قبائل حجور تستبسل في الدفاع عن مواقعها... ودعوات أممية لضبط النفس

مقاتل مناصر للحكومة اليمنية في الحديدة إ.ب.أ)
مقاتل مناصر للحكومة اليمنية في الحديدة إ.ب.أ)
TT

قبائل حجور تستبسل في الدفاع عن مواقعها... ودعوات أممية لضبط النفس

مقاتل مناصر للحكومة اليمنية في الحديدة إ.ب.أ)
مقاتل مناصر للحكومة اليمنية في الحديدة إ.ب.أ)

استمر رجال قبائل حجور أمس، في الدفاع عن معاقلهم في مديرية كشر التابعة لمحافظة حجة باستماتة، على الرغم من تفوق الجماعة الحوثية في نوعية التسليح وأعداد المقاتلين الذين يحاصرون المديرية من جهاتها الأربع.
وفيما تعهد عدد من زعماء القبائل أنهم سيواصلون القتال في مواجهة الميليشيات حتى النصر أو الموت، عبرت الأمم المتحدة لأول مرة عن قلقها إزاء تطورات الأوضاع في حجور، داعية إلى التهدئة وضبط النفس.
وجاءت الدعوات الأممية في وقت متأخر من مساء الخميس، على لسان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة استيفان دوغريك خلال مؤتمر صحافي عقده بالمقر الدائم للمنظمة الدولية.
وفيما تحدث دوغريك عن القتال الذي تشهده مديرية كشر بين قبائل حجور والميليشيات الحوثية، من أكثر من شهرين، قال: «يشعر زملاؤنا في العمل الإنساني بالقلق إزاء الأنشطة العسكرية في حجور، والتداعيات الإنسانية الناجمة عن استمرار العنف على حياة المدنيين».
وأردف: «ندعو الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس والامتناع عن أي أعمال تؤدي إلى مزيد من التصعيد، خصوصاً أن المدنيين يواصلون دفع ثمن باهظ».
وكان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني طالب في بيان رسمي الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، بالتدخل من أجل إنقاذ قبائل حجور من الجرائم التي ترتكبها ضدهم الجماعة الحوثية منذ نحو 50 يوماً، محذراً من مصير سكان مديرية كشر على يد الحوثيين يشبه مصير الإيزيديين على يد تنظيم «داعش».
في غضون ذلك، أفادت مصادر قبلية بأن الميليشيات الحوثية قتلت نحو 70 شخصاً وجرحت أكثر من 200 آخرين منذ بدء المواجهات في حجور، مشيرة إلى صمود أبناء القبائل في وجه الزحف الحوثي.
وذكرت المصادر أن رجال القبائل صدوا هجوماً حوثياً عنيفاً جنوب مديرية كشر وآخر في الجبهة الشمالية الغربية، إلا أن الميليشيات الحوثية توغلت من الجهة الشرقية إلى مركز مديرية كشر بعد سيطرتها على منطقة العبيسة، واستخدمت مختلف أنواع الأسلحة لقصف القرى والمساكن.
واتهمت مصادر قبلية موالين للحوثيين في المنطقة بخيانة رجال القبائل وتسهيل عملية سيطرتهم على منطقة العبيسة ومركز المديرية، غير أن المصادر أكدت أن 4 من زعماء القبائل تعاهدوا على المضي في المقاومة حتى النهاية.
وقال الزعيم القبلي علي فلات في اتصال هاتفي مع وزير الإعلام اليمني، إن «سيطرة الحوثيين على منطقة العبيسة، شرق مديرية حجور، لا تمثل انتصاراً للميليشيات الحوثية، كونها حدثت بسبب خيانة بعض المتحوثين من أبناء حجور».
وأشار القيادي في قبائل حجور إلى وصول ذخيرة وأسلحة من التحالف الداعم للشرعية، معبراً عن شكره المملكة وقيادة الشرعية، لكنه طالب بمزيد من الدعم، لمواجهة أسلحة الحوثيين الثقيلة والصواريخ الباليستية التي يطلقونها على سكان كشر.
في السياق نفسه، ذكر موقع الجيش اليمني (سبتمبرنت)، أن رجال القبائل صدوا عدداً من الهجمات التي تشنها ميليشيات الحوثي الانقلابية، منذ يومين، في منطقة طلان بمديرية كشر، بعد معارك شرسة خاضها رجال حجور ضد الميليشيا.
وأضاف الموقع العسكري أن «الميليشيات شنت عدة هجمات في الجبهة الجنوبية، وتمكن رجال حجور من التصدي لها وكسرها، مكبدين الميليشيات خسائر فادحة في الأرواح والعتاد».
في الأثناء، كشف تقرير حديث للوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في اليمن، عن نزوح 4760 أسرة من سكان مديريتي كُشر وأفلح الشام بمحافظة حجة، بسبب القصف العشوائي والحصار المُطبق الذي فرضته ميليشيات الحوثي الانقلابية، على المنطقة، منذ أكثر من شهر.
وبحسب التقرير، فإن الوضع الإنساني في المديريتين صعب للغاية، لا سيما مع إقدام ميليشيات الحوثي على تدمير 1800 منزل وتهجير أصحابها، إضافة إلى تفجيرها 12 منزلاً منذ بدء الحملة العسكرية.
ولفت التقرير إلى أن النزوح تركز من مناطق «قرى الطلاحية، وبني شرية، وبني رسام، وبني شوس، والشعاثمة، وبني العجري، وبني مالك أكحل، وشعب السادة، وبني جبهان، والنامرة، وبني ذبايل، وقريات، والوبريات، والعكيرة، وغول المض، والحوج، ودرب المرو، والقيمم، وجبل الشنفي، وبني عكران، وبني شهر، إلى أماكن آمنة داخل المديريتين أو خارجها».
وأوضح التقرير أن الوضع الصحي في كُشر وأفلح الشام متدهور، خصوصاً مع توقف 23 مركزاً صحياً عن العمل، إضافة إلى شح المياه المخصصة للشرب، بسبب انعدام المشتقات النفطية المشغلة لمكائن رفع مياه الآبار، وقنص الميليشيات لخزانات مياه الشرب على أسطح المنازل.
وحذر التقرير من كارثة إنسانية وشيكة لسكان المديريتين، والبالغ عددهم أكثر من 241 ألف نسمة، من جراء انعدام المواد الغذائية من المحلات التجارية بشكل كامل، بسبب الحصار المُطبق الذي تفرضه ميليشيات الحوثي الانقلابية.
وذكر التقرير الحكومي أن 120 مدرسة توقفت عن استقبال الطلبة، بسبب القصف العشوائي، وتضرر من ذلك نحو 23 ألف طالب وطالبة.
وطالب التقرير بسرعة إغاثة السكان عبر فتح ممرات آمنة للمدنيين، وسرعة توفير مواد غذائية وإيوائية للنازحين، وإعادة تشغيل المراكز الصحية ورفدها بالمعدات الطبية اللازمة والكوادر، إضافة إلى توفير مياه صالحة للشرب، وفصول دراسة للطلبة النازحين لإكمال تعليمهم.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.