعن زميله داخل إحدى لجان امتحانات الثانوية العامة، بدعوى عدم السماح له بالغش منه. وتكررت الواقعة للسبب نفسه خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي، عندما طعن طالب ثانوي بالإسكندرية زميله بآلة حادة عقب الخروج من لجنة الامتحان لعدم تمكينه من الغش، حيث استشاط غضباً لعدم مساعدته.

ومن قبلها في شهر مارس (آذار)، قُتل طالب على يد زميله بسلاح أبيض «كتر» أمام مدرسة ثانوية بمحافظة القليوبية، بسبب معاكسة فتاة.

الخبير التربوي المصري، الدكتور حسن شحاتة، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، يرجع مثل هذه الوقائع إلى «السلوك العدواني، الذي يكتسبه الطلاب من البيئة والمجتمع خارج المدرسة، من خلال مشاهدة التلفزيون وأفلام العنف، والألعاب العنيفة، وبالتالي ينقلونه إلى داخل المدرسة».

ولفت إلى أن «وقف هذا العنف مسؤولية مشتركة، فالأسرة عليها مهمة تجنيب الأبناء صور وأشكال السلوك العدواني، إلى جانب إفهام الطالب الخطأ من الصواب داخل المدرسة، والقوانين المنظمة للدراسة، والتشديد على الالتزام الأخلاقي داخل المؤسسة الدراسية، وكيف أنها مكان مقدس مثل دور العبادة».

ولا تمثل هذه الوقائع ظاهرة، وفق شحاتة، فهي «حوادث معدودة في ظل وجود 25 مليون طالب في مصر»، مبيناً أنه «مع ارتفاع كثافة الفصول، وعدم وجود أنشطة مدرسية مناسبة للتلاميذ، مما يؤدي إلى عدم تفريغ الشحنات الانفعالية لهم، وهنا يأتي دور المدرسة في إيجاد أنشطة في المدرسة رياضية وموسيقية وفنية، يمارسها الطلاب لتهذيبهم، مع وجود دور للمُعلم في تعليمهم السلوك السوي مع بعضهم البعض».

ويوضح الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع بالجامعة المصرية اليابانية، لـ«الشرق الأوسط»، أن هذه الحوادث تعد «أعراضاً لتراجع النظام التعليمي»، وغياب «القيم التربوية».

ويلفت «صادق» إلى أن هذه الحوادث تعد امتداداً لإرث معروف بين الأسر تنصح به أطفالها، مثل عبارات: «لو حد ضربك في المدرسة اضربه» أو «خد حقك»، الذي معه «يقرر الطالب الاعتماد على نفسه في الحصول على حقه»، بينما الطبيعي، وفق صادق، عند تعرض الطالب لعنف أو تنمر «يشتكي للمعلم، ويرفع الأمر للإدارة لأخذ موقف ومعاقبة الطالب المعتدي؛ لكن مع غياب المعلم المؤهل وضعف إدارات المدارس، يغيب ذلك العقاب، وبالتالي نجد هذا العنف».