تونس: ملتقى الفن المعاصر يكرم الفنان نجا المهداوي

لافتة تحمل صور الفنانين المشاركين وعلى رأسهم نجا المهداوي
لافتة تحمل صور الفنانين المشاركين وعلى رأسهم نجا المهداوي
TT

تونس: ملتقى الفن المعاصر يكرم الفنان نجا المهداوي

لافتة تحمل صور الفنانين المشاركين وعلى رأسهم نجا المهداوي
لافتة تحمل صور الفنانين المشاركين وعلى رأسهم نجا المهداوي

تتواصل الدورة الرابعة لملتقى الفن المعاصر بالحمامات (شمال شرقي تونس) إلى غاية يوم 20 مارس (آذار) الحالي بمشاركة فنانين من فرنسا وإيطاليا وهولندا وإسبانيا ولبنان وفلسطين والكويت وقطر. وبرمج الملتقى مجموعة من الورشات واللقاءات الفنية في مجالي النّحت والرّسم، علاوة على سهرات فنية وأمسية شعرية يحييها شعراء من فلسطين والأردن والعراق وتونس. وكرم الملتقى الفنان التونسي صاحب الصيت الدولي نجا المهداوي المعروف بتعدد مواهبه الموزعة بين فنون النحت على الرخام والخشب والرّسم بالاعتماد على الخط العربي.
والرسام التونسي نجا المهداوي بات من مشاهير الفن في العالمين العربي والغربي، وله تجارب فنية مدهشة إلى درجة تسميته بـ«خطاط الحروف الراقصة»، وقد تمكّن من دخول حصون عالم الفن والموضة في أكثر من بلد. وخلال مسيرته الفنية الطويلة قدّم نجا المهداوي نماذج من تعامله المدهش مع نصوص من التراث العربي، ومن الشّعر الحديث، والآيات القرآنية الكريمة، وتمكّن من إخراج الحرف العربي من دائرة الخطّاطين العاديين إلى عالم الجداريات الضّخمة وتزويق الطّائرات وزخرفة القصور الكبرى، والتعامل مع مصممي الأزياء والموضة، وهو ما أكسبه شهرة عالمية قلّما توفرت لخطاط عربي سابق تعامل مع الخط العربي.
ونجا المهداوي رسام وفنان تشكيلي ولد في تونس العاصمة سنة 1937. وهو من أهم رواد الفن العربي الحديث والمعاصر. تخرج في أكاديمية الفنون بروما وفي مدرسة اللوفر الفرنسية. ونال عدداً كبيراً من الجوائز، من بينها الجائزة الكبرى للفنون والآداب في تونس، وهو عضو لجنة تحكيم جائزة الفنون لليونيسكو، كما أنّ أعماله الفنية تعرض في كثير من دول العالم.
وبشأن هذا الملتقى الفني، أكدت الفنانة التشكيلية التونسية ريم العياري رئيسة جمعية «معاً للفن المعاصر»، وهي الجهة المنظمة لهذا الملتقى، أنّ هذه الدورة الجديدة تمثّل فرصة للانفتاح على التجارب الفنية، وتبادل الثّقافات وتغذية السّاحة التشكيلية التونسية والتعريف بالفن التشكيلي التونسي، ولم لا «العمل على تصدير التجربة التشكيلية التونسية»، على حد تعبيرها.
ويترقب المتابعون لفعاليات هذه الدّورة ما ستجود به قريحة 50 فناناً من الرسامين والنحاتين قدموا إلى تونس من 20 دولة، وشاركوا في مجموعة من الورشات ذات المواضيع الحرة التي انطلقت في الخامس من الشهر الحالي، وهدفها إنجاز أعمال فنية خاصة بالملتقى على أن تُعرض في مرحلة لاحقة تلك الأعمال في دار سيبستيان بالمركز الثقافي الدولي في الحمامات المعروف بـ«دار سيبستيان». ويتضمن برنامج هذا الملتقى تنظيم ملتقى دولي تحت عنوان «سوق الفن الدولي»، وذلك يوم 14 مارس الحالي.



عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
TT

عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)

قال المخرج العراقي عُدي رشيد المتوج فيلمه «أناشيد آدم» بجائزة «اليسر» لأفضل سيناريو من مهرجان «البحر الأحمر» إن الأفلام تعكس كثيراً من ذواتنا، فتلامس بصدقها الآخرين، مؤكداً في حواره مع «الشرق الأوسط» أن الفيلم يروي جانباً من طفولته، وأن فكرة توقف الزمن التي طرحها عبر أحداثه هي فكرة سومرية بامتياز، قائلاً إنه «يشعر بالامتنان لمهرجان البحر الأحمر الذي دعم الفيلم في البداية، ومن ثَمّ اختاره ليشارك بالمسابقة، وهو تقدير أسعده كثيراً، وجاء فوز الفيلم بجائزة السيناريو ليتوج كل ذلك، لافتاً إلى أنه يكتب أفلامه لأنه لم يقرأ سيناريو كتبه غيره يستفزه مخرجاً».

بوستر الفيلم يتصدره الصبي آدم (الشركة المنتجة)

ويُعدّ الفيلم إنتاجاً مشتركاً بين كل من العراق وهولندا والسعودية، وهو من بطولة عدد كبير من الممثلين العراقيين من بينهم، عزام أحمد علي، وعبد الجبار حسن، وآلاء نجم، وعلي الكرخي، وأسامة عزام.

تنطلق أحداث فيلم «أناشيد آدم» عام 1946 حين يموت الجد، وفي ظل أوامر الأب الصارمة، يُجبر الصبي «آدم» شقيقه الأصغر «علي» لحضور غُسل جثمان جدهما، حيث تؤثر رؤية الجثة بشكل عميق على «آدم» الذي يقول إنه لا يريد أن يكبر، ومنذ تلك اللحظة يتوقف «آدم» عن التّقدم في السن ويقف عند 12 عاماً، بينما يكبر كل من حوله، ويُشيع أهل القرية أن لعنة قد حلت على الصبي، لكن «إيمان» ابنة عمه، وصديق «آدم» المقرب «انكي» يريان وحدهما أن «آدم» يحظى بنعمة كبيرة؛ إذ حافظ على نقاء الطفل وبراءته داخله، ويتحوّل هذا الصبي إلى شاهدٍ على المتغيرات التي وقعت في العراق؛ إذ إن الفيلم يرصد 8 عقود من الزمان صاخبة بالأحداث والوقائع.

وقال المخرج عُدي رشيد إن فوز الفيلم بجائزة السيناريو مثّل له فرحة كبيرة، كما أن اختياره لمسابقة «البحر الأحمر» في حد ذاته تقدير يعتز به، يضاف إلى تقديره لدعم «صندوق البحر الأحمر» للفيلم، ولولا ذلك ما استكمل العمل، معبراً عن سعادته باستضافة مدينة جدة التاريخية القديمة للمهرجان.

يطرح الفيلم فكرة خيالية عن «توقف الزمن»، وعن جذور هذه الفكرة يقول رشيد إنها رافدية سومرية بامتياز، ولا تخلو من تأثير فرعوني، مضيفاً أن الفيلم بمنزلة «بحث شخصي منه ما بين طفولته وهو ينظر إلى أبيه، ثم وهو كبير ينظر إلى ابنته، متسائلاً: أين تكمن الحقيقة؟».

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)

ويعترف المخرج العراقي بأن سنوات طفولة البطل تلامس سنوات طفولته الشخصية، وأنه عرف صدمة الموت مثله، حسبما يروي: «كان عمري 9 سنوات حين توفي جدي الذي كنت مقرباً منه ومتعلقاً به ونعيش في منزل واحد، وحين رحل بقي ليلة كاملة في فراشه، وبقيت بجواره، وكأنه في حالة نوم عميق، وكانت هذه أول علاقة مباشرة لي مع الموت»، مشيراً إلى أن «الأفلام تعكس قدراً من ذواتنا، فيصل صدقها إلى الآخرين ليشعروا بها ويتفاعلوا معها».

اعتاد رشيد على أن يكتب أفلامه، ويبرّر تمسكه بذلك قائلاً: «لأنني لم أقرأ نصاً كتبه غيري يستفز المخرج داخلي، ربما أكون لست محظوظاً رغم انفتاحي على ذلك».

يبحث عُدي رشيد عند اختيار أبطاله عن الموهبة أولاً مثلما يقول: «أستكشف بعدها مدى استعداد الممثل لفهم ما يجب أن يفعله، وقدر صدقه مع نفسه، أيضاً وجود كيمياء بيني وبينه وقدر من التواصل والتفاهم»، ويضرب المثل بعزام الذي يؤدي شخصية «آدم» بإتقان لافت: «حين التقيته بدأنا نتدرب وندرس ونحكي عبر حوارات عدة، حتى قبل التصوير بدقائق كنت أُغير من حوار الفيلم؛ لأن هناك أفكاراً تطرأ فجأة قد يوحي بها المكان».

صُوّر الفيلم في 36 يوماً بغرب العراق بعد تحضيرٍ استمر نحو عام، واختار المخرج تصويره في محافظة الأنبار وضواحي مدينة هيت التي يخترقها نهر الفرات، بعدما تأكد من تفَهم أهلها لفكرة التصوير.

لقطة من الفيلم (الشركة المنتجة)

وأخرج رشيد فيلمه الروائي الطويل الأول «غير صالح»، وكان أول فيلم يجري تصويره خلال الاحتلال الأميركي للعراق، ومن ثَمّ فيلم «كرنتينة» عام 2010، وقد هاجر بعدها للولايات المتحدة الأميركية.

يُتابع عُدي رشيد السينما العراقية ويرى أنها تقطع خطوات جيدة ومواهب لافتة وتستعيد مكانتها، وأن أفلاماً مهمة تنطلق منها، لكن المشكلة كما يقول في عزوف الجمهور عن ارتياد السينما مكتفياً بالتلفزيون، وهي مشكلة كبيرة، مؤكداً أنه «يبحث عن الجهة التي يمكن أن تتبناه توزيعياً ليعرض فيلمه في بلاده».