السلطات المغربية تعلن استرداد 8 متطرفين من سوريا لاعتبارات إنسانية

قالت إنها ستخضعهم للتحقيق بشبهة التورط في قضايا إرهابية

TT

السلطات المغربية تعلن استرداد 8 متطرفين من سوريا لاعتبارات إنسانية

أعلنت السلطات المغربية أمس ترحيل 8 متطرفين مغاربة من سوريا لاعتبارات إنسانية. وأوضح بيان لوزارة الداخلية المغربية أن السلطات المختصة باشرت أمس «ترحيل مجموعة من ثمانية مواطنين مغاربة كانوا يوجدون في مناطق النزاع بسوريا»، مشيرا إلى أن العملية جاءت «في إطار مساهمة المغرب في الجهود الدولية المرتبطة بمكافحة الإرهاب والوفاء بمسؤولية حماية المواطنين».
وأضاف البيان أن «هذه العملية، التي تكتسي طابعاً إنسانياً، مكنت المغاربة المرحلين من العودة إلى بلدهم الأصلي في كل أمان». غير أنه أشار إلى أن «هؤلاء المرحلين سيخضعون لأبحاث قضائية من أجل تورطهم المحتمل في قضايا مرتبطة بالإرهاب، تحت إشراف النيابة العامة المختصة».
تجدر الإشارة إلى أن المغرب اعتمد قانونا جديدا في سنة 2015 يجرم السفر إلى مناطق النزاع في العالم والالتحاق بمعسكرات تدريب الإرهابيين، وينص على اختصاص المحاكم المغربية في محاكمة أشخاص يرتكبون جرائم إرهابية خارج البلاد. وطبقا لمقتضيات هذا القانون، الذي صدر عقب استفحال ظاهرة تجنيد وإرسال مقاتلين إلى سوريا خاصة من طرف خلايا موالية لـ«داعش»، فإن العائدين الثمانية سيواجهون أحكاما تتراوح بين 10 سنوات و20 سنة.
وفي تصريح سابق، قدر عبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي لأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (مخابرات داخلية)، أن عدد المتشددين المغاربة الذين التحقوا بالمنظمات الإرهابية في الخارج بلغ 1666 شخصا، جلهم في سوريا والعراق وليبيا.
وأشار إلى أن الكثير من هؤلاء قتلوا في عمليات انتحارية في سوريا والعراق. وبلغ عدد العائدين من بينهم إلى المغرب نحو 200 شخص، قامت السلطات الأمنية باعتقالهم، وحوكموا طبقا لقانون مكافحة الإرهاب.
في غضون ذلك، ارتفعت أصوات في المغرب والخارج تطالب الحكومة بمعالجة وضعية المقاتلين المغاربة في سوريا عبر الحوار والسماح لهم بالعودة دون متابعات. وظهرت للوجود جمعية أطلقت على نفسها «جمعية مغاربة سوريا»، والتي دعت في أول بيان لها السنة الماضية إلى «فتح ملف المهاجرين من لدن الحكومة المغربية وتسويته بما يحفظ كرامتهم». كما طالبت باعتماد مندوب يمثل الحكومة المغربية «للوقوف على الأوضاع الإدارية للمهاجرين وعوائلهم ومحاولة حلها». وأشار بيان الجمعية، الذي وقعه أديب أنور باعتباره رئيسا لها وياسين الغزوي باعتباره نائبا للرئيس، إلى أن «الجمعية لا تمثل كل أبناء المغرب الموجودين في سوريا، كما أنها لا تتبع أي جهة معينة».
في الاتجاه نفسه، طالبت «تنسيقية الدفاع عن المعتقلين المتطرفين في المغرب»، التي أسسها متهمون سابقون في قضايا إرهابية، بعدم متابعة العائدين من سوريا أمام القضاء. واعتبر المتحدث باسم الجمعية، عبد الرحيم غزالي، أن مسؤولية سفر هؤلاء للقتال في سوريا تقع على عاتق الشيوخ والعلماء الذين أصدروا فتوى تدعو للنفير والقتال في بلاد الشام.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.