مجلس «متوازن» جديد لإدارة تحالف «رينو ـ نيسان ـ ميتسوبيشي»

مسؤولو «رينو» و«نيسان» و«ميتسوبيشي» في مؤتمر صحافي مشترك للإعلان عن إعادة هيكلة إدارة التحالف أمس (إ.ب.أ)
مسؤولو «رينو» و«نيسان» و«ميتسوبيشي» في مؤتمر صحافي مشترك للإعلان عن إعادة هيكلة إدارة التحالف أمس (إ.ب.أ)
TT

مجلس «متوازن» جديد لإدارة تحالف «رينو ـ نيسان ـ ميتسوبيشي»

مسؤولو «رينو» و«نيسان» و«ميتسوبيشي» في مؤتمر صحافي مشترك للإعلان عن إعادة هيكلة إدارة التحالف أمس (إ.ب.أ)
مسؤولو «رينو» و«نيسان» و«ميتسوبيشي» في مؤتمر صحافي مشترك للإعلان عن إعادة هيكلة إدارة التحالف أمس (إ.ب.أ)

عدّلت «نيسان موتورز» اليابانية و«رينو» الفرنسية، أمس الثلاثاء، هيكل مجلس إدارة أكبر تحالف لشركات صناعة السيارات في العالم، لتقفا على قدم المساواة بعد إطاحة الرئيس السابق كارلوس غصن.
وقالت الشركتان إن رئيس مجلس إدارة «رينو» سيصبح رئيس مجلس إدارة التحالف؛ ولكن في مؤشر مهم على إعادة التوازن، لن يكون رئيس مجلس إدارة «نيسان». ولم يتضح على الفور من سيتولى المنصب الشاغر منذ إلقاء القبض على غصن في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
ويترأس المجلس الجديد رئيس مجموعة «رينو» جان دومينيك سينار. ويحل هذا المجلس الجديد مكان مجلسين سابقين مقرهما في هولندا؛ الأول يجمع بين «نيسان» و«رينو»، والثاني بين «نيسان» و«ميتسوبيشي موتورز».
ولم تعلن الشركات عن أي تغييرات في حصص الأسهم المتبادلة. وقالت الشركات الثلاث في بيان إن «مجلس إدارة التحالف الجديد سوف يشرف على التعاون التشغيلي بين (رينو) و(نيسان) و(ميتسوبيشي)، كما سيدرس التوصل لسبل جديدة لتعزيز القيمة لحاملي الأسهم والموظفين».
وظهر كل من سينار، والمدير التنفيذي لـ«رينو» تيري بولوري، والمدير التنفيذي لـ«نيسان» هيروتو سايكاوا، ورئيس «ميتسوبيشي» أوسامو ماسوكو في المؤتمر الصحافي الذي عقد بمقر «نيسان» في مدينة يوكوهاما للإعلان عن هذا القرار.
وقال سينار للصحافيين: «قررنا أن نجمع قوانا من جديد، ونعزز تعاوننا». وأضاف أن هذه «بداية جديدة» للتحالف. وأكد سينار أيضاً أنه لا يسعى ليحل مكان غصن في رئاسة «نيسان»، لكنه «مرشح واضح» ليكون نائب رئيس الشركة. فيما رأى الرئيس التنفيذي لـ«نيسان» أن هذا المجلس الجديد يمثل «شراكة حقيقية على قدم المساواة».
وخرج غصن مؤخراً بكفالة من السجن في اليابان قبل بدء محاكمته بتهم تتعلق بمخالفات مالية، ويعود له الفضل في تأسيس التحالف الثلاثي الذي يتفوق في المبيعات على المجموعات المنافسة له.
ورأى المراقبون حينها أن غصن أسس ذلك التحالف لإنقاذ «نيسان» من الإفلاس عبر ربطها بالشركة الفرنسية. وتملك «رينو» 43 في المائة من أسهم «نيسان»، فيما تملك الدولة الفرنسية نسبة 15 في المائة من «رينو» نفسها.
لكن في الآونة الأخيرة تفوقت «نيسان» في أدائها على «رينو»، وساد الاعتقاد بأن كثيراً من المديرين التنفيذيين في «نيسان» لم يكونوا راضين إزاء سيطرة الشركة الفرنسية على التحالف.
وفي مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية في يناير (كانون الثاني) الماضي، قال غصن من مركز احتجازه في طوكيو إن توقيفه «قضية خيانة» أساسها الاستياء في أوساط مصنع السيارات الياباني، موضحا أنه تم التخطيط لإسقاطه بسبب «المعارضة والقلق» بشأن خطة دمج «نيسان» و«رينو».
ومنعت المحكمة غصن من المشاركة الثلاثاء في اجتماع مجلس إدارة «نيسان» في طوكيو بعدما قدّم طلباً للسماح له بذلك. ورغم إقالته من رئاسة الشركة بعد خروج الاتهامات بحقه، فإنه لا يزال عضواً في مجلس الإدارة، أقلّه حتى 8 أبريل (نيسان) المقبل حيث من المحتمل أن يقال بعد اجتماع استثنائي للمساهمين.
وأُفرج عن غصن الأسبوع الماضي بكفالة 9 ملايين دولار بعد أكثر من 100 يوم قيد الاحتجاز؛ حيث يواجه اتهامات بعدم الإفصاح عن نحو 82 مليون دولار من دخله في «نيسان» على مدى نحو 10 سنوات. وأُقيل غصن من منصب رئيس مجلس إدارة «نيسان»، لكنه ما زال عضواً في مجلس الإدارة.
وأمس قال غصن إنه يشعر بخيبة أمل بعدما رفضت محكمة في طوكيو السماح له بحضور اجتماع الثلاثاء، مضيفا أنه ما زال راغباً في أداء واجبه بصفته عضواً بالمجلس. وقال بيان أصدره متحدث باسمه: «السيد غصن يشعر بخيبة أمل لرفض المحكمة طلبه حضور اجتماع مجلس إدارة (نيسان)». وتابع: «بصفته عضواً منتخباً في مجلس الإدارة، فالسيد غضن مستعد لأداء واجباته المهنية تجاه المساهمين الذين انتخبوه... من المؤسف أن تَحول اتهامات بلا أساس ولا دليل دون استغلال أفكاره ورؤيته في خدمة الشركة التي عمل بها للأعوام العشرين الأخيرة».



المستثمرون يترقبون بيانات الوظائف الأميركية ومحضر «الفيدرالي» لرسم مسار مستقبل الفائدة

عرض قصاصات الصحف والبضائع الداعمة للرئيس المنتخب دونالد ترمب في بورصة نيويورك (أ.ب)
عرض قصاصات الصحف والبضائع الداعمة للرئيس المنتخب دونالد ترمب في بورصة نيويورك (أ.ب)
TT

المستثمرون يترقبون بيانات الوظائف الأميركية ومحضر «الفيدرالي» لرسم مسار مستقبل الفائدة

عرض قصاصات الصحف والبضائع الداعمة للرئيس المنتخب دونالد ترمب في بورصة نيويورك (أ.ب)
عرض قصاصات الصحف والبضائع الداعمة للرئيس المنتخب دونالد ترمب في بورصة نيويورك (أ.ب)

يترقب المستثمرون، الأسبوع المقبل، مجموعة كبيرة من البيانات الاقتصادية الأميركية، بما في ذلك بيانات الوظائف الشهرية الرئيسية، ومحضر اجتماعات «الاحتياطي الفيدرالي»، عن كثب مع دخول عام 2025. كما سيقومون بقياس صحة الاقتصاد الأميركي وما يترتب على ذلك من توقعات لأسعار الفائدة قبل تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

بيانات الوظائف

ينصب التركيز خلال الأسبوع على بيانات الوظائف الشهرية الرئيسية غير الزراعية لشهر ديسمبر (كانون الأول)، التي ستعطي قراءة حديثة لمستويات التوظيف والأجور. ومن المرجح أن يكون الاقتصاد الأميركي اختتم عام 2024 بإضافة وظائف بشكل مطرد، استمراراً لاتجاه الأشهر الأخيرة. إذ إنه من المرجح أن يُظهر تقرير سوق العمل الذي من المقرر أن يصدره مكتب إحصاءات العمل يوم الجمعة أن الاقتصاد الأميركي أضاف 153 ألف وظيفة في ديسمبر، وفقاً لتوقعات الإجماع للاقتصاديين الذين استطلعت آراءهم «بلومبرغ». وهو سيكون أقل من 227 ألف وظيفة تمت إضافتها في ديسمبر، وأعلى قليلاً من 143 ألف وظيفة تمت إضافتها في المتوسط ​​لكل من الأشهر الستة الماضية. كما يتوقع المتنبئون أن يظل معدل البطالة ثابتاً عند 4.2 في المائة، وهو منخفض نسبياً وفقاً للمعايير التاريخية.

محضر «الفيدرالي»

كذلك، يصدر يوم الأربعاء محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي. وقد دفعت الأدلة المتزايدة على قوة الاقتصاد الأميركي المستثمرين إلى تقليص توقعات خفض أسعار الفائدة في عام 2025. وتقدر أسواق المال الأميركية أسعار الفائدة الأميركية بما يزيد قليلاً عن 40 نقطة أساس لخفض أسعار الفائدة بحلول ديسمبر، وهو فرق كبير عن بداية العام الماضي عندما كانت الأسواق تسعّر ما يصل إلى 150 نقطة أساس لخفض أسعار الفائدة.

وقد يؤدي المزيد من البيانات الأميركية القوية إلى خفض توقعات خفض أسعار الفائدة بشكل أكبر، لا سيما أنه من المتوقع أن يعلن الرئيس المنتخب دونالد ترمب عن سياسات تشمل التعريفات التجارية والتخفيضات الضريبية، التي قد تعزز الاقتصاد وتؤجج التضخم بعد تنصيبه في 20 يناير.

وقال الخبير الاستراتيجي في بنك «نورديا» للائتمان وأسعار الفائدة، لارس مولاند، إن السياسة النقدية الأميركية دخلت مرحلة جديدة حيث يتوقف خفض أسعار الفائدة على انخفاض التضخم أو ضعف سوق العمل. وأضاف في مذكرة أن هناك خطراً أن تنتهي أسعار الفائدة الأميركية إلى أعلى مما تتوقعه الأسواق، وفق ما نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال».

وقد سجل الدولار مؤخراً أعلى مستوى له في عامين مقابل سلة من العملات، ومن المرجح أن تؤدي البيانات الاقتصادية القوية إلى ارتفاعه أكثر من ذلك، في حين قد ترتفع عوائد سندات الخزانة الأميركية أيضاً.

وكان «الاحتياطي الفيدرالي» قد خفّض أسعار الفائدة في ديسمبر، لكنه خفض أيضاً توقعاته لخفض أسعار الفائدة في المستقبل. ويتوقع الآن خفض أسعار الفائدة مرتين فقط في عام 2025.

وقال خبراء اقتصاديون في «إنفستيك» إن محضر اجتماع يوم الأربعاء يمكن أن يقدم تفاصيل حول كيفية تأثير سياسات ترمب المخطط لها على الاقتصاد وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على توقعات أسعار الفائدة.

وقبل صدور بيانات الوظائف غير الزراعية يوم الجمعة، سيتم توفير المزيد من الدلائل على صحة سوق الوظائف من خلال أرقام الوظائف الشاغرة لشهر نوفمبر (تشرين الثاني)، الصادرة يوم الثلاثاء، وبيانات الوظائف الخاصة لشهر ديسمبر الصادرة يوم الأربعاء. بالإضافة إلى أحدث أرقام مطالبات البطالة الأسبوعية يوم الخميس.

ومن المؤشرات الرئيسية الأخرى التي سيراقبها المستثمرون لقياس مدى جودة أداء الاقتصاد الأميركي هو مؤشر مديري المشتريات التصنيعي لشهر ديسمبر، المقرر صدوره يوم الثلاثاء، بالإضافة إلى استطلاع ثقة المستهلكين الأولي لجامعة ميشيغان لشهر يناير، المقرر صدوره يوم الجمعة. ومن المقرر صدور بيانات التجارة لشهر نوفمبر يوم الثلاثاء.