كانت المشروعات التعاونية بين دور الأزياء وشركات مستحضرات التجميل مثيرة للاهتمام، لكن اللافت أن هذا الأمر تحول اليوم إلى توجه عام داخل الهند. وفي حين يسعى كبار المصممين لتنويع نشاطاتهم عبر الدخول في شراكات مع شركات إنتاج مستحضرات التجميل، ترغب الأخيرة في تعزيز قيمة منتجاتها من خلال الارتباط بتصميمات من إبداع أسماء لامعة.
تشتهر شركة «لوريال باريس» مثلاً في مجال التجميل، كما بمشروعاتها التعاونية مع أكبر دور الأزياء والموضة على مستوى العالم، مثل أوليفييه روستينغ، مصمم دار «بالمان»، والمصممة إيزابيل مارانت... وغيرهما. وامتداداً لهذا النهج، دخلت في مشروع جديد بالتعاون مع «هاوس أوف سابياساشي»، الذي يتولى إدارته سابياساشي موخيرجي، أحد الأسماء اللامعة في مجال الموضة بالهند؛ إذ يُنسب له الفضل في بث روح جديدة بعدد من التصميمات الهندية القديمة وطرحها بصورة جديدة تحمل بصمته المميزة.
دخل المصمم الهندي اللامع مع شركة التجميل الفرنسية في مشروع لإطلاق خط إنتاج لنسخة محدودة من 21 قطعة من مستحضرات التجميل تحمل اسم «لوريال باريس وسابياساشي». هذه الشراكة تُعد مزيجاً من الموضة والجمال المستوحيان من مدينتين أيقونتين؛ هما باريس وكلكتا.
وقال سابياساشي الذي وافق على أن تحمل المجموعة الجديدة شعار «أنا جديرة بذلك»: «العمل في هذا المشروع المشترك كان ممتعاً، لأنه كان احتفاء بالمرأة الهندية وجمالها».
ينطلق هذا التعاون البارز بحملة نشطة تركز على خطوط تجميل قوية للعينين والشفاه، صُورت في شوارع باريس بخلفية برج إيفل الساحرة، مع الاستعانة بالنجمة الهندية آيشواريا راي باتشان سفيرة «لوريال باريس».
تحتفي المجموعة الجديدة بالثقة النابعة من مزج الحديث بالتقليدي والقديم، وبجمال المرأة الهندية.
وفي وقت تعمل فيه الأسماء الكبرى بمجال الموضة على توسيع دائرة هويتها لتضم المجوهرات ومساحيق التجميل وأثاث المنازل، تبدو صناعة الموضة الهندية بمثابة طفلٍ يحبو مقارنة بالأسماء الراسخة على الساحة العالمية. وقد سعت دور الموضة بدأب وسرعة لخلق سبل جديدة لضمان وجودٍ متميزٍ لها على الساحة العالمية. ومن أجل تعزيز هويتهم، يغامر المصممون بدخول مجالات جديدة تتجاوز تصميم الملابس إلى عالم الجمال وصناعته وتصميم المساحات وأسلوب الحياة بوجه عام.
مانيش أرورا، هو أيضاً من بين الأسماء الهندية ذائعة الصيت عالمياً؛ فهو يشارك في «أسبوع باريس» منذ عام 2007، ونال «وسام جوقة الشرف»، أرفع الأوسمة الفرنسية، إقراراً بإسهاماته في صناعة الموضة العالمية.
وبعد نجاحه وترسيخ أقدامه في الغرب، حيث يتولى الإشراف على 3 أسماء تجارية وكذلك خط إنتاج للنظارات الشمسية، سعى أرورا إلى توسيع رقعة انتشاره باتجاه السوق الصينية من خلال تعاونه مع شركة «كاما إيروفيديك». وهي شركة تتخصص في مجال إنتاج مستحضرات التجميل المصنوعة من عناصر طبيعية، إضافة إلى مستحضرات علاجية. وبما أن أرورا يشتهر بميله إلى الألوان القوية، فقد تولى تصميم صندوق «لوف إز لوف» لصالح «كاما إيروفيديك»، الذي يحمل بداخله عبوة من ماء الورد الخالص، ومجموعة من دبابيس الزينة و«رسالة رقيقة من القلب». وكل صندوق يحمل داخله رسالة ذات طابع شخصي من أرورا و«كاما إيروفيدا». وعن اختياره التعاون مع «كاما إيروفيديك»، قال المصمم: «تتمثل الفكرة المبدعة وراء الصندوق في الاحتفاء بالتفرد والتنوع، والأهم من ذلك، الحب بصورته الشاملة».
ويتميز صندوق «لوف إز لوف»، بتصميم عصري ومزيج من اللونين الوردي والذهبي. وقد سبق أن دخل أرورا في عدد من الشراكات الإبداعية مع أسماء تجارية أخرى مثل «إيه إم سي كوزمتيكس» و«سواتش» و«ميرسيدس بنز» و«شواروفسكي إليمنتس».
وفي الإطار ذاته، وبعد أن نجح في اجتذاب ملايين النساء بتصميماته في مجال الأزياء، انتقل المصمم مانيش مالهوترا الآن لتصميم علب مساحيق التجميل من خلال تعاونه مع شركة «مايغلام» الأوروبية. ويهدف هذا المشروع التعاوني لإطلاق خط جديد تحت اسم «مانيش مالهوترا أوت كوتور ميك أب».
من ناحيته، علق مالهوترا على هذا المشروع بقوله: «حرصنا على استكشاف مجموعة متنوعة من الخامات واللمسات النهائية. وكان هذا العامل المحفز وراء تطويرنا مجموعة متكاملة تعكس روح الفخامة». وتابع: «أما الفكرة الملهمة وراء المجموعة بأكملها، فكانت ببساطة: (تألقي)، لأن الهدف منها هو أن تشعر المرأة بالارتياح والثقة والسعادة».
وشرح مالهوترا أن العمل بمجال التجميل لم يكن مختلفاً كثيراً بالنسبة له عن تصميم الأزياء، موضحاً: «في كلا المجالين، أضع نصب عيني اهتمامات واحتياجات وأذواق العملاء؛ بدءاً من الألوان والملمس والجودة والتغليف، وأحرص في كل ذلك على روح الأناقة والتميز. وفي محاولة لعكس النطاق الواسع والمتنوع لألوان السماء في الهند، حرصنا على العمل على ظلال بعينها... كانت تجربة تعلم رائعة ورحلة مثيرة للاهتمام».
لكن هذه العملية لم تقتصر على مستحضرات التجميل، وشملت المجوهرات والحلي أيضاً. فبعد عمله بمجال الموضة لأكثر عن 30 عاماً، اقتحم مصمم الأزياء أبو ماستان؛ الشهير على مستوى بوليوود، صناعة المجوهرات والحلي، وأطلق أول نسخة محدودة من العلامة التجارية «سابو». وتضم المجموعة أقراطاً وخواتم وعقوداً وسلاسل مزدانة بالألماس وأحجار الياقوت والزمرد.
وبالمثل، غامرت أنيتا دونغري، التي ترتدي أشهر الشخصيات على مستوى العالم تصميماتها، بالدخول إلى مجال صناعة المجوهرات، وأطلقت العلامة التجارية «بينكسيتي» للمجوهرات. وقد ارتدت كيت ميدلتون أقراطاً من تصميمها أثناء واحدة من الحفلات الرسمية.
كما تعاون المصمم الهندي تارون تاهلاني مع العلامة التجارية النمساوية «شواروفسكي» بإطلاق مجموعة «كنفلونس» الحصرية، التي تتضمن مجموعة من الأقراط الأنيقة.
من جانبه، استوحى بيبهو موهاباترا إلهامه من الكون والطبيعة وقوة الشمس والقمر والنجوم في تصميم أول مجموعة له بمجال المجوهرات، تحت عنوان «فوريفير مارك أرتيميس». المعروف أن موهاباترا يحظى بشهرة واسعة بين صفوة نيويورك، ومن بين كبرى الشخصيات التي ارتدت تصاميمه، ميشيل أوباما وغوينيث بالترو وبريانكا تشوبرا.
المصممون الهنود يدخلون مجالات التجميل والمجوهرات لتعزيز مكانتهم
من مانيش أرورا وسابياساشي موخيرجي إلى مانيش مالهوترا وأنيتا دونغري
المصممون الهنود يدخلون مجالات التجميل والمجوهرات لتعزيز مكانتهم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة