منظمة إغاثية: ثلث أطفال سوريا يشعرون بانعدام الأمان

TT

منظمة إغاثية: ثلث أطفال سوريا يشعرون بانعدام الأمان

بعد ثماني سنوات من الصراع المدمّر، يشعر أكثر من ثلث الأطفال السوريين بانعدام الأمان «بشكل دائم أو متكرر»، بالإضافة إلى إحساسهم بالقلق الشديد والوحدة، بحسب استطلاع للرأي أجرته منظمة إنقاذ الطفل كجزء من تقرير جديد بعنوان «غدا أفضل: للأطفال السوريين كلمتهم».
وقبل انعقاد مؤتمر بروكسل الثالث لدعم مستقبل سوريا والمنطقة هذا الأسبوع، أجرت المنظمة مجموعات مناقشة واستبيانات رأي مع أطفال في أربع من المحافظات التي عانت بشكل مروّع من الحرب في سوريا. ووصف نصف الأطفال الذين شملهم الاستبيان العنف، وتفرق العائلات، ودمار المنازل والبنى التحتية الحيوية، بالإضافة إلى صعوبة الحصول على الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة، بالـ«تحديات غاية في الجدية» التي تواجههم وتواجه مجتمعاتهم. رغم هذا الوضع، عبّر أغلبية الأطفال عن تفاؤلهم بالمستقبل وبدورهم في بناء سوريا أفضل، شرط أن يستتب السلام والأمن. وقد ولد ما يقارب الأربعة ملايين طفل في سوريا منذ بداية هذا الصراع الدامي، ولم يعرف معظم الأطفال شيئا سوى الحرب. وقالت المنظمة «بالطبع، فإن هذا الاستبيان لا يوفّر إلا لمحة صغيرة عن الواقع، وعلينا أن نقوم بالمزيد من المشاورات في جميع أنحاء سوريا إذا أردنا التعمّق بمتطلّبات تعافي هؤلاء الأطفال ومجتمعاتهم».
ومع دخول الصراع عامه التاسع في 15 مارس (آذار)، بات أكثر من نصف الأطفال السوريين بحاجة للمساعدة الإنسانية، وما يقارب الثلث خارج النظام التعليمي. كما يعيش العديد منهم في مناطق تكاد تخلو من الخدمات الأساسية، وتعاني من تهالك البنى التحتية، وهذا مع وجود ما لا يقل عن 2.5 مليون طفل في حالة نزوح داخلي.
وقال 365 طفلا من محافظات إدلب، حلب، الرقة، والحسكة في استبيانات الرأي: إن التحديات الأساسية التي تواجه مجتمعاتهم هي العنف وانعدام الأمان، بالإضافة إلى الظروف السكنية المتردية وصعوبة الحصول على الخدمات الأساسية. وإن الانفصال عن العائلة، أو تفكك العائلة هو من المخاوف الرئيسية. ففي ضوء أزمة النزوح الداخلي في سوريا، أفادت الأغلبية بنسبة 98 في المائة بأن وجودهم مع عائلاتهم هو من أهم أسباب سعادتهم. وأكد المستجوبون على إعادة تأهيل المدارس والحصول على التعليم، وأنهما أمران أساسيان لمستقبل سوريا، فقد كرر الأطفال الذين شملهم الاستبيان مخاوفهم من أن يكونوا غير متعلمين.
قالت لينا، (13) سنة، التي نزحت من الغوطة الشرقية المحاصرة إلى إدلب: «أخذت الحرب كل شيء من الأطفال وتركتنا بدون أي شيء، لا تعليم ولا مستقبل! قتل والداي منذ أربعة أعوام بقذيفة أصابت منزلنا، وبعد أن فقدتهما، صرت أتمنى أن ألحق بهما. أريد لهذه الحرب أن تنتهي ليتسنى لنا العودة إلى بيوتنا ولكي نعيد بناء بلدنا. وبالنسبة لي، لا أريد شيئا من هذا العالم سوى أن أحصل على التعليم، أتمنى أن يرانا العالم وأن يساعدنا».
وقالت سارة (14) سنة، والتي أصيبت في غارة جوية دمرت منزلها في دير الزور، وحاليا تعيش في مخيم للنازحين في سوريا، في المكان الذي أجابت فيه على الاستبيان: «قبل الحرب، حياتي كانت جميلة جدا! كنت سعيدة مع أهلي. الآن أنا لست سعيدة أبدا، أصبحت حياتي والحرب شيئا واحدا. يصعب علي أن أتخيل مستقبل بلدي ونحن ليس لدينا بيت».
من جهتها، طالبت هيلي ثورنينغ شميد، المديرة التنفيذية لمنظمة إنقاذ الطفل العالمية «المسؤولين المجتمعين بمؤتمر بروكسل الثالث للمانحين هذا الأسبوع، بالاستماع إلى أطفال سوريا. وبأن يقر بالتزامه تجاه دعم مرحلة التعافي المبكر بما يتعلق بالأطفال بشكل خاص، وأن يقدم الدعم بشكل مستهدف ومستمر للقطاعات الأساسية للقيام بذلك».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.