«ناس ثورتها تسعة أيام، وناس ثورتها تسع سنوات من الجحيم»، تقول رنا، الستينية، في تعليقها على الأخبار الواردة من الجزائر، لتتابع: «الطفل الجزائري طعن قلبي حين قال: نحن لسنا سوريا».
المفارقة أن عبد الحليم خدام عام 2001، وكان حينها نائباً لرئيس الجمهورية، رد على «ربيع دمشق» الذي بدأه المثقفون ولجان المجتمع المدني حينذاك، بأن دمشق لن تسمح بـ«جزأرة سوريا». واليوم مع اندلاع الاحتجاجات بالجزائر ضد ترشح عبد العزيز بوتفليقة للعهدة الخامسة، خرج من يحذر المحتجين من «سورنة الجزائر»!
تتساءل رنا الجالسة إلى جوار زوجها على رأس مائدة عشاء أقامته في بيتها، وسط دمشق، دعت إليه مجموعة من الأصدقاء: «ماذا كان سيجري لو أن النظام السوري فعل في 2011 ما فعله بوتفليقة عام 2019؟ ألم يكن من شأن ذلك تجنيب البلاد حرباً وحشية لا رابح فيها».
سؤال رنا أحد الأسئلة التي يطرحها سوريون في جلسات خاصة، يفضل غالبيتهم انعقادها في المنازل على اللقاء في الأماكن العامة، لأسباب عدة، أهمها الأسباب الأمنية.
وبعد ثماني سنوات، راح يثقل نقاشات السوريين برود اللامبالاة، مردها عند المعارضين الشعور «بالخذلان والهزيمة»، وعند الموالين شعور بـ«بفداحة الثمن الذي دفع لبقاء النظام»، فتأتي الإجابة على سؤال «ماذا لو؟» من ضيف ستيني بعد التأكيد على أن الوضع في الجزائر لم يحسم بعد، بالقول: «النظام لم يكن وحده صاحب القرار، هناك من ورطه بحرب ضد شعبه» في إشارة إلى الدور الإيراني: «كانوا يظنون أنهم سيتمكنون من احتواء الاحتجاجات بالترهيب والاعتقالات والقتل، فذهبت الأحداث نحو تحويل البلاد إلى ساحة حرب مفتوحة أمام التدخل الخارجي بكل أشكاله».
ويقفر رجل ليقول بأن تحريك الاحتجاجات مجدداً في درعا يحصل «نتيجة التجاذبات الروسية - الإيرانية في سوريا»، قائلاً: «إنها محاولة لإفشال التسوية التي جرت في درعا برعاية وضمان روسيا، فلا شك أن إعادة تنصيب تمثال لحافظ الأسد في اليوم ذاته الذي جرى تحطيمه في درعا قبل ثماني سنوات، هو استفزاز للأهالي لتقويض التسوية، ليس من مصلحة إيران انتهاء الحرب في سوريا».
ويتذكر سوريون أن في ثماني سنوات بلغت خسائر البلاد 400 مليار دولار، وقتل أكثر نصف مليون شخص، وتعرض نحو مليون شخص للإعاقة، ومئات الآلاف من الأيتام والأرامل، وتشرد نصف السكان، أي 12 مليون نسمة، بينهم ستة ملايين لاجئ.
سوريون يتابعون بحسرة أخبار الجزائر
سوريون يتابعون بحسرة أخبار الجزائر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة