ينظم اتّحاد الفنانين التشكيليين في تونس شهراً من معارض الفنون التشكيلية بعدد من الفضاءات الفنية في إطار الاحتفال بمرور 50 سنة على تأسيسه، وهي طريقة عدّها النّقاد والمتابعون للحياة الثقافية في تونس «مختلفة للاعتراف بأهمية الفنون التشكيلية في تغيير الذّائقة العامة وبثّ روح الخلق والإبداع في صفوف الناشئة».
وسعى اتحاد الفنانين التشكيليين، المنظمة الثّقافية المستقلة إلى إشراك أكثر من 300 فنان تشكيلي تونسي في هذه المظاهرة الثّقافية الهامة وفتح الأبواب أمام مختلف الأجيال لعرض ما جادت به قرائحهم لسنوات من العمل، وتمكن من جمع ما لا يقل عن 450 عملاً فنياً موزعة على جميع التعبيرات التشكيلية والفنية المعاصرة.
وفي هذا الشّأن، قال وسام غرس الله رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين، إنّ الأعمال الفنية المعروضة ستتوزّع طوال شهر كامل من 9 مارس (آذار) الحالي، إلى التاسع من أبريل (نيسان) المقبل، على أربعة أروقة فنّية هي قصر خير الدين في المدينة العتيقة ورواق يحيى في الفضاء التجاري البالماريوم ودار الثّقافة المغاربية ابن خلدون، وكلاهما وسط العاصمة التونسية، ورواق الفنون في بن عروس القريبة من العاصمة.
وأضاف غرس الله أنّ اللوحات الفنية المعروضة اعتمدت على الرّسم والنّحت والحفر والصّناعات الخزفية والتصوير الفوتوغرافي، بحيث إنها لن تغفل مختلف التجارب الفنية وأدوات التعبير الإبداعي، على حدّ تعبيره.
وكان افتتاح أول هذه المعارض الأربعة قد انطلق مساء أول من أمس، اليوم العالمي للمرأة في قصر خير الدين (وسط العاصمة التونسية)، وقد كُرّمت فوزية الهيشري وآمال بوسلامة وزهور الشعبوني وهن ثلاث فنانات تونسيات، عُرفن بأعمالهن الفنية المميزة، وتضمّن المعرض نحو 150 عملاً فنياً أبهرت الحاضرين واطّلعوا من خلالها على تجارب مختلفة وتقنيات متنوعة في التعبير والإبداع.
ويتضمّن برنامج الاحتفالات بمرور خمسين سنة على تأسيس اتحاد الفنانين التشكيليين في تونس، بتنظيم ندوة فكرية عنوانها «الفن المعاصر، سؤال المتحف»، وذلك يومي 23 و24 مارس الحالي في مدينة الحمامات (60 كلم شمال شرقي العاصمة التونسية)، وسيؤثثها 24 باحثاً مختصّاً في جميع التعبيرات التشكيلية وسيتناولون بالدراسة والنقش لمختلف الإشكاليات التي تعترض ممارسة الفن التشكيلي.
ويختتم شهر الفنون التشكيلية في تونس بتنظيم «أسبوع سينما الفنان التشكيلي والسينمائي الناصر خمير»، حيث ستُعرض خمسة أفلام سينمائية من إنتاجه في دار الثّقافة المغاربية ابن خلدون (وسط العاصمة التونسية). ويعرف عن المخرج السينمائي الناصر خمير، ولعه بالخط العربي والرّسم عموماً، وقد أخرج عدّة أفلام سينمائية ناجحة، باتت من علامات السّينما التونسية، من أهمها «الهائمون في الصحراء» و«طوق الحمامة المفقود» و«بابا عزيز... الأمير الذي يتأمل ذاته».
أكثر من 450 لوحة ضمن شهر الفنون التشكيلية في تونس
أكثر من 450 لوحة ضمن شهر الفنون التشكيلية في تونس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة