ترقب لإطلاق سجناء في حماة و«فلتان أمني» في السويداء

TT

ترقب لإطلاق سجناء في حماة و«فلتان أمني» في السويداء

أفيد أمس بترقب أهالي سجناء في سجن حماة المركزي وسط سوريا عملية إطلاق أقاربهم، بعدما قررت دمشق الإفراج عنهم بأحكام تخفيفية، بالتزامن مع «فلتان أمني» في السويداء جنوب البلاد. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إنه «تسود حالة من الترقب من قبل ذوي سجناء ونزلاء في سجن حماة المركزي، لإتمام سلطات النظام عملية الإفراج عن العشرات من النزلاء، ممن قررت سلطات النظام إطلاق سراحهم بعد اعتقالهم لفترات مختلفة، إضافة لإطلاق أحكام تخفيفية على نزلاء ممن جرى الحكم عليهم بأحكام قاسية».
وأكدت مصادر أن عملية الإفراج جرت مع 18 سجيناً قضوا أحكاماً مختلفة، على أن يجري الإفراج عن باقي السجناء خلال الأيام القليلة المقبلة بشكل متتابع. فيما أكدت مصادر قانونية لـ«المرصد» أنه «جرى تخفيف أحكام الإعدام إلى سجن مؤبد مع الأشغال الشاقة، وأحكام الأشغال الشاقة المؤبدة إلى 15 سنة سجناً بالأشغال الشاقة»، وأن عملية الإفراج شملت محكومين قضوا 3 أرباع مدة الحكم.
ومن المرجح أن تجري عملية إفراج عن محكومين بالإعدام ممن جرت عمليات إضراب على خلفية القرار الجائر بحقهم. ونشر «المرصد السوري» في الأول من ديسمبر (كانون الأول) أن معتقلي الرأي في سجن حماة المركزي أنهوا إضرابهم عن الطعام الذي استمر 18 يوماً منذ بدئه في الـ12 من شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، حتى يوم الـ30 من الشهر ذاته. وجاءت عملية إنهاء الإضراب بعد وعود من قبل سلطات السجن بمتابعة مطالبهم، حيث كان معتقلو الرأي هناك دخلوا في إضراب مفتوح عن الطعام، احتجاجاً على إصدار النظام أحكام قضائية بحق 11 معتقلاً في سجن حماة المركزي، لتنفيذ حكم الإعدام بحقهم، على خلفية مشاركتهم في مظاهرات في مناطق سورية مختلفة نادت بإسقاط النظام، فيما جرت خلال فترة إضرابهم عمليات قطع اتصالات عن السجن من قبل سلطات النظام السوري.
وكان «المرصد السوري» نشر أن سلطات النظام السوري تواصل قطعها للاتصالات والإنترنت عن سجن حماة المركزي، في ظل استمرار الإضراب المفتوح عن الطعام الذي ينفذه معتقلو الرأي، ممن جرى زجهم في سجن حماة من قبل النظام السوري وأجهزته الأمنية، على خلفية تهم متعلقة بالثورة السورية.
على صعيد آخر، قال «المرصد السوري» أمس: «يتواصل الفلتان الأمني ضربه من جديد محافظة السويداء، حيث رصد هجوم مسلحين مجهولين على سيارة ضابط وهو مدير منطقة شهبا التابعة لقوات النظام، قرب دوار الباسل في مدينة السويداء، حيث أنزلوا السائق منها ومن ثم قاموا بسلب السيارة ولاذوا بالفرار».
وكان «المرصد» أشار إلى مقتل أحد أبناء مدينة السويداء متأثراً بإصابته بطلق ناري، أثناء تبادله لإطلاق النار مع حاجز المقوس شرق السويداء، فيما لم ترد معلومات عن أسباب إطلاق النار إلى الآن، حيث كان وقتذاك مستمراً «الفلتان الأمني في محافظة السويداء، مع استمرار حالات الاختطاف والاستهدافات والاشتباك المسلح في مناطق متفرقة من المحافظة بعد تبادل إطلاق نار جرى بين أحد الأشخاص وبين عناصر أحد حواجز قوات النظام في شرق السويداء وهو (حاجز المقوس)، حيث أسفر تبادل إطلاق النار عن إصابة الرجل وإصابة اثنين من عناصر الحاجز، قبل أن يتدخل وسطاء في المنطقة».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».