حلفاء طهران في بيروت يستبقون زيارة بومبيو بحملة انتقادات

TT

حلفاء طهران في بيروت يستبقون زيارة بومبيو بحملة انتقادات

شنّت قوى مناوئة للسياسة الأميركية في لبنان، تتألف من أحزاب وتيارات وحركات سياسية، هجوماً على زيارة وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو قبل حصولها؛ بهدف «إفشالها وإفهام الفاعليات اللبنانية المؤيدة لتلك السياسة عدم الأخذ بما سيطرحه بومبيو».
وسيزور رئيس الدبلوماسية الأميركية بيروت في 22 الشهر الحالي، إذا لم يطرأ ما يعيق حصولها إلى موعد آخر، وهي تندرج في إطار جولة له تشمل الكويت وإسرائيل.
اللافت أن هذه القوى التي لم تكشف عن هويتها، وهي من الفاعليات السياسية، اختارت ثلاث قنوات تلفزيونية محلية وزودّتها بأخبار عن أن ما سيركّز عليه بومبيو في محادثاته مع المسؤولين محصور فقط بالنزاع الخاص بين لبنان وإسرائيل في البلوك النفطي البحري رقم 9، وأنه سيبلغ عن تجميد خط هوف؛ لأنه لم يتم التوصل إلى أي اتفاق بين لبنان وإسرائيل، ولأنه يمر في أحد الحقول النفطية اللبنانية وبمساع أميركية؛ وهذا ما يتيح لإسرائيل الاستحواذ على كميات هائلة من الغاز في المخزون في البلوك رقم 8 المشترك بين لبنان وإسرائيل والواقع في المنطقتين 1 و32.
ووقعت الجهات المسرّبة بخطأ بقصد أو من دون قصد؛ إذ إنها حصرت محادثات بومبيو في بيروت بهذا البند، وأغفلت موضوعاً دقيقاً، وهو ضرورة التقيد بالعقوبات على إيران.
كما أن بومبيو سيطلع سريعاً كل من يقابله من المسؤولين، بأن بلاده؛ ومن أجل تحصين دول المنطقة من الخطر العسكري الإيراني، تسعى إلى «إنشاء تحالف استراتيجي في الشرق الأوسط للتصدي للتهديدات التي تواجهها المنطقة، وتفعيل التعاون في مجالي الاقتصاد والطاقة». ويضم هذا التحالف إلى الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي مصر، والأردن، واليمن.
وتشير المعلومات إلى أن بومبيو سيشرح للمسؤولين أهمية هذا «التحالف»، وهو يعلم سلفاً أن لبنان سيعتذر عن الانضمام إليه، والاتصالات الدبلوماسية التي سبقت وصوله أبلغت معاونه لشؤون الشرق الأدنى بالوكالة ديفيد ساترفيلد؛ ذلك لأن لبنان لا يدخل في سياسة المحاور وملتزم بسياسة النأي بالنفس كما فعل مع الأزمة السورية.
وسيركّز بومبيو على موقف بلاده الثابت بأن احتفاظ «حزب الله» بسلاحه يشكّل خطراً على أمن لبنان، وربما على الأمن الإقليمي، وأن بلاده ترفض تنامي قوة الحزب.
وأهملت هذه القوى أن محادثات وزير الخارجية الأميركي ستتركز على الأزمة السورية، وهو سيتناول برنامج مساعدة الجيش اللبناني واستمرار بلاده به، وإعجاب المسؤولين الأمنيين بتفوق القوات المسلحة المتخصصة في مكافحة الإرهاب. كما أن المسؤول الأميركي يرى أن لا حل لأزمة النزوح السوري قبل التوصل إلى حل سياسي، وهذا لن يريح المسؤولين الذين يريدون دعماً دولياً لإنهاء هذه الأزمة التي لم يعد باستطاعة لبنان تحملها لا اقتصادياً ولا ديمغرافياً، ويرون أن على الدول المانحة أن تسدد كل ما وعدت به من مبالغ.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.