ديمقراطيون يعارضون استثناء «سي آي إيه» من تسجيل الضحايا المدنيين

البنتاغون لم يتأثر

TT

ديمقراطيون يعارضون استثناء «سي آي إيه» من تسجيل الضحايا المدنيين

بعد يومين من قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب باستثناء وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) من حصر الضحايا المدنيين في حربها ضد الإرهاب، بدأ ديمقراطيون في الكونغرس مساعي إصدار مشروع قانون يلغي أوامر ترمب. وقالت صحيفة «واشنطن بوست» أمس السبت، إن قرار ترمب، الذي انتقدته أيضاً منظمات أميركية لحقوق الإنسان ومنظمات للشفافية الحكومية، صارت له صبغة حزبية في الكونغرس، وذلك لأن ترمب ألغى قانوناً كان أصدره الرئيس السابق باراك أوباما. وأشارت الصحيفة إلى أنه، حتى في عهد أوباما، انتقدته منظمات حقوق الإنسان، واتهمته بتجاهل القتلى المدنيين في الحرب ضد الإرهاب، خاصة بسبب الغارات الجوية الأميركية. «لكنهم اعتبروا أن قانون عام 2016 يمثل خطوة إلى الأمام».
وقال جوشوا غيلتزر، الذي اشترك في إصدار قانون عام 2016 أثناء عمله كمسؤول في قسم الحرب ضد الإرهاب في البيت الأبيض في عهد أوباما أول من أمس: «هذا قرار مؤسف للغاية. ليس فقط من أجل الشفافية والمساءلة، ولكن، أيضاً، للأذى الذي سيلحقه بالأمن الوطني الأميركي». لكن، كانديس تريش، المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية قالت: «إن البنتاغون سيظل ينفذ الجزء من القانون الذي يخصه، وسيظل يسجل عدد الضحايا المدنيين. وأضافت: «نستمر في تطبيق جميع متطلبات الأوامر التنفيذية المتعلقة بالجهود العسكرية لتقليل الإصابات بين المدنيين».
وقالت صحيفة «واشنطن بوست»: «يأتي قرار الرئيس ترمب في الوقت الذي يجري فيه البنتاغون مراجعة رئيسية حول طريقة تعامله مع الضحايا المدنيين. نتجت هذه المراجعة بسبب انتقادات عامة حول زيادة عدد القتلى المدنيين أثناء الحرب ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا». وقال النائب تيد ليو (ديمقراطي من ولاية كاليفورنيا)، وهو محامٍ سابق في السلاح الجوي الأميركي: «سيكون تقليل الشفافية حول أعمال وكالات الاستخبارات مقلقاً للغاية». وأضاف: «بالنسبة للمدنيين الذين يقُتلون بسبب الضربات العسكرية، لا يهم من هي القوات الأميركية التي قتلتهم». وقال إن حجب الأرقام في التقارير العسكرية «يمكن أن يعقد إشراف الكونغرس على جهود الحرب ضد الإرهاب». وقال آدم شيف (ديمقراطي من ولاية كاليفورنيا، أيضاً)، رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب: «لا يوجد ما يبرر هذه الخطوة». وأضاف أنه سيسعى لإصدار قانون، أو تعديل في الميزانية، لـ«تكون هذه التقارير إلزامية». وقال إنه قلق لأن أوامر الرئيس ترمب شملت أجزاء أخرى في قانون أوباما، منها «ضرورة عقد اجتماعات دورية بين المسؤولين من جميع أقسام الحكومة لمناقشة اتجاهات الضحايا المدنيين». وأضاف: «في الوقت الحاضر، تظهر عواقب (أوامر ترمب) في الموصل والرقة، حيث زاد كثيراً الخطر على المدنيين».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».