غرينبلات: إعلان خطة السلام للشرق الأوسط تنتظر الانتخابات الإسرائيلية

TT

غرينبلات: إعلان خطة السلام للشرق الأوسط تنتظر الانتخابات الإسرائيلية

كشف الممثل الأميركي الخاص للمفاوضات الدولية المبعوث الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، جايسون غرينبلات، في جلسة مغلقة مع أعضاء مجلس الأمن في نيويورك، أن إدارة الرئيس دونالد ترمب لا تزال تواصل جهودها الدبلوماسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، متوقعاً إعلان خطة السلام الأميركية التي طال انتظارها فور انتهاء الانتخابات الإسرائيلية في أبريل (نيسان) المقبل.
وأكد غرينبلات أنّ خطّة السلام الأميركيّة المستقبليّة للشرق الأوسط ستكون «مفصّلة للغاية»، وذلك خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي يوم الجمعة، لم يَكشف خلاله أي تفاصيل، بحسب ما أفاد دبلوماسيّون.
وعلى أثر الاجتماع المغلق الذي عقد في مقرّ الأمم المتّحدة، أكد المندوب الكويتي لدى المنظّمة الدوليّة منصور العتيبي أنّ غرينبلات «لم يُعطِ تفاصيل»، مضيفاً في المقابل أنّه «كان هناك نقاش من جانبنا حول الخطّة».
وأكد غرينبلات أنّ خطّة السلام لن يتمّ إعلانها إلا بعد الانتخابات التشريعية الإسرائيلية في 9 أبريل وبعد تأليف حكومة جديدة، وهي عملية قد تستغرق شهوراً عدّة. وشدّد غرينبلات الذي يعمل على الخطّة مع كلّ من جاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي، وديفيد فريدمان السفير الأميركي لدى إسرائيل، على أنّ هذه الخطّة ستكون مفصّلة في بُعديها السياسي والاقتصادي. وقال: «نعرف تطلّعات الفلسطينيّين والإسرائيليّين، ونحن نعمل في هذا الإطار».
ونقل أحد الدبلوماسيين عن غرينبلات قوله أيضاً إنّه «عندما تصبح رؤيتنا علنيّة لن نرغب في تنفيذها منفردين، وسيكون هناك دور للأمم المتحدة واللجنة الرباعية (الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة)».
وأبدت دول مثل الكويت وإندونيسيا وحتى الصين أسفها لعدم وجود مزيد من العناصر لتدعيم النقاش.
ولوحظ أن غالبية الدول الأعضاء في مجلس الأمن، بمن فيهم الأوروبيون لم يحضروا على مستوى المندوبين الدائمين، بل على مستويات متدنية دبلوماسياً. وقال دبلوماسي لـ«الشرق الأوسط» إن «جل ما قاله غرينبلات أن الجهود التي تبذلها الإدارة الأميركية في شأن خطة السلام متواصلة»، وهي «خطة مهمة وتفصيلية ربما لن يرضى عنها الطرفان، ولكنها تقدم خطة واضحة لسلام قابل للتحقيق، وفيه كثير من المنافع للجانبين، لا سيما للجانب الفلسطيني، فضلاً عن أنه مفيد للمنطقة بأسرها»، بحسب غرينبلات الذي «لم يفصح عن أي تفاصيل حول جوهر هذه الخطة، بما في ذلك عندما سأله بعض الدبلوماسيين عما إذا كانت الخطة مبنية على مبدأ حل الدولتين». ورأى دبلوماسي آخر أن «الأهم فيما قاله غرينبلات هو موعد إعلان الخطة الأميركية مباشرة بعد الانتخابات الإسرائيلية»، بالإضافة إلى طلبه الدعم من دول مجلس الأمن لهذه الخطة الأميركية.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.