في مصر تذوقت الشهرة الحقيقية وأغنيت مسيرتي المهنيةhttps://aawsat.com/home/article/1628011/%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D8%AA%D8%B0%D9%88%D9%82%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A3%D8%BA%D9%86%D9%8A%D8%AA-%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%AA%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%87%D9%86%D9%8A%D8%A9
في مصر تذوقت الشهرة الحقيقية وأغنيت مسيرتي المهنية
لم أذهب إلى الإعلام؛ إنما هو من جاء إليّ، فوجدت نفسي مصرّة على النجاح وتحقيق طموحاتي. درست الصحافة وتخرجت في كلية الإعلام والتوثيق في لبنان، ورغم أن علاقتي بوالدتي قوية جداً، فإنني وجدت نفسي أتعارض مع رأيها وإصرارها على عدم خوضي مجال الإعلام والصحافة. إلا إنني وبطريقة لا شعورية أصبحت مدمنة على مهنة البحث عن المتاعب. ورغم معارضة والدتي الأمر، فإن والدي، على العكس، كان الداعم الأول، ولطالما كان متمسكاً بفكرة أن الإعلام رسالة نبيلة ليست مصممة للجميلات فقط؛ لا بل إنها أعمق من ذلك، لأنه يرى أن الإعلام هو بحث وثقافة وغوص في العمق الفكري بعيداً عن الابتذال والسطحية على الإطلاق. ورغم إصراره على عملي في الصحافة السياسية، فإنني اتجهت إلى الصحافة الفنية التي تذوقت من خلالها مذاق الشهرة والغوص في عالم كنت أتوقعه خيالياً، إلى أن اكتشفت أني أملك في داخلي نعمة بمثابة مفتاح للخوض في أعماق الضيوف الذين استضفتهم في حواراتي التلفزيونية، واستخراج أسرارهم، وكأنني أتوقع إجاباتهم سلفاً، وهذا ما جعل برامجي؛ بدءاً من لبنان، وصولاً إلى مصر، مثل «100 سؤال» و«فحص شامل» تحتل المراتب الأولى عربياً نظراً للجوائز الصحافية التي حصلت عليها. لا أندم أبداً على التفرغ لتقديم البرامج الفنية الحوارية التي تحمل في طياتها كثيراً من العمل الدؤوب، لأنه ليس من السهل استخراج المعلومات التي تتحول إلى خبطات صحافية، من ضيوف لامعين لهم ثقلهم في المجال الفني ويدركون لعبة الحوارات والتحفظ عن الإجابات. من خلال عملي في مصر تعلمت أنه من المهم جداً عدم التعدي على خصوصيات الضيف، ويجب إعطاؤه المجال للتكلم، ولكن في الوقت نفسه؛ يجب على المحاور أن يملك القدرة على التوصل إلى معلومات يقولها الضيف لأول مرة، وهذا الأمر يعتمد على إمكانية المذيع في زرع الثقة بينه وبين الضيف، ليحصل كلا الطرفين على مبتغاه، وهذا الأمر يترجم في نجاح البرنامج وجذب أكبر عدد من المشاهدين. رحلتي في الإعلام علمتني أن أتمعن في تفاصيل كل مرحلة أعيشها، وأستفيد من كل تجربة أقبل عليها، وأنا على يقين بأنني لن أستمر إذا فقدت شغفي بالعمل والبحث الدائم عن الأفكار الجديدة، وهذا ما حدث عندما انتقلت من قناة «الحياة» إلى قناة «النهار» حيث أقدم حالياً برنامج «قطعوا الرجالة» الذي يعتمد على فكرة جديدة من نوعها تقوم على استضافة نساء فقط (فنانات) يتحدثن عن تجربتهن مع الرجل، والتوغل في مناطق لم يكن يعلمها الجمهور من قبل. لطالما أحببت البرامج الصعبة التي أستطيع من خلالها إبراز موهبتي في التقديم الحواري. نقلتي للعمل في قناة مصرية تجربة مثيرة جداً، وأثرت مسيرتي المهنية، وأعتقد أنني محظوظة لأنني استطعت اختراق الهالة الإعلامية بكوادرها الضخمة في مصر، وجعلت لنفسي مكاناً خاصاً بي من خلال طريقة تقديمي وأفكار برامجي. ما يفرحني اليوم هو نجاحي، وعندما يقال إنني من أهم مذيعات الـ«هارد توك شو» حالياً. اسمحوا لي أن أستخدم المصطلح الذي يتردد في البيوت المصرية: «نحب تلك الشابة اللبنانية لأنها مختلفة»، هذا اللقب يسعدني ويجعلني أقوى وساعية إلى تقديم الأفضل من أجل جمهور عريض يقدر المهنية... - إعلامية لبنانية تعمل في قناة «النهار» المصرية
رئيسة «منتدى مصر للإعلام» تُحذر من دمج «المؤثرين» في غرف الأخبارhttps://aawsat.com/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D9%88%D9%81%D9%86%D9%88%D9%86/%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85/5096254-%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3%D8%A9-%D9%85%D9%86%D8%AA%D8%AF%D9%89-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D9%84%D9%84%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%AA%D9%8F%D8%AD%D8%B0%D8%B1-%D9%85%D9%86-%D8%AF%D9%85%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A4%D8%AB%D8%B1%D9%8A%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%BA%D8%B1%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1
رئيسة «منتدى مصر للإعلام» تُحذر من دمج «المؤثرين» في غرف الأخبار
نهى النحاس رئيسة «منتدى مصر للإعلام» (نهى النحاس)
في ظل صراعات وحروب إقليمية متصاعدة وتطورات ميدانية متسارعة، لعب الإعلام أدواراً عدة، سبقت في بعض الأحيان مهمات القوات العسكرية على الأرض؛ ما ألقى بظلال كثيفة على وسائل الإعلام الدولية. تزامن ذلك مع زيادة الاعتماد على «المؤثرين» ونجوم مواقع التواصل الاجتماعي كمصادر للأخبار؛ ما دفع رئيسة «منتدى مصر للإعلام»، نهى النحاس، إلى التحذير من دمج «المؤثرين» في غرف الأخبار.
وفي حوارها مع «الشرق الأوسط»، عدّت نهى دمج «المؤثرين» في غرف الأخبار «خطأً مهنياً»، وقالت إن «صُناع المحتوى و(المؤثرين) على منصات التواصل الاجتماعي يقدمون مواد دون التزام بمعايير مهنية. ودمجهم في غرف الأخبار كارثة مهنية».
وأشار تقرير نشره «معهد رويترز لدراسات الصحافة»، أخيراً، إلى «نمو في الاعتماد على مؤثري مواقع التواصل الاجتماعي كمصادر للأخبار». ومع هذا النمو باتت هناك مطالبات بإدماج صناع المحتوى في غرف الأخبار. لكن نهى تؤكد أن الحل ليس بدمج المؤثرين، وتقول: «يمكن تدريب الصحافيين على إنتاج أنواع من المحتوى تجذب الأجيال الجديدة، لكن يجب أن يكون صانع المحتوى الإعلامي صحافياً يمتلك الأدوات والمعايير المهنية».
وتعد نهى «الإعلام المؤسسي أحد أبرز ضحايا الحروب الأخيرة»، وتقول إن «الإعلام استُخدم باحة خلفية للصراع، وفي بعض الأحيان تَقدمَ القوات العسكرية، وأدى مهمات في الحروب الأخيرة، بدءاً من الحرب الروسية - الأوكرانية وصولاً إلى حرب غزة».
وتبدي نهى دهشتها من الأدوار التي لعبها الإعلام في الصراعات الأخيرة بعد «سنوات طويلة من تراكم النقاشات المهنية ورسوخ القيم والمبادئ التحريرية».
وتاريخياً، لعب الإعلام دوراً في تغطية الحروب والنزاعات، وهو دور وثّقته دراسات عدة، لكنه في الحروب الأخيرة «أصبح عنصراً فاعلاً في الحرب؛ ما جعله يدفع الثمن مرتين؛ أمام جمهوره وأمام الصحافيين العاملين به»، بحسب نهى التي تشير إلى «قتل واغتيال عدد كبير من الصحافيين، واستهداف مقرات عملهم في مناطق الصراع دون محاسبة للمسؤول عن ذلك، في سابقة لم تحدث تاريخياً، وتثبت عدم وجود إرادة دولية للدفاع عن الصحافيين».
وتقول نهى: «على الجانب الآخر، أدت ممارسات مؤسسات إعلامية دولية، كانت تعد نماذج في المهنية، إلى زعزعة الثقة في استقلالية الإعلام»، مشيرة إلى أن «دور الإعلام في الحروب والصراعات هو الإخبار ونقل معاناة المدنيين بحيادية قدر المستطاع، لا أن يصبح جزءاً من الحرب وينحاز لأحد طرفيها».
وترفض نهى «الصحافة المرافقة للقوات العسكرية»، وتعدها «صحافة مطعوناً في صدقيتها»، موضحة أن «الصحافي أو الإعلامي المرافق للقوات ينظر للمعركة بعين القوات العسكرية التي يرافقها؛ ما يعني أنه منحاز لأحد طرفَي الصراع». وتقول: «عندما ينخرط الصحافي مع جبهة من الجبهات لا يعود قادراً على نقل الحقائق».
وضعت الحروب الأخيرة الصحافيين في غرف الأخبار «أمام واقع جديد جعل أصواتهم غير مسموعة في مؤسساتهم، في بعض الأحيان»، وتوضح نهى ضاربة المثل بالرسالة المفتوحة التي وقّعها عدد من الصحافيين في صحيفة «لوس أنجليس تايمز» الأميركية ضد تغطية حرب غزة وتجاهل قتل عدد كبير من الصحافيين، والتي أدت في النهاية إلى إيقافهم عن تغطية حرب غزة.
زعزعت الانحيازات الإعلامية في التغطية، الثقة في استقلالية الإعلام، وأفقدت مؤسسات إعلامية كبرى مصداقيتها، بعد أن كانت حتى وقت قريب نماذج للالتزام بالمعايير المهنية. ورغم ما فقدته مؤسسات الإعلام الدولية من رصيد لدى الجمهور، لا تتوقع نهى أن «تقدم على تغيير سياستها؛ لأن ما حدث ليس مجرد خطأ مهني، بل أمر مرتبط بتشابك مصالح معقد في التمويل والملكية». ولفتت إلى أن «الحروب عطّلت مشروعات التطوير في غرف الأخبار، وأرهقت الصحافيين نفسياً ومهنياً».
وترى أن تراجع الثقة في نماذج الإعلام الدولية، يستدعي العمل على بناء مدارس إعلامية محلية تعكس الواقع في المجتمعات العربية، مشيرة إلى وجود مدارس صحافية مميزة في مصر ولبنان ودول الخليج لا بد من العمل على تطويرها وترسيخها بعيداً عن الاعتماد على استلهام الأفكار من نماذج غربية.
بناء تلك المدارس الإعلامية ليس بالأمر السهل؛ فهو بحسب نهى «يحتاج إلى نقاش وجهد كبير في التعليم وبناء الكوادر وترسيخ الإيمان بالإعلام المستقل». وهنا تؤكد أن «استقلالية الإعلام لا تعني بالضرورة تمويله من جهات مستقلة، بل أن تكون إدارته التحريرية مستقلة عن التمويل قدر الإمكان»، مشددة على أن «التمويل العام لوسائل الإعلام مهم ومرحّب به، لا سيما في لحظات الاستقطاب السياسي؛ حتى لا يلعب المال السياسي دوراً في تخريب مصداقية المؤسسة».
غيّرت الحروب غرف الأخبار وألقت بظلالها على طريقة عملها، لتعيد النقاشات الإعلامية إلى «الأسس والمعايير والأخلاقيات»، تزامناً مع تطورات تكنولوجية متسارعة، ترى نهى أنها «ضرورية لكن كأدوات لإيصال الرسالة الإعلامية بفاعلية».
من هذا المنطلق، ترفض نهى التوسع في مناقشة قضايا الذكاء الاصطناعي على حساب القضايا المهنية، وتقول: «نحتاج إلى إعادة تثبيت وترسيخ القواعد المهنية، ومن ثم الاهتمام بالأدوات التي تسهل وتطور الأداء، ومن بينها الذكاء الاصطناعي الذي لا يمكن إنكار أهميته».
وتضيف: «إذا كان الأساس به خلل، فإن الأداة لن تعالجه؛ لذلك لا بد من مناقشات في غرف الأخبار حول الأسس المهنية لاستعادة الجمهور الذي انصرف عن الأخبار».
وبالفعل، تشير دراسات عدة إلى تراجع الاهتمام بالأخبار بشكل مطرد، تزامناً مع تراجع الثقة في الإعلام منذ جائحة «كوفيد-19»، وتزايد ذلك مع الحرب الروسية - الأوكرانية. ووفقاً لمعهد «رويترز لدراسات الصحافة»، فإن «نحو 39 في المائة من الجمهور أصبحوا يتجنبون الأخبار».
وهنا تقول نهى إن «الثقة تتراجع في الإعلام بشكل مطرد؛ لأن الجمهور يشعر أن صوته لم يعد مسموعاً، إضافة إلى تشبع نسبة كبيرة من الجمهور بأخبار الحرب، إلى حد مطالبة البعض بنشر أخبار إيجابية». وتضيف أن «هذا التراجع امتزج مع صعود منصات التواصل التي أصبحت يُخلط بينها وبين الإعلام المؤسسي، لا سيما مع ما قدمته من متابعات للحروب والصراعات الأخيرة».
وتشير رئيسة «منتدى مصر للإعلام» إلى أن «الحروب الأخيرة في أوكرانيا وغزة وضعت أعباء مالية، وفرضت محتوى مختلفاً على المؤسسات الإعلامية أدى إلى زيادة تجنب الجمهور للأخبار»، بحسب ما جاء في دراسة نشرها معهد «رويترز لدراسات الصحافة»؛ ما يستلزم البحث عن وسائل لإعادة جذبه، أو لـ«غرفة أخبار ثالثة» كما فعلت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، مستهدفة «جذب مزيد من القراء وزيادة الموارد».
وتستهدف «غرفة الأخبار الثالثة» إنشاء محتوى خاص لمنصات التواصل الاجتماعي، ومقاطع فيديو قصيرة تتناول موضوعات متنوعة لجذب الأجيال المرتبطة بالهواتف الذكية.
ويعد التدريب واحداً من أدوار المنتديات الإعلامية، ومن بينها «منتدى مصر للإعلام». وأوضحت نهى، في هذا المجال، أن «المنتديات الإعلامية هي تعبير عن الواقع الإعلامي لدولةٍ أو منطقةٍ ما، ونقطة تلاقٍ لمناقشة قضايا ومعارف مهنية، وملاحقة التطورات التكنولوجية».
وكان من المقرر عقد النسخة الثالثة من «منتدى مصر للإعلام» نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، لكن تم تأجيلها «بسبب الأحداث المتلاحقة والمتسارعة في المنطقة والتي كانت ستؤثر على حضور بعض ضيوف (المنتدى)»، بحسب نهى التي تشير إلى أنه «سيتم عقد النسخة الثالثة من (المنتدى) منتصف 2025».
وتوضح أنه «يجري حالياً مراجعة أجندة (المنتدى) وتحديثها وتغييرها استعداداً للإعلان عنها في الربع الأول من العام المقبل»، مشيرة إلى أنه لم يتم الاستقرار بعدُ على عنوان النسخة الثالثة، وإن كان هناك احتمال للإبقاء على عنوان النسخة المؤجلة «يمين قليلاً... يسار قليلاً!».
وتقول نهى إن «منتدى مصر للإعلام» سيركز كعادته على المناقشات المهنية والتدريبات العملية، لا سيما «منصة سنة أولى صحافة» المخصصة لتقديم ورش تدريبية لطلاب الإعلام تتناول الأساسيات والمعايير المهنية.
وتختتم حديثها بالتأكيد على أن الالتزام بالمعايير المهنية هو الأساس لبقاء الإعلام المؤسسي، مجددة الدعوة لفتح نقاشات جادة بشأن مأسسة نماذج إعلام محلية في المنطقة العربية.