اندماج حركات مؤيدة لترشح السيسي للرئاسة يدعمها نواب وعسكريون سابقون

«كمل جميلك» لـ «الشرق الأوسط»: قائد الجيش يعلن موقفه قبل نهاية الشهر

قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح السيسي
قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح السيسي
TT

اندماج حركات مؤيدة لترشح السيسي للرئاسة يدعمها نواب وعسكريون سابقون

قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح السيسي
قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح السيسي

أعلنت سبع حركات سياسية تتبنى الدعوة لترشيح قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح السيسي لرئاسة مصر، اندماجها في كيان واحد لتركيز عملها في الضغط على السيسي لخوض انتخابات الرئاسة المقبلة المقرر لها قبل منتصف هذا العام، أو «الوقوف وراء مرشح آخر ذي خلفية عسكرية في حال رفض السيسي للترشح»، وفقا لما أفاد به مصدر من داخل التكتل الجديد الذي تدعمه قيادات من عدة محافظات منها القاهرة والمنوفية، وبينهم نواب وعسكريون سابقون.
ومن بين من أشرفوا على عملية دمج تلك الحركات أمس، النائب البرلماني السابق محمد أبو حامد. ومن جانبه قال المتحدث باسم حملة «كمل جميلك» الداعية لترشح قائد الجيش أيضا، لـ«الشرق الأوسط»، إن السيسي الذي يشغل موقع نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع والإنتاج الحربي، سيعلن موقفه قبل نهاية هذا الشهر.
ويأتي هذا بعد ساعات من تقارير إعلامية نشرتها صحف وبثتها قنوات فضائية - ونفاها الجيش في حينه الليلة قبل الماضية - عن مزاعم بقرب الإعلان عن إعفاء السيسي من موقعه العسكري لكي يتسنى له تسجيل اسمه في كشوف الناخبين بوصفه مدنيا، وهو ما يجعل له الحق في الترشح في الانتخابات المقبلة. ونسبت تلك التقارير لمصادر لم تسمها أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة وافق في اجتماعه يوم الثلاثاء الماضي، على أنه سيختار الفريق صدقي صبحي، رئيس الأركان الحالي، وزيرا للدفاع خلفا للسيسي.
ونفى المتحدث العسكري الرسمي، العقيد أركان حرب أحمد محمد علي، ما نشر بشأن اتخاذ السيسي إجراءات للاستعداد للترشح. وشدد على أن «المؤسسة العسكرية وقادتها لا تعتمد في نشر أخبارها أو أي أحداث حالية أو مستقبلية تتعلق بها على مصادر مجهلة تختلف تسمياتها بين وسائل الإعلام».
وأشار العقيد علي إلى أن القوات المسلحة تحرص «كل الحرص على إطلاع الرأي العام بشكل مباشر على كل الأمور التي تتعلق بها وبقادتها من خلال أجهزتها والقادة المعنيين بهذا الأمر، وفي توقيتات محددة»، لافتا إلى أن «القوات المسلحة تركز خلال المرحلة الراهنة على الاستحقاقات التي رسمتها خارطة المستقبل للمصريين».
ومن جانبه أعرب المتحدث الإعلامي باسم حملة «كمل جميلك» لـ«الشرق الأوسط» عن اعتقاده أن ما نشر بهذا الشأن يوم أول من أمس «مجرد تكهنات صحافية لا ترقى إلى مستوى الخبر»، وأضاف أن الفريق السيسي «حسم موقفه تماما من الترشح للرئاسة (وغير معلوم إذا ما كان بالقبول أو الرفض) والأرجح أن يعلنه رسميا خلال الفترة من 18 وحتى 25 الشهر الجاري، لأن ترشيحه للرئاسة يتطلب قيد اسمه في الجداول الانتخابية قبل منتصف ليلة 31 يناير (كانون الثاني)».
وتابع المتحدث باسم «كمل جميلك» قائلا: «لدي معلومات مؤكدة أن الاجتماع الأخير لقادة القوات المسلحة يوم الثلاثاء الماضي لم يتطرق - كما ذكرت بعض وسائل الإعلام - إلى موضوع ترشح الفريق السيسي، بل اقتصر الاجتماع على المواجهة الراهنة في سيناء ضد الإرهاب وترتيبات تأمين الاستفتاء على التعديلات الدستورية المقرر إجراؤها يومي 14 و15 الشهر الجاري».
وجاء اندماج الحركات السياسية السبع أمس ضمن شغف عام بقائد الجيش الذي استجاب لملايين المصريين ممن خرجوا ضد حكم الرئيس السابق محمد مرسي. ومن بين الحركات المندمجة: «الشعب يريد»، و«مطلب وطن» و«اخترناك» و«شارك»، و«في حب مصر» و«ائتلاف الطلاب». ورفعت شعارات تقول إن مطلبها أن يكون «السيسي رئيسا».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.