الحريري يحسم الجدل حول «وفد بروكسل»: سأمثل لبنان وأتحدث باسمه

أكد ضرورة التعامل مع وجود النازحين و{تطوير الموقف لعودتهم}

من لقاء الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري أمس (دالاتي ونهرا)
من لقاء الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري أمس (دالاتي ونهرا)
TT

الحريري يحسم الجدل حول «وفد بروكسل»: سأمثل لبنان وأتحدث باسمه

من لقاء الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري أمس (دالاتي ونهرا)
من لقاء الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري أمس (دالاتي ونهرا)

حسم رئيس الحكومة سعد الحريري الجدل حيال تشكيل وفد لبنان إلى مؤتمر بروكسل، متمسكاً بقراره الرافض انضمام وزير شؤون النازحين صالح الغريب، المقرب من النظام السوري، إلى الوفد، قائلاً: «رئيس الحكومة ذاهب إلى هناك، وهو يمثل لبنان، ويتحدث باسمه، وممنوع تسييس هذا الملف».
وقال الحريري بعد لقائه الرئيس ميشال عون: «سنذهب إلى مؤتمر بروكسل لأننا نريد عودة النازحين، لكن هناك واقع يجب التعامل معه، وهو أنهم موجودون عندنا، ويجب مساعدتهم، ومساعدة المناطق المضيفة، وسنناقش في بروكسل إمكانية تطوير الموقف، في ما يخص عودتهم».
الموقف نفسه عبر عنه وزير الشؤون الاجتماعية من بروكسل، مستغرباً القول إن لبنان يذهب إلى المؤتمر بموقف غير موحد، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط»: «موقف لبنان واضح، وهو مع عودة النازحين إلى بلادهم في أقرب وقت ممكن»، ورفض الانتقادات الموجهة لعدم دعوة الغريب، معتبراً أن «لبنان ممثل برئيس الحكومة، ووزارتين أساسيتين، هما: التربية والشؤون الاجتماعية، المعنيتان الأساسيتان بقضية النازحين والمجتمعات المضيفة»، مع العلم أن الوزيرين أكرم شهيب وريشار قيومجيان يشاركان بناء على دعوة تلقياها من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، وذلك بعدما جرت العادة في بروكسل 1 و2 أن توجه الدعوة أيضاً إلى كل من وزير شؤون النازحين ووزير الصحة، الأمر الذي لم يحصل هذا العام، وهو ما ربطته مصادر مطلعة بانتمائهما وبمواقفهما السياسية.
وقالت مصادر مواكبة للملف إن الحريري كان يمكن أن يضم الغريب إلى الوفد، رغم عدم دعوته رسمياً، لكن البيان الذي أصدره النائب طلال أرسلان والوزير سليم جريصاتي، احتجاجاً على عدم دعوته، قطع الطريق على أي تسوية ممكنة.
وفيما يتوقع أن يصل الحريري اليوم إلى بروكسل، حيث سيلقي يوم غد كلمة لبنان التي ستنطلق من البيان الوزاري، في مقاربة قضية النازحين، مع مطالبة المجتمع الدولي بالوفاء بوعوده في المساعدات التي كان قد التزم بها تجاه لبنان لدعم النازحين والمجتمعات المضيفة. وكان قد سبقه إلى بلجيكا شهيب وقيومجيان، إضافة إلى ممثلي المنظمات المحلية والدولية العاملة في لبنان، التي بدأت اجتماعاتها مع مسؤولين في الاتحاد الأوروبي ومنظمات إنسانية مشاركة في المؤتمر.
ومن ضمن اجتماعات بروكسل التي انطلقت بين المنظمات والاتحاد الأوروبي، كان لـ«الشبكة اللبنانية لأبحاث السياسات حول قضايا التهجير»، كما باقي المنظمات، مشاركة في اجتماعات ولقاءات على هامش المؤتمر مع مسؤولين في الاتحاد الأوروبي، وممثلين عن هيئات المجتمع المدني والمنظمات الإنسانية المشاركة في مؤتمر بروكسل الثالث. وتمحور النقاش حول أوضاع اللاجئين السوريين، والمجتمعات المضيفة في لبنان، والحاجة إلى استمرار الدعم لإبقاء هذه المجتمعات مستمرة بالحد الأدنى من مقومات الحياة حتى تحين فرص العودة الآمنة الطوعية. ولفتت مصادر مشاركة لـ«الشرق الأوسط» إلى «إشارة المسؤولين الأوروبيين إلى أن الاتحاد الأوروبي التزم – وسيلتزم - بتعهداته تجاه لبنان»، مشددين في الوقت عينه على «وجوب احترام الحكومة اللبنانية لتعهداتها في (بروكسل 2)، تجاه حماية اللاجئين، وكذلك تجاه خطط الإصلاح التي التزمت بها في (مؤتمر سيدر)، التي تبدو متأخرة حتى هذه الساعة».
وفيما تبدو عوائق العودة إلى سوريا مستمرة في المدى المنظور، ناقش الحاضرون ضرورة توسيع برامج إعادة التوطين في بلدان ثالثة، خصوصاً في أوروبا، لتخفيف الضغط عن دول الجوار السوري المستضيفة للأعداد الكبرى من اللاجئين، وتأميناً لحمايتهم.
وفي هذا الإطار، تشير مصادر في المنظمات المشاركة في بروكسل إلى أن المطالب تتركز بشكل أساسي على دعم لبنان، والأهم وفاء المجتمع الدولي بوعوده لجهة المساعدات التي لم تتعدَ في العام الماضي نسبة 50 في المائة، وهي تشمل قطاعات عدة، منها الصحة والحماية والسكن والتعليم وغيرها، وتقدر احتياجاتها، للنازحين والمجتمعات المضيفة على حد سواء، بنحو ملياري ونصف المليار دولار أميركي.



مصر: مقتل طالب يثير قلقاً من انتشار «العنف» بالمدارس

وزير التربية والتعليم يتابع انتظام العملية التعليمية بمدارس محافظة القليوبية (وزارة التربية والتعليم)
وزير التربية والتعليم يتابع انتظام العملية التعليمية بمدارس محافظة القليوبية (وزارة التربية والتعليم)
TT

مصر: مقتل طالب يثير قلقاً من انتشار «العنف» بالمدارس

وزير التربية والتعليم يتابع انتظام العملية التعليمية بمدارس محافظة القليوبية (وزارة التربية والتعليم)
وزير التربية والتعليم يتابع انتظام العملية التعليمية بمدارس محافظة القليوبية (وزارة التربية والتعليم)

تجدد الحديث عن وقائع العنف بين طلاب المدارس في مصر، مع حادثة مقتل طالب في محافظة بورسعيد طعناً على يد زميله، ما أثار مخاوف من انتشاره، في ظل وقوع حوادث مماثلة بوقت سابق في محافظات مختلفة.

وشغلت المصريين خلال الساعات الماضية واقعة شهدتها مدرسة بورسعيد الثانوية الميكانيكية بمحافظة بورسعيد في مصر، الأحد، بعدما تداول مدونون «اتهامات عن تعدي طالب على آخر بسلاح أبيض ما أصابه بطعنة نافذة في القلب، أدت إلى وفاته».

وكشف وزارة الداخلية المصرية، الاثنين، ملابسات الحادث، مشيرة، في بيان، إلى أن عملية الطعن جاءت على خلفية مشاجرة نشبت بين الطالبين في فناء المدرسة، و«أنه بالانتقال وسؤال شهود الواقعة أفادوا بقيام طالب بالتعدي على المجني عليه بسلاح أبيض (مطواة) كانت بحوزته، فأحدث إصابته، ولاذ بالهرب بالقفز من أعلى سور المدرسة».

وعقب تقنين الإجراءات، وفق البيان، تم «ضبط مرتكب الواقعة بمكان اختبائه بالقاهرة، كما تم ضبط السلاح المستخدم في ارتكاب الواقعة».

وجاء التعقيب سريعاً من وزارة التعليم، حيث أكد الوزير محمد عبد اللطيف، أن «الوزارة لن تتهاون في اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان حماية أبنائها الطلاب، وتوفير بيئة تعليمية آمنة، وسلامة سير العملية التعليمية في جميع محافظات الجمهورية».

وشدد في بيان، الاثنين، على أنه «لن يتم القبول بتكرار مثل هذا الحادث، أو أي تجاوزات من قبل الطلاب أو المعلمين أو أي مسؤول، وأي تجاوز ستتعامل معه الوزارة بإجراءات صارمة وحازمة».

وكانت الوزارة، في أول رد فعل عقب الحادث، اتخذت إجراءات عاجلة ومشددة تضمنت إلغاء تكليف مديرة المدرسة، وتحويل جميع المسؤولين في المدرسة إلى الشؤون القانونية.

ويدرس نحو 25 مليون طالب وطالبة في مرحلة التعليم الأساسي في مصر، تضمهم 60 ألف مدرسة، بحسب بيانات وزارة التربية والتعليم.

الواقعة أثارت تفاعلاً، وأعادت الحديث عن جرائم مشابهة، منها ما شهدته محافظة سوهاج (صعيد مصر)، قبل أيام، من إصابة طالب بالصف الأول الثانوي بجرح قطعي بالرقبة إثر تعدي زميله عليه بسلاح أبيض «كتر» إثر مشادة كلامية لوجود خلافات سابقة بينهما، بحسب وسائل إعلام محلية.

وزارة التعليم المصرية تسعى لحماية الطلاب وتطبيق أسس وقواعد التربية السليمة (الشرق الأوسط)

وخلال يوليو (تموز) الماضي، أقدم طالب بالثانوية العامة في محافظة بورسعيد أيضاً، على طعن زميله داخل إحدى لجان امتحانات الثانوية العامة، بدعوى عدم السماح له بالغش منه. وتكررت الواقعة للسبب نفسه خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي، عندما طعن طالب ثانوي بالإسكندرية زميله بآلة حادة عقب الخروج من لجنة الامتحان لعدم تمكينه من الغش، حيث استشاط غضباً لعدم مساعدته.

ومن قبلها في شهر مارس (آذار)، قُتل طالب على يد زميله بسلاح أبيض «كتر» أمام مدرسة ثانوية بمحافظة القليوبية، بسبب معاكسة فتاة.

الخبير التربوي المصري، الدكتور حسن شحاتة، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، يرجع مثل هذه الوقائع إلى «السلوك العدواني، الذي يكتسبه الطلاب من البيئة والمجتمع خارج المدرسة، من خلال مشاهدة التلفزيون وأفلام العنف، والألعاب العنيفة، وبالتالي ينقلونه إلى داخل المدرسة».

ولفت إلى أن «وقف هذا العنف مسؤولية مشتركة، فالأسرة عليها مهمة تجنيب الأبناء صور وأشكال السلوك العدواني، إلى جانب إفهام الطالب الخطأ من الصواب داخل المدرسة، والقوانين المنظمة للدراسة، والتشديد على الالتزام الأخلاقي داخل المؤسسة الدراسية، وكيف أنها مكان مقدس مثل دور العبادة».

ولا تمثل هذه الوقائع ظاهرة، وفق شحاتة، فهي «حوادث معدودة في ظل وجود 25 مليون طالب في مصر»، مبيناً أنه «مع ارتفاع كثافة الفصول، وعدم وجود أنشطة مدرسية مناسبة للتلاميذ، مما يؤدي إلى عدم تفريغ الشحنات الانفعالية لهم، وهنا يأتي دور المدرسة في إيجاد أنشطة في المدرسة رياضية وموسيقية وفنية، يمارسها الطلاب لتهذيبهم، مع وجود دور للمُعلم في تعليمهم السلوك السوي مع بعضهم البعض».

ويوضح الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع بالجامعة المصرية اليابانية، لـ«الشرق الأوسط»، أن هذه الحوادث تعد «أعراضاً لتراجع النظام التعليمي»، وغياب «القيم التربوية».

ويلفت «صادق» إلى أن هذه الحوادث تعد امتداداً لإرث معروف بين الأسر تنصح به أطفالها، مثل عبارات: «لو حد ضربك في المدرسة اضربه» أو «خد حقك»، الذي معه «يقرر الطالب الاعتماد على نفسه في الحصول على حقه»، بينما الطبيعي، وفق صادق، عند تعرض الطالب لعنف أو تنمر «يشتكي للمعلم، ويرفع الأمر للإدارة لأخذ موقف ومعاقبة الطالب المعتدي؛ لكن مع غياب المعلم المؤهل وضعف إدارات المدارس، يغيب ذلك العقاب، وبالتالي نجد هذا العنف».